بالأرقام: حساب المواطن..خدعة آل سعود للمواطن السعودي الفقير
لم يكن إنشاء برنامج “حساب المواطن” هدفا سعوديا لتحقيق الحياة الكريمة للمواطن السعودي في المملكة النفطية بقدر محاولة النظام السعودي تلاشي “غضب الشارع” من سياسات ولي العهد الانفتاحية والعشوائية.
ولتفادي غضب المواطن من سلسلة الإجراءات العشوائية والتخبطية في السياسة السعودية، لجأ نظام آل سعود لإنشاء برنامج “حساب المواطن” لكنه في المقابل فرض سلسلة إجراءات وضرائب أرهقت جيب الموظفين والمواطنين.
وبرنامج “حساب المواطن” هو برنامج حكومي سعودي بدأ في شهر ديسمبر 2017 هدفه تخفيف الأعباء على المواطن السعودي وتقديم الدعم المادي للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وأصدر برنامج “حساب المواطن” من أجل تعويض المواطنين الذين قد تلحقهم أية مخاطر بسبب التوسعات الاقتصادية التي ينفذها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
لكن حسب متابعة “ويكليكس السعودية” فإن إجمالي دفعات برنامج “حساب المواطن” منذ تأسيسه نهاية 2017 حتى الآن ديسمبر 2020 بلغ ( 86 مليار ريال سعودي).
وبلغ إجمالي الضرائب خلال نفس الفترة (430 مليار ريال)، وجاءت على النحو التالي:
في 2018 = 166 مليار ريال، في 2019 = 203 مليار، خلال النصف الأول 2020 = 60 مليار مليار ريال.
وبالتالي تكون المملكة أعطت المواطن السعودي (20% فقط مما أخذت منه).
وليس هذا فحسب، أزالت سلطات آل سعود خلال الأشهر الماضية، مليوني شخص من برنامج حساب المواطن الذي يهدف إلى تخفيف حدة ضربة الإصلاح الاقتصادي، مما أثار الإحباط بين البعض خلال أسوأ فترة ركود منذ عقود.
وتعمل سلطات آل سعود على تخفيض دائم لنفقاتها على برنامج “حساب المواطن” ما يهدد بتقويض الدعم الشعبي اللازم لتمرير الإصلاحات الاقتصادية المزعومة والتغطية على فشل سياسات ولي العهد.
وانخفضت المدفوعات للحساب بمقدار مليار ريال (حوالي 267 مليون دولار) بحلول يوليو، انخفاضا من 2.7 مليار ريال في مارس/آذار.
وستؤدي تخفيضات ميزانية البرنامج إلى تفاقم الصعوبات المالية التي يعاني منها الفقراء بالسعودية في وقت يفقدون فيه أيضا خيارات تعويض الدخل من خلال القطاع الخاص.
وأثرت عمليات الإغلاق المتعلقة بـ”كورنا” وانهيار أسعار النفط على اقتصاد المملكة، ويمكن أن تؤدي إلى انكماشة بنسبة تصل إلى 6.8%، وفقا لصندوق النقد الدولي.
كما ضاعفت السعودية، مؤخرا، ضريبة القيمة المضافة لديها 3 مرات من 5% إلى 15%؛ للمساعدة في تمويل مشروعات الدولة وتحقيق بعض أهداف “رؤية 2030”.
وتفاقم معدل البطالة خلال الوباء حيث توقفت السياحة، وخاصة خلال موسم الحج؛ مما عطل أجزاء كبيرة من القطاع غير النفطي.
ولا يتوقع صندوق النقد أي نمو اقتصادي جديد للسعودية حتى عام 2021 على أقل تقدير، وبدون خيارات توظيف قابلة للتطبيق في القطاع الخاص، فمن المرجح أن يتراجع الدعم الشعبي لخطط الإصلاح الاقتصادي، بل حتى قد تظهر بعض ردود الفعل العكسية.
ومرارا شن سعوديون جام غضبهم على برنامج “حساب المواطن” الذي أنشأه نظام آل سعود عام 2017م بهدف حماية الأسر من الأثر المباشر وغير المباشر المتوقَّع من الإصلاحات الاقتصادية المختلفة، وما قد يتسبب بعبء إضافي على بعض فئات المجتمع.
واتهم هؤلاء البرنامج عبر تغريدات على صفحته “حساب المواطن” بالتقصير وتقليص الدفعات المالية، وتجاهل طلبات المواطنين والأرامل والمرضى.