الفيروس القاتل: 9 أوجه شبه بين بن سلمان وكورونا
يتشابه فيروس الاستبداد بخطورته مع فيروس المرض، فكلاها قاتل متوحش لا يفهم إلا لغة الموت، وهنا يمكن رصد 9 أوجه شبه بين ولي العهد محمد بن سلمان وجائحة فيروس كورونا.
ففيروس كورونا (كوفيد-19) لا يزال يفتك بالبشرية جمعاء، وأطاح بإمبراطوريات اقتصادية وأشعل خلافات سياسية، وأودى بحياة مئات الآلاف من الكبار والصغار وسط عجز عالمي عن إيجاد لقاء لكبح جماحه حتى اللحظة.
ومنذ الظهور الأول لمرض كوفيد-19 يسببه آخر فيروس تم اكتشافه من سلالة فيروسات كورونا، لم يكن هناك أي علم بوجود هذا الفيروس الجديد ومرضه قبل بدء تفشيه في مدينة ووهان الصينية في كانون الأول/ ديسمبر 2019. وقد تحوّل كوفيد-19 الآن إلى جائحة تؤثر على العديد من بلدان العالم.
لكن ثمة 9 أوجه شبه بين الفيروس القاتل والأمير القاتل في المملكة، الذي تولى ولاية العهد عقب انقلاب ناعم 2017م.
وأول ما فعله الحاكم الشاب محمد بن سلمان، إشعال الأزمة الدبلوماسية مع قطر وفرض الحصار الخليجي عليها؛ تحت ذرائع واهية، وهو أمر فرضه فيروس كورونا بعدما قطع الأوصال وفرض الحصار والتجوال بين المدن والعواصم العالمية.
وبعد عدة أشهر من بداية حكم بن سلمان، نفذ الأخير حملة اعتقالات واسعة في 4 سبتمبر/ أيلول 2017م، شملت أكثر من 381 شخصية من كبار العائلة المالكة والشخصيات الاقتصادية الشهيرة في المملكة، وأوقف المتهمون في فندق ريتز كارلتون بالعاصمة السعودية الرياض، واشترط عليهم حريتهم مقابل خسارتهم لأموالهم.
وعلى ذات الطريقة، فرض فيروس كورنا الحبس المنزلي الإجباري للبشرية في المنازل، وألحقهم بخسائر مالية باهظة سواء كانت دولية أو خاصة.
واللافت في الأمر أن الفيروس يستدرج ضحيته 14 يوما، وفجأة يغدر بها دون أن يشعر المصاب بالمرض وأعراضه، وهو الأمر الذي حدث تماما مع الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، الذي قتل في 2 أكتوبر/ تشرين أول 2018م داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، بعد استدراج مسؤولين سعوديين له، وخنقه، وقتله قبل تقطيع جثته وإخفائها، بأوامر من ولي العهد.
وتعجز منظمة الصحة العالمية حتى الآن عن إيجاد لقاح طبي لوقف جماح الفيروس القاتل، وهو ذات الأمر الذي تعجز عنه أنظمة ودول والعائلة المالكة لوقف خطر بن سلمان، الذى أودى بخسائر سياسية للمملكة وخسائر اقتصادية غير مسبوقة.
كما قطع الحاكم الفعلي في المملكة، أواصر الترابط والتراحم، بالاعتقالات، وهو أمر نجح كورونا فيه بعدما أوقف صلة الأرحام، حتى أن العديد من الدول حظرت على مواطنيها التجوال والزيارات في أيام عيد الفطر المبارك.
وتعتقل سلطات آل سعود مئات المعتقلين والمعتقلات في سجونها على خلفية حرية الرأي والتعبير، وترفض الإفراج عنهم رغم تدهور أوضاعهم الصحية، ووفاة بعضهم، كما تعتقل ثلاثة أمراء كبار منهم الأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك سلمان، إلى جانب ولي العهد السابق ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وبعد ذلك وُضِع تحت الإقامة الجبرية الطويلة.
وإلى جانب هؤلاء، تعتقل السلطات الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود، نجل الملك الراحل عبد الله، والرئيس السابق لـ “هيئة الهلال الأحمر” السعودي، إضافة إلى الأميرة بسمة بنت سعود آل سعود المعتقلة في سجن (الحائر).
ورغم الفتوى الشرعية بضرورة إغلاق المساجد ودور العبادة خشية نقل عدوى كورنا بين المصلين، إلا أن بن سلمان سبق العلماء بذلك وأغلق دور تحفيظ القرآن الكريم والمؤسسات الخيرية؛ بدعوة الإصلاح والتجديد في المملكة.
وبينما تعاني المملكة من تداعيات الفيروس اقتصاديا، فاقم ولى العهد خسائر المملكة غير المسبوقة بإشعاله حرب أسعار النفط العام مع روسيا في مارس/آذار المنصرم، وبناء على السياسات السابقة نجح الفيروس المشترك بتدمير اقتصاد الدولة النفطية.
وكشفت أرقام وبيانات جديدة نشرها البنك الدولي مؤخراً عن ارتفاع صاروخي في المديونية السعودية خلال السنوات الأخيرة، وذلك بالتزامن مع إعلان وزير المالية محمد الجدعان أن حكومته ستقترض 220 مليار ريال (58 مليار دولار) خلال العام الحالي، وهو ما يعني أن المديونية العامة للمملكة تتجه لتسجيل أرقام قياسية غير مسبوقة.
وأما الوجه الأخير في التشابه، فهو القتل الجماعي الذي تسبب فيه كورونا في دول العالم وبلغت نسبة ضحايا أزيد عن ٣٧٦ ألف حالة وفاة، لكن ولى العهد سبقه بإبادة جماعية في اليمن.
وتُرتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك ما قد يصل إلى جرائم حرب، في جميع اليمن. ونهاية 2019، تشير التقديرات حسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قتل وجرح أكثر من 200 ألف مدني منذ بدء دول التحالف السعودية والإمارات الحرب في اليمن مارس/آذار 2015.
وقد اشتدت أزمة إنسانية من صنع الإنسان مع ما يقرب من 16 مليون شخص يستيقظون جوعى كل يوم.