العفو الدولية تدين انتهاك جديد لنظام آل سعود
نددت منظمة العفو الدولية بانتهاك جديد لنظام آل سعود بحق الحريات العامة في المملكة بعد الأنباء عن اعتقال الفنانة أصايل على خلفية أغنيتها بنت مكة.
وقالت المنظمة الدولية على حسابها في تويتر “نعبر عن القلق البالغ من الأنباء التي تفيد باعتقال السلطات السعودية للفنانة أصايل على خلفية أغنيتها بنت مكة، في وقتٍ تحاول فيه المملكة تبييض صورتها عن طريق استضافة المهرجانات الموسيقية والفنانين والفنانات العالميّين. لا لقمع الفنانين السعوديّين!”.
وأضافت “ندعو الملك سلمان والسلطات المعنية إلى الإفراج الفوري دون قيدٍ أو شرط عن الفنانة السعودية أصايل. التعبير عن الرأي ليس جريمة!”.
تعبّر منظمة العفو الدولية عن قلقها البالغ من الأنباء التي تفيد باعتقال السلطات #السعودية للفنانة أصايل على خلفية أغنيتها #بنت_مكة، في وقتٍ تحاول فيه المملكة تبييض صورتها عن طريق استضافة المهرجانات الموسيقية والفنانين والفنانات العالميّين. لا لقمع الفنانين السعوديّين!
— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) February 24, 2020
يأتي ذلك فيما صرح المستشار القانوني السعودي أحمد عجب، أن إنتاج أغنية الراب “أنا بنت مكة”، يمثل تعد صارخاً على النظام العام والقيم الدينية والآداب العامة يستوجب أقصى العقوبات.
وقال عجب في تغريدة نشرها عبر حسابه على “تويتر”: “ما هذه الجرأة الإجرامية الغريبة في إنتاج أغنية راب باسم “بنت مكة”، إنه تعد صارخ على النظام العام والقيم الدينية والآداب العامة يستوجب تطبيق أقصى العقوبة الواردة بالمادة 6 بنظام الجرائم المعلوماتية وهي السجن مدة 5 سنوات وغرامة مالية 3 ملايين وترحيل المؤدين فيها.
وكان أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل؛ قد وجه في الأيام الماضية، بتوقيف المسؤولين عن إنتاج فيديو أغنية الراب (بنت مكة)، الذي يسيء لعادات وتقاليد أهالي مكة، ويتنافى مع هوية وتقاليد أبنائها الرفيعة، وتضمن توجيه سموه إحالتهم للجهات المختصة للتحقيق معهم وتطبيق العقوبات وبحقهم
ويتبني نظام آل سعود استراتيجية خبيثة تقوم على إلهاء المجتمع السعودي عن قضاياه الرئيسية وإشغاله في توافه الأمور للتغطية على فشله وانتهاكاته الجسيمة.
وعبر توفير بيئة نشر الفساد والانحلال والانقلاب على قيم المجتمع السعودي، يمهد نظام آل سعود البيئة الخصبة لإثارة قضايا تافهة وهامشية تتصدر الانشغال اليومي في المملكة.
من ذلك ما أثارته نشرت أغنية الراب “بنت مكة” وما خلفته من هجوم واسع ضد المغنية الشابة أصايل وسط حملات مؤيدة وأخرى مهاجمة.
أصايل نشرت أغنيتها “بنت مكة” على موقع “يوتيوب”، في 13 فبراير/شباط الحالي، وجذبت إلى الآن أكثر من 330 ألف مشاهدة.
والأغنية مصورة أيضاً على طريقة الفيديو كليب داخل مقهى تشغله نساء، وتظهر فيه أصايل ونساء أخريات يرقصن ويتمايلن.
والأغنية انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة إذ دشن مغردون وسم “#لستن_بنات_مكه” انتقدن فيه أصايل والنساء في الفيديو كليب معتبرين أنهن مسيئات لصورة نساء المدينة السعودية، ووجهت إليهن تعليقات عنصرية سببها بشرتهن السمراء، في حين دعمها آخرون عبر وسم #بنت_مكة_تمثلني.
وأعلنت السلطات في مكة بعد الضجة إيقاف المسؤولين عن الأغنية، وقال حساب الإمارة في تويتر ” أمير مكة #خالد_الفيصل يوجه بإيقاف المسؤولين عن إنتاج فيديو أغنية الراب (بنت مكة) الذي يسيء لعادات وتقاليد أهالي مكة ويتنافى مع هوية وتقاليد أبنائها الرفيعة.. تضمن توجيه سموه إحالتهم للجهات المختصة للتحقيق معهم وتطبيق العقوبات بحقهم”.
وخاطب المغرد إبراهيم القحطاني المغنية بحدة قائلا “تقول إنها بنت مكة!! اظاهر ماشافت وجهها في المراية ذي..!! هذي مشاكل التجنيس العشوائي”.
ونفت مرام السلمية “مكاوية” المغنية، وكتبت “أنا كمكاوية حجازية وبدون عنصرية أقول لا أهل مكة كدا يتكلموا ولا كدا يرقصوا لأن الرقص 100% أفريقي ولا الألفاظ اللي انذكرت في الأغنية تمت لأهل مكة والغربية بصلة.. بتلاقينا نحترمك لما تحترمي هوية المنطقة اللي انتي (أقمتي فيها)”.
من جهتها، انتقدت الإعلامية منى أبو سليمان الأغنية والعنصرية التي رافقت التفاعل معها “الأغنية وما حصل بها لا يليق بمكة والمدينة.. لهم خصوصية غير جميع المدن.. لكن لا ننسى أن الكثير من إخواننا ذوي الأصول الأفريقية لم يأت أجدادهم للمملكة برغبتهم وإنما سرقت حريتهم من مئات السنين وبعد تحريرهم استقروا هنا فلا نستخدم الفيديو لبث العنصرية”.
ووصف الكاتب خالد العثمان في تغريدة له بعض الانتقادات للأغنية بالعنصرية التي يجب تجريمها، قائلا “أغنية #بنت_مكه بكل بساطتها أخرجت ما في نفوس الكثيرين من رواسب #العنصرية البغيضة وهؤلاء هم من يستحقون التجريم والعقوبة.. الأمر لا علاقة له بقدسية #مكة_المكرمة فالإشارة هنا مكانية وليست دينية.. وقبلها غنّى السابقون في فولكلور #الحجاز أهل مكة حمام وأهل المدينة قماري”.
وفي نفس السياق، غردت الصحفية ديانا مقلد “مجددا المشكلة حين تكون الحريات (انتقائية) ومزاجية بدون معايير مساواة وحرية حقيقية.. شابة أطلقت أغنية يجري توقيفها والحجة التي تم توقيفها بها يمكن اعتمادها في كل ما يحصل من حفلات في السعودية حاليا السلطات السعودية توقف المسؤولين عن (بنت مكة)”.
من جهة أخرى، دافع الباحث محمد سلامة عن الأغنية وحرية المغنية قائلا “ليش بنت مكة ما تجلس على الدكة ولا تاكل حلاوة؟ أو ممنوع عليها؟ البنت تتكلم عن نفسها بفن يمثلها وهذا من حقها.. لم تصف الحرم أو مكة ومقامها بأي شيء”.
ويظهر السجال المذكور حالة الانحدار التي تعانيها المملكة والتي تمثلت كذلك في تسجيل مئات حالات التحرش خلال حفلات موسم الرياض بفعل فساد فعاليات هيئة الترفيه التي تنظم حفلات مختلطة للرجال والنساء في انقلاب على قيم المملكة خاصة تحريم الحفلات والاختلاط.
وأوقفت سلطات آل سعود ما يفوق 200 شخص في الرياض بينهم عشرات النساء وأصدرت عقوبات بحقهم، بتهم ارتداء ملابس غير لائقة والقيام بمخالفات خادشة للحياء وقضايا تحرش، وفق الشرطة.
وتعتبر هذه أول توقيفات جماعية يعلن عنها في المملكة في ظل التغييرات الاجتماعية التي يقودها ولي العهد محمد بن سلمان بالترافق مع حملات القمع على جميع معارضيه أو منتقديه.
وعلى غرار مهرجان “وودستوك” الشهير، ضجت الموسيقى لساعات متواصلة خلال ثلاثة أيام في أرجاء الموقع الذي بني خصيصاً للحفل في الصحراء قرب الرياض، ورقصت نساء بعضهن بدون عباءاتهن وأغطية رؤوسهنّ، مع الرجال في الهواء الطلق، في مشهد غير مألوف.
وأغرت تأشيرات سياحية جديدة بعض الزوار والمصطافين، واجتذبت أنشطة ومناطق ترفيه مؤقتة مثل رحلات السفاري ومدينة ملاه ومسرح في الهواء الطلق أكثر من ثمانية ملايين زائر إلى الرياض منذ شهر أكتوبر.
ويقول معارضون إن حكومة آل سعود تنفق مليارات الريالات لتغمض العيون في الداخل عن نمو اقتصادي يسير بخطى أبطأ من المتوقع ولتتفادى الانتقاد الغربي لسجل الرياض في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك مقتل الصحفي جمال خاشقجي العام الماضي الذي لم تسلم صورة ولي العهد، كرجل إصلاحي، من تبعاته.
وانتشرت على موقع التواصل الاجتماعي تويتر في المملكة فيديوهات صادمة حوت فضائح جنسية صادمة من المهرجان، الذي تنظمه هيئة الترفيه وأنفق عليه ميزانية ضخمة لاستجلاب الراقصات والفنانين بينما يقبع علماء المملكة في السجون.
وأظهرت الفيديوهات أفعال خارجة عن العادات والتقاليد المتعارف عليها في المجتمعات العربية، لفتيات وهن يرقصن بشكل “مثير للغاية” فضلا عن حالات التعري والتحرش الجنسي الفاضحة.