مجلة أمريكية: السعودية أكثر حرصا على التطبيع مع إسرائيل
قالت مجلة أمريكية إن السعودية تحت قيادة ولي العهد محمد بن سلمان أكثر حرصا على التطبيع مع إسرائيل رغم حربها على قطاع غزة وما ترتكبه من مجازر بحق الفلسطينيين.
وذكرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أن المخاوف حيال انهيار مبادرات السلام العربية الإسرائيلية الأخيرة، والمعروفة بـ”اتفاقيات أبراهام” جراء الحرب الحالية في غزة “لا يجب بالضرورة أن تكون حقيقية”.
وقالت المجلة إن احتمال التطبيع بين السعودية وإسرائيل لم يتلاشى تماما، رغم ما حدث ويحدث في غزة.
وقد طالب محمد بن سلمان بوقف فوري للحرب في غزة، بعد أن تسببت تلك الحرب بالفعل في توقف مفاوضات التطبيع بين الرياض وتل أبيب بوساطة وإشراف أمريكي.
واعتبرت المجلة ب أن المزايا التي تتمتع بها السعودية في سعيها إلى التطبيع مع إسرائيل أصبحت أكبر، وأصبحت التكاليف المتصورة أقل.
فلا يزال الدعم المستقر لفلسطين مرتبطا بالهوية العربية لاعتبارات سياسية، وخاصة بين السعوديين الأكبر سنا الذين تشكلت آراؤهم من خلال القومية العربية لعبد الناصر.
والسعوديون ملزمون أيضا، بحكم وصايتهم على مكة، بالاعتراف بالدعم الواسع النطاق لفلسطين بين المسلمين في جميع أنحاء العالم والبقاء على علم بوضع الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المصالح الاقتصادية للسعودية من وراء التطبيع تسمو فوق “الاختلافات الأيدلوجية”، على الأقل من وجهة نظر الأمير محمد بن سلمان البراجماتية، حيث يسعى إلى تنويع اقتصاد السعودية، ويريد الاستقرار في المنطقة لاستكمال مشروعه.
وفي جو من الاستقرار المأمول، تستمر الكيانات العربية والإسرائيلية في تقاسم المصالح نحو مجتمعات مزدهرة مدفوعة بالتجارة وطبقة متوسطة آخذة في الاتساع في شرق أوسط أكثر تكاملاً.
وبحسب المجلة فإن حقيقة أن الصراع الدائر يعرض هذه الإصلاحات للخطر يسلط الضوء على مدى أهمية دعم السلام الدائم مع إسرائيل من وجهة نظر استراتيجية، يقول الكاتب.
لذلك، فإنه على الرغم من الاضطرابات الأخيرة، فإن هذه المصالح الأساسية لا تزال قائمة، وهو ما يسلط الضوء على إمكانات التعاون العربي الإسرائيلي على المدى الطويل.
وفي الوقت نفسه، أصبحت الحاجة إلى حل الدولتين لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي طال أمده أكثر إلحاحا من أي وقت مضى في البيئة الجيوسياسية الحالية، وخاصة في ضوء الآثار المدمرة للأعمال العدائية المستمرة.
وادعت المجلة أنه يتعين على كافة الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة والدول العربية وإسرائيل، أن تعمل معاً في ضوء هذه الضرورة الملحة.