بن سلمان يبتز عسكر السودان.. الدعم المالي مقابل زيادة الجنود باليمن
علمنا من مصادر موثوقة أن محمد بن سلمان يمارس ابتزاز صريح على المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان عبر ربط أي دعم مالي سعودي لهم في المرحلة المقبلة بزيادة أعداد الجنود السودانيين الذين يقاتلون في إطار التحالف في اليمن.
وتحدثت المصادر عن اتفاق جديد بين بن سلمان ونائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، للدفع بمزيد من القوات السودانية إلى اليمن لتغطية الانسحاب الإماراتي من الجنوب اليمني.
وقد قاد المشاورات للتوصل إلى هذا الاتفاق الفريق عثمان طه المدير السابق لمكتب البشير، الذي يعمل حالياً مستشاراً لولي العهد السعودي للشأن الأفريقي.
وكشفت المصادر أن طه نقل لحميدتي مطالب ولي العهد السعودي م لزيادة عدد القوات السودانية الموجودة في اليمن، بواقع 5 آلاف جندي، لملء الفراغ العسكري في الجنوب اليمني بعد انسحاب الإمارات، مقابل دفع الرياض بمزيد من الدعم السياسي لحميدتي، والدعم الاقتصادي للمجلس العسكري.
وبحسب المصادر، فإن خلافاً سعودياً إماراتياً بدأ ينمو بشأن دور حميدتي خلال الفترة المقبلة في السودان، وخصوصاً بعد الأزمات المتكررة التي أحدثتها تصريحاته، وتدهور صورته في الشارع السوداني، بعد مجزرة فض اعتصام القيادة العامة، مشيرة إلى أن مصر تنحاز للرؤية الإماراتية.
وأوضحت المصادر أن القاهرة وأبوظبي ترغبان في تصدير شخصية عسكرية ليس عليها خلافات للمشهد، بخلاف حميدتي، وتجهيزها لخوض أي انتخابات رئاسية مقبلة، بسبب الأزمات التي أحدثها حميدتي، في الوقت الذي تتمسك فيه السعودية بنائب رئيس المجلس العسكري، مرجحةً أن يكون ذلك بسبب دوره الداعم لها في اليمن.
وكان حميدتي أعلن مؤخرا أن السودان لديه أكبر قوة في التحالف الذي تقوده الرياض باليمن، قائلا “نقاتل مع الإمارات والسعودية، وقواتنا من أكبر القوات المشاركة (في التحالف)”، حيث يبلغ قوامها ثلاثين ألف جندي.
وأضاف أن الأموال المدفوعة من الإمارات والسعودية دخلت البنك المركزي ولم تدخل في حساب حميدتي أو حساب غيره، في إشارة إلى دعم سابق من البلدين بلغ ثلاثة مليارات دولار، بينها وديعة في البنك المركزي السوداني بـ500 ألف دولار.
وسبق أن أعلنت وزارة الدفاع السودانية قبل أشهر أنها ستجري تقييما شاملا لمشاركة قوات الجيش في حرب ضد اليمن في إطار التحالف السعودي، وهو ما يعتبره مراقبون أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت السعودية والإمارات للتآمر على البشير وعزله.
وكان جاء هذا الإعلان بعد أيام، من مطالبة نواب بالبرلمان السوداني للبشير، بسحب قوات الجيش فورا من اليمن، واعتبروا أن مشاركتها تمثل “مخالفة للدستور والقانون” وإثر سقوط العشرات من القتلى والمئات من الجرحى من العسكريين السودانيين في حرب اليمن.
وتشارك السودان بألوية عسكرية ضمن قوات تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد الشعب اليمني، في جبهات ساخنة مثل ميدي الساحلية التي تم استعادتها الشهر الفائت، وجبهات الساحل الغربي على البحر الأحمر، ومؤخرا، تم الدفع بقوات إضافية إلى جبهات صعدة.