منظمة حقوقية تبرز قمع السلطات السعودية النشاطات الإغاثية
بمناسبة اليوم العالمي للتضامن الإنساني، أبرزت منظمة سند لحقوق الإنسان قمع السلطات السعودية النشاطات الإغاثية.
وقالت المنظمة في بيان إنه في ظل المطاردات والقمع الذي يمارسه النظام بحق الناشطين والمؤثرين في المجتمع داخل المملكة؛ تقطعت سلسلة النشاطات الإغاثية التي كان يمارسها العديد من أبناء البلاد.
ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة في هذا العام بعد أن اعتمد زعماء العالم أهدافا عالمية جديدة تسمى ” أهداف التنمية المستدامة “، التي تعد جدول أعمال جديد وشامل، للقضاء على الفقر وحماية الكوكب وضمان الكرامة للجميع.
وذكرت المنظمة أن هذه المناسبة تذكرنا بما يحل بالناشطين الإنسانيين داخل المملكة، والذين طالهم القمع والاعتقال على يد نظام ابن سلمان، من دون مبرر قانوني، وهو ما قيد النشاطات والحريات.
وطالبت منظمة سند النظام السعودي بوقف القمع الوحشي الذي يطارد الناشطين والإغاثيين، واحترام الحقوق والحريات، وفسح المجال أمام الناشطين خدمة للمملكة وأبنائها.
وتعتقل السلطات السعودية رموزا في العمل الإنساني والاجتماعي في المملكة بطريقة تعسفية ودون توجيه أي تهم أو المضي في محاكمات أو إجراءات جنائية واضحة.
وقالت المنظمة إن عشرات الأسماء اللامعة في مجال العمل الاجتماعي والإنساني يستمر النظام السعودي في احتجازهم أو تغييبهم متناسيا أثرهم الاجتماعي ودورهم الانساني النبيل، مستبدلا تكريمهم نظير مسيرتهم الحافلة في العطاء وتضحياتهم لأجل الخير والعمل الانساني بالاعتقال والاحتجاز والتغييب.
من أولئك الذين تحتجزهم السلطات السعودية الدكتور سالم الديني أحد رموز العمل الإنساني في السعودية ووكيل وزارة العمل والشئون الاجتماعية سابقاً ورئيس وحدة العمل التطوعي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، والذي حصل على الدكتوراه من جامعة تامو بولاية تكساس الأمريكية في الهندسة الميكانيكية.
اعتقلت السلطات السعودية الديني في أيلول/سبتمبر ٢٠١٧ بعد أيام قليلة من فصله من عمله بوزارة الشئون الاجتماعية، ولا يزال محتجزا حتى اليوم دون توجيه تهم أو الشروع في محاكمته في تصرف مألوف من النظام السعودي في تغييب الكفاءات الوطنية وابعادها عن مواقع التأثير.
في مقال مطول عرضت فيه صحيفة “هفنتون بوست” الأمريكية تجربة الدكتور الديني في العمل الإنساني عندما كان يعمل في جامعة تامو الأمريكية آواخر التسعينات ، معتبرة أنه نموذج قادر على جعل العالم ينظر إلى بلده من زاوية إيجابية، حتى أنه في وسط أحداث ١١ سبتمبر كان يقدم المساعدة ويتحرك وهو يرتدي زيه المحلي وقد التف حوله الأمريكيون في مظاهرة حب .
وتضيف الصحيفة اليوم وقد عاد الديني إلى المملكة فانه يعمل على نقل ثقافة العطاء والعمل التطوعي إلى مجتمعه. مؤكدة في الوقت الذي تصاعدت فيه جرائم الكراهية ضد المسلمين والعرب بشكل ملحوظ بعد أحداث 11 سبتمبر، ظل الدكتور السعودي سالم الديني الأستاذ بجامعة “تامو ” بولاية تكساس، خيطاً من الحب يعيش في قلب الولاية، يلتف حوله كل الأمريكيون، فلم يصادف للحظة واحدة أية مشاكل، ويفسر أحد طلاب الجامعة هذا الموقف بقوله ” لقد كان الدكتور الديني يخدم مجتمع تكساس متطوعا ”.
ومن الشخصيات البارزة في العمل الانساني الناشط الاجتماعي عبدالرحمن السدحان والذي حصل على الشهادة الجامعية في الدراسات الطبية التطبيقية من الولايات المتحدة الأمريكية . وعاد للعمل بجمعية الهلال الأحمر السعودي واسهم في العديد من الاعمال الاغاثية والانسانية لا سيما في المجال الطبي.
اختطفه الأمن السعودي من مقر عمله شهر مارس عام ٢٠١٨ ليختفي بعدها قسريا أكثر من عامين قبل أن تحكم عليه السلطات السعودية بالسجن عشرين عاما بتهم تتعلق بالتعبير عن الرأي.
قالت شقيقته أريج السدحان “على الأرجح أن أخي هو أحد ضحايا التجسس على تويتر التي نفذتها الحكومة السعودية، وقد اعتقل فقط لأنه كان يغرد عن الفقر وعن المعتقلين”.
ومن النماذج الأخرى التي اختارت الحكومة السعودية اعتقالها بدلا من تكريمها الدكتور خالد العجيمي الاستاذ بجامعة الملك سعود، ومن مؤسسي العمل الاغاثي السعودي داخل وخارج المملكة، وله دورا بارزا في إغاثة الفقراء ومساعدة المنكوبين محليا وعالميا من خلال الجمعيات والمنظمات الانسانية التي يعمل فيها أو يتعاون معها. اسهم في تكون وتأسيس عدد من الجمعيات والمنظمات الاغاثية محليا ودوليا.
اعتقل الدكتور العجيمي سبتمبر عام ٢٠١٧ واخفي قسريا لمدة طويلة قبل أن يصدر عليه مؤخرا الحكم من المحكمة الجزائية المتخصصة بالسجن أربع سنوات بتهم تتعلق بالتعبير عن الرأي.
ودعت منظمة سند لحقوق الإنسان إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي لرفع المعاناة عن رموز العمل الإنساني والاجتماعي في السعودية والذين كانوا ذات يوم يد من الحب والعطاء تمتد لكل إنسان.