سبع سنوات عجاف على معتقلي حملة سبتمبر في السعودية
سبع سنوات عجاف عاشها ولازال معتقلي حملة سبتمبر 2017 التي شنتها السلطات السعودية بعد شهرين من تنصيب محمد بن سلمان وليا للعهد بأمر ملكي من والده في 21 يونيو/حزيران 2017.
واستهدفت حملة الاعتقالات الجائرة بها عدد كبير من الدعاة والأكاديميين والكتاب والناشطين، ولا تزال محاكمات بعضهم مستمرة حتى اليوم ومنهم كثيرين معرضين لخطر الإعدام في أي لحظة وفقا لهوى السلطة.
وأبرز المعتقلين في الحملة والذين لا يزالون يقبعون داخل السجون ويعانون من انتهاكات حقوقية الداعية والمفكر الدكتور سلمان العودة الذي يتابعه على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي إكس “تويتر سابقا” حوالي 13 مليون مغرد، وأستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور عوض القرني (66 عاما) الذي يتابعه قرابة 2 مليون مغرد، والخبير الاقتصادي عصام الزامل (44 عاما).
وتضم قائمة المعتقلين أستاذ القرآن وعلومه الدكتور ناصر العمر الذي يتابعه 5.5 مليون متابع، والداعية الإسلامي الدكتور علي العمري (50 عاما) ويتابعه قرابة النصف مليون مغرد، والكاتب والباحث في التاريخ الإسلامي موسى الشريف (62 عاما)، والباحث الأكاديمي والكاتب عبدالله المالكي، وعضوي جمعية حسم عيسى الحامد وعبدالعزيز الشبيلي، وغيرهم.
وبحسب منظمة القسط الحقوقية، شرعت السلطات السعودية في 9 سبتمبر/أيلول 2017، بحملة اعتقالات استهدفت عددًا من رجال الدين، والأكاديميين، والنشطاء، والكتاب، والصحفيين، منهم الداعية المعروف سلمان العودة الذي اعتقل بعد نشره على “تويتر” تغريدةً يدعو فيها إلى “تأليف القلوب” بين حكّام قطر والسعودية أثناء خلافٍ سياسي بينهما، يقدَّم إلى المحكمة الجزائية المتخصصة في محاكمةٍ تكرر فيها تأجيل الجلسات.
ويطالب الإدعاء العام بتطبيق عقوبة الإعدام على العودة، وذلك على خلفية 37 دعوى واهية، منها “تأليب المجتمع على الحكّام”، وتدهورت حالته الصحية للغاية أثناء احتجازه، حتى فقد نصف بصره وسمعه.
كما تم اعتقال أخوه خالد العودة بعد تغريده عن اعتقال أخيه، وحكم عليه في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 بالسجن خمس سنوات تتلوها خمس سنواتٌ من منع السفر، بموجب دعاوى منها “التعاطف مع أخيه سلمان العودة” و”جمعه بين العمل الخاص والعام”.
وطالب أعضاء بحزب التجمع الوطني وناشطون على منصة x، بإطلاق سراح المعتقلين كافة، وذكروا بكلمات ومواقف أبرزهم وتداولوا مقاطع فيديو وصور لهم، واستنكروا الانتهاكات التي يتعرضون لها، صابين جام غضبهم على السلطات السعودية وولي العهد.
وصرح الأمين العام لحزب التجمع عبدالله العودة، بأن معتقلي سبتمبر أكملوا 7 سنوات في الاعتقال السياسي الذي بدأ بوالده الدكتور سلمان العودة، على أثر دعائه لإصلاح ذات البين في الخليج، وتلته مجموعة كبيرة من اعتقالات الرأي والضمير من كافة الاتجاهات.
وعرض العضو المؤسس للحزب يحيى عسيري، مؤسس منظمة القسط لحقوق الإنسان، قائمة لأبرز المعتقلين في حملة اعتقالات سبتمبر، موضحا أن السلطات شنت في سبتمبر 2017 حملة اعتقالات واسعة طالت الكثير من النشطاء والكُتاب والعلماء في خطوة تعكس وجه النظام القمعي الذي لا يقبل بأي مطالب إصلاح وأي رقابة على الحالة الحقوقية.
وأكد أن مرور 7 سنوات على اعتقالات سبتمبر تكشف ضعف السلطات وعجزها عن مواجهة مطالب إصلاح أو نقد بناء.
وسلط الناشط ناصر نجل الداعية المعتقل عوض القرني، الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها والده داخل محبسه، موضحا أن في عام 2019-2020 تم إعطاء والده دواء خاطئ في السجن وبعد سوء الحالة الصحية وتنويمه 3 أيام في مستشفى السجن قالت إدراة السجن: “أسفين لخبطنا في الدواء”، مستنكرا أن هذا يحدث “بهذه السذاجة وبهذه البساطة.”
فيما انتقد السياسي المعارض فؤاد كوثر، تغيبب ولي العهد لزينة علماء بلاد الحرمين الذين كانوا يملؤون المجالس بعلمهم وحضورهم، في غياهب السجون، ليسجّل التاريخ أنه أكثر حكام جزيرة العرب بطشًا بالعلماء والصالحين.