مصدر: بن سلمان تفادى أزمته مع ترامب بدعم حملته الانتخابية
حالة من الفتور السياسي، وانزعاجا يبديه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لعدم مقدرته على الحذو نحو الإمارات العربية بالتطبيع مع إسرائيل، ما دفع بولي العهد للاجتماع مع مستشاريه لتفادي الأزمة المتوقعة مع ترامب.
وأشار مصدر سعودي إلى أن بن سلمان ومستشاريه حددوا جملة من التهديدات الأمريكية التي تواجه الوريث الحقيقي لوالده الملك.
وذكر أن أبرز التهديدات الأمريكية التي تواجه ولي العهد: الدعاوى القضائية المرفوعة في المحاكم الأمريكية ضد المملكة، والتي كان آخرها دعوى المستشار الأمني السابق سعد الجبري ضد بن سلمان شخصيا.
ولفت المصدر إلى جهود نواب في الكونغرس الأمريكي ملاحقة بن سلمان المشرف على عملية قتل وتقطيع الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول إلى جانب صفقات السلاح الضخمة وارتكاب جرائم الحرب في اليمن.
وقال إن آخر التهديدات الحقيقة والخطيرة التي تواجه بن سلمان، هي تضاءل فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل مقابل المرشج جو بايدن الذي توعد بن سلمان في أكثر من مرة.
وأفصح المصدر السعودي البارز لـ”ويكليكس السعودية” أن ولي العهد أرسل أحد مستشاريه لواشنطن، الأسبوع الماضي، بحقيبة مالية على متن طائرة خاصة لتقديم هديته لترامب لدعم حملته الانتخابية، وإبلاغ صهر الرئيس الأمريكي جاويد كوشنير برسالته ووعده.
وقال إن بن سلمان وعد ترامب “بتوقيع اتفاق تطبيع مع إسرائيل مطلع العام القادم 2021”.
وعلل ذلك في رسالته ووعده الشخصي، بخطته بالاستيلاء على عرش والده، مطلع العام الجديد، والانتهاء من الانتخابات الأمريكية التي تمنى لترامب الفوز الساحق على نظيره.
وأضاف في رسالته: “المصالح المشتركة كبيرة والأيام القادمة ستكون مليئة بالمفاجآت”.
ومن وجهة نظر، الخبير في الشأن الأمريكي خالد صفوري، فإن اللوبي الصهيوني لن يعمل نيابة عن ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، لإنقاذه من ورطته المقبلة لدى عودة الديمقراطيين إلى البيت الأبيض.
وأوضح صفوري، الذي يرأس مؤسسة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، والمطلع عن قرب على عالم التأثير على صنع القرار في واشنطن، أن ابن سلمان مقبل لا محالة على أزمة مع الولايات المتحدة، على خلفية تدخله في شأنها الداخلي واصطفافه مع الرئيس الجمهوري دونالد ترامب ضد الديمقراطيين.
وذكر أن هناك قضية معقدة تنتظر ابن سلمان وهي القتل الوحشي للصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وتابع أن اللوبي الصهيوني، تقليديا، لا يعمل نيابة عن أي طرف آخر غير إسرائيل، مهما عمل بجد للتقرب منها، مذكرا بحالة أذربيجان، التي سعت لجر داعمي إسرائيل إلى مربعها في واشنطن، ضد أرمينيا، وفشلت رغم ذلك.
وقال: “اللوبي الصهيوني لن يستخدم أوراقه في معركة أي دولة أخرى، فهو معني بتركيز قواه لصالح ملفه الأساسي، وهو إسرائيل، رغم حالة التحالف مع السعودية والإمارات”.
وشدد صفوري على أن ذلك التحالف تبلور في مؤسسات على الأرض، وترعاه أموال خليجية، فضلا عن الفضائح والقضايا التي يتورط فيها أطراف من الجانبين.
وأضاف أن اللوبي الصهيوني لن ينقذ ابن سلمان رغم كل ذلك في حال فاز الديمقراطيون، مؤكدا أن السعودية “ستكون في ورطة حقيقية إذا جاء بايدن إلى البيت الأبيض، وهي تدرك ذلك”.
وتابع أن الأمر لا يتوقف على الديمقراطيين فقط، إذ إن سمعة ولي عهد المملكة في الولايات المتحدة باتت تشبه تلك التي كانت لدى صدام حسين ومعمر القذافي.
وقال: “منذ سبعين عاما، حافظت السعودية، على الأقل، على احترام في أمريكا، لكن سمعتها الآن في الحضيض، ودمرها محمد بن سلمان خلال سنوات قليلة”.
أما بشأن سياسات ترامب، أوضح صفوري أن ترامب يفتقد لأي سياسة خارجية حقيقية، مشيرا إلى العديد من الشواهد، سواء من تصريحاته أو تعامل إدارته مع مختلف الملفات، أو من حيث دورة العمل في المؤسسات بواشنطن، فضلا عن التسريبات التي تنشر من وقت لآخر، وأحدثها ما ينتظر أن تصدر في كتاب الصحفي الأمريكي المخضرم، بوب وودورد.