التهديد بإعدام كبار الدعاة.. ذروة ظلم آل سعود
شن آل سعود في العامين الأخيرين حملات اعتقالات منتظمة طالت شيوخ دين بارزين في المملكة، ومنهم الشيخ سلمان العودة، والداعية عوض القرني، والداعية علي العمري.
وشرع آل سعود في محاكمة الدعاة المعتقلين تعسفيا في جلسات سرية، حيث طالبت النيابة العامة بإعدام الدعاة الثلاثة “تعزيرا” على خلفية تهم تتعلق بـ”الإرهاب”.
وأشارت تغريدة على تويتر إلى أن الشيخ سلمان العودة، الذي سجن في الفترة من 1994 إلى 1999 لدعوته لإجراء تغيير سياسي ولديه 14 مليون متابع على تويتر، والقي القبض عليه في سبتمبر 2017.
وكشف حساب معتقلي الرأي معلومات جديدة تتعلق بظروف اعتقال المشايخ من بينهم ثلاثة تترد منذ أيام أنباء عن اتجاه السلطات السعودية لإعدامهم بعد انقضاء شهر رمضان المبارك.
وقال الحساب المهتم بمتابعة شؤون معتقلي الرأي في المملكة إنه تأكد لديه أن كلا من “الشيخ سلمان العودة، والشيخ عوض القرني، والشيخ ناصر العمر لا يزالون في العزل الانفرادي”.
وأشار الحساب إلى أن المشايخ الثلاثة يعيشون “ظروف احتجاز سيئة للغاية.”
وكشف الحساب أنه تأكد أيضا من نقل الدكتور على العمري إلى سجن خاص بالتعذيب تابع للديوان الملكي السعودي, كان يشرف على عمليات التعذيب فيه سعود القحطاني المستشار السابق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان, والآن يشرف عليه فريق لا يقل سواء حسب وصفه.
وأضاف أنه تأكد لديه كذلك أن الشيخ العمري يعاني منذ بداية رمضان في وضع صحي سيئ وهو مكبل بشكل شبه دائم مؤخرا.
وكان الموعد المقرر لأحدث جلسات محاكمتهم أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض هو الأول من مايو/أيار الجاري، لكن الجلسة أرجئت، دون تحديد موعد آخر.
وكشفت مصادر عن نية لدى السلطات السعودية بإصدار أحكام بالإعدام بحق الدعاة سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري بعد شهر رمضان وتنفيذ الحكم مباشرة.
ونشرت صحيفة “بوبليكو” الإسبانية تقريراً تحدثت فيه عن قرار السعودية إصدار حكم الإعدام ضد ثلاثة من رجال الدين الإصلاحيين الذين ينتمون إلى جماعة الاخوان المسلمين, المنظمة السنية التي تعتبر إرهابية في هذا البلد.
وقالت الصحيفة في تقريرها, إن رجال الدين هؤلاء يعدّون من المعارضين الذي سُجنوا منذ سنة 2017 وحُكم عليهم بالإعدام مؤخرا. وبحسب الأخبار التي جرى تداولها مؤخرا في وسائل الإعلام الغربية وفي الشرق الأوسط، سيتم تنفيذ الإعدام مع موفّى شهر رمضان الحالي.
وبينت الصحيفة أن الداعية علي العمري، وهو أحد المعتقلين الثلاثة، وعرف بنشاطه على الشبكات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي قد دافع عن حقوق المرأة في السعودية وأدان العنف المسلط ضدها.
من جهة أخرى، يعد رجل الدين عوض القرني أيضا أحد المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في المملكة في حين يعتبر الداعية سلمان العودة الأكثر شعبية من بين الثلاثة، إذ يحظى بأكثر من 14 مليون متابع في حسابه على “تويتر”.
وأوردت الصحيفة أنه بحسب منظمة العفو الدولية، فقد نفذ آل سعود منذ بداية سنة 2019، أحكام إعدام في حق أكثر من 100 سعودي، معظمهم من الشيعة.
وقد جرى القبض على رجال الدين السنيّين الثلاثة المذكورين في أيلول/ سبتمبر سنة 2017، بعد فترة وجيزة من تولي محمد بن سلمان لجميع الصلاحيات في المملكة.
وطالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، السعودية بالإفراج الفوري عن معتقلي الرأي. ودعا المجتمع السعودي بالتحرك لمنع إعدام ثلاثة دعاة بارزين في البلاد تتحدث تقارير لم ترد عليها الرياض أنه سينفذ بعد نهاية شهر رمضان الماضي.
وفي بيان أصدره الاتحاد، قال “ازداد قلقنا بعدما نشرت بعض وسائل الإعلام أن الأحكام ستصدر قريبا أو صدرت بالفعل بإعدام ثلاثة من كبار العلماء والدعاة المفكرين المعتدلين وهم سلمان العودة، وعوض القرني، وعلي العمري، ولم يصدر أي نفي أو تكذيب من السعودية”.
واعتبر أن “إعدام وقتل العلماء الربانيين، وبخاصة هؤلاء الثلاثة الذين ذكروا في التقارير الإعلامية، جريمة كبرى تستحق غضب الله تعالى”.
ودعا الاتحاد أيضا “المجتمع السعودي بجميع مكوناته وعلمائه ومفكريه وإعلامه إلى تحمل مسؤولياتهم في سبيل منع إعدام العلماء الربانيين المصلحين”.
وفي وقت سابق قال عبد الله العودة، نجل الداعية سلمان العودة في تغريدة على تويتر، إن أخبارا وتسريبات مفزعة تصل إلى أسرة العودة بشأن نية السلطات السعودية إعدام دعاة، على رأسهم والده سلمان العودة.
وأضاف أن أسرة العودة تؤكد أنه ليس لديها أي علم بهذا الشأن مطلقا، كما تؤكد أن النيابة العامة لا تزال تطالب بالقتل تعزيرا لوالده ولعوض القرني ولعلي العمري.
يشار إلى أن منظمات حقوقية دولية ومشرعين أميركيين أعربوا عن قلقهم وحذروا الرياض من مغبة الإقدام على تلك الخطوة، كما دعت حركة التوحيد والإصلاح الدعوية المغربية في بيان، السلطات السعودية إلى إخلاء سبيل جميع العلماء والدعاة والمفكرين المعتقلين، وكذلك دعاة الإصلاح السلميين المعتقلين بسبب الرأي وإسداء النصح.