تحذيرات من خطورة استضافة السعودية لخدمات جوجل السحابية
حذرت شخصيات حقوقية ومعارضة من خطورة استضافة النظام السعودي لخدمات جوجل السحابية داخل المملكة.
وأعرب هؤلاء، خلال مؤتمر نظمته منظمة سند الحقوقية، عن قلقهم إزاء تصاعد جرائم النظام السعودي داخل المملكة وخارجها عدا عن التعاون الأمني بين الأخير وإسرائيل.
وقالت منظمة سند إن مؤتمر الذي حمل عنوان “انعدام حرية التعبير في السعودية” هدفه تسليط الضوء على موضوع استضافة السعودية لخدمات جوجل السحابية.
وأشار عضو مجلس الأمناء للمنظمة فهد الغويدي إلى تدهور الوضع الحقوقي في السعودية واستمرار إجراءات السلطة التعسفية تجاه معارضيها والإصلاحيين والمعتقلين داخل البلاد.
وأكد الغويدي أن الاعتقالات التي يمارسها النظام السعودي شملت مختلف طبقات وشرائح المجتمع، وعلى مختلف توجهاتهم الدينية والسياسية، وذلك في صورة واضحة على استمرار هذا النهج القمعي للسلطة.
ولقت إلى استمرارية الانتهاكات التي تستهدف المعتقلين سواء داخل السجون أو حتى بعد الإفراج عنهم.
وحذر الغويدي من القرار الذي أعلنت عنه شركة أرامكو السعودية بوضع السحابة الإلكترونية التابعة لشركة جوجل، في بلاد لا يراعى فيه أدنى حق من حقوق الخصوصية ولا يعترف بقوانين وأعرف دولية.
انتهاكات ممنهجة
وقال مدير منظمة سند الحقوقية الدكتور سعيد الغامدي، إن النظام السعودي يمارس منذ عام 2015 انتهاكات ممنهجة ومقصودة.
ونوه الغامدي إلى العقود الأخيرة التي أبرمت بين النظام السعودي والشركات الإسرائيلية للتجسس.
وأشار إلى مشروع الخدمات السحابية “جوجل كلاود” المرتقب إنشاؤها في البلاد.
وقال إنه في ديسمبر 2020 أعلنت شركة جوجل اتفاقيتها مع شركة أرامكو السعودية المملوكة فعليا للملك سلمان وابنه محمد لإنشاء مشروع جوجل كلاود.
وأضاف الغامدي أن شركة جوجل لم تتخذ أي إجراءات أو خطوات فعلية كما أوعدت المنظمات الحقوقية؛ لحماية الخصوصيات وحقوق الإنسان ووقف الانتهاك الحكومي المؤكد من خلال المشروع الذي ستقيمه في المملكة.
وذكر أن منظمة سند الحقوقية أعلنت برفقة 38 منظمة حقوقية وهيئات دولية معنية، مطالبتها شركة جوجل العالمية بإيقاف إنشاء خدمة السحابة الإلكترونية في السعودية.
وكانت منظمة العفو الدولية قالت إن هذه الدعوة سارية المفعول حتى تتمكن جوجل من إظهار كيفية تخفيف مشاريعها من تأثير المخاطر السلبية التي يمكن أن تشكلها الحكومة السعودية على حقوق الإنسان.
وأكد الغامدي أن هذا الموقف من منظمة سند والمنظمات الحقوقية الأخرى ليس آتيا من أجل الاعتراض على المشروع أو لمجرد الاستعراض، بل كون هناك أسباب حقيقية واقعية موجودة.
وأوضح أن هذه الخدمة ستمنح النظام السعودي مجالا على مراقبة المواطنين والمقيمين والشركات، عدا عن أن المملكة دولة غير آمنة لاستضافة “جوجل كلاود” لعلاقتها السيبرانية المعلنة بإسرائيل.
تدهور حقوق الإنسان
وقال الأستاذ عبدالله الغامدي عضو مجلس أمناء منظمة سند، إن سلطة محمد بن سلمان لاتزال مستمرة في انتهاكاتها لالتزاماتها الدولية في حقوق الإنسان.
وتطرق الغامدي إلى جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، وتعذيب المعتقلين، وكذلك مقتل الإصلاحي عبدالله الحامد داخل السجن، ومقتل الصحفي عبدالله الشيحي.
ولفت إلى استمرار الاعتقالات بحق كل من يطالب بالحقوق والحريات، مشيرا إلى تنفيذ النظام حكم الإعدام بحق المعتقل القاصر مصطفى آل درويش الأسبوع الماضي.
وأشاد بدور المنظمات الحقوقية المستقلة التي تسلط الضوء على انتهاكات النظام السعودي، مؤكدا على أهمية دور الإعلام في هذا الجانب للضغط عليه.
ولفت الغامدي إلى أن بعض المنظمات تركز في نشراتها الحقوقية على بعض المعتقلين المشهورين من دون غيرهم.
وأكد في الوقت ذاته وجود أعداد كبيرة من الناشطين والإصلاحيين المعتقلين في سجون النظام لم تتطرق لهم المنظمات.
وتحدثت في المؤتمر الصحفي الدكتورة سو كونلن عضو فخري في مجلس أمناء منظمة سند، التي أشارت في حديثها إلى الانتهاكات والتقييدات المستمرة التي تمارسها السلطة السعودية ضد مواطنيها أو معارضيها.
وفي الختام شهد المؤتمر الصحفي مداخلات وتساؤلات طرحها الحضور من الناشطين والإعلاميين.