الحرية مقابل التزام الصمت لمعتقلي رأي في المملكة
أفرجت سلطات آل سعود في الساعات الأخيرة عن خمسة من معتقلي الرأي الذين جرى اعتقالهم تعسفيا خلال الأيام الماضية وذلك مقابل التعهد بالتزام الصمت التام.
وذكرت مصادر حقوقية أن السلطات أفرجت عن عدد من معتقلي حملة اعتقالات نوفمبر بعد جلسات تحقيق معهم استمرت لعدة أيام، وبعد أخذ تعهدات موقعة بأسمائهم بعدم التحدث في “شؤون لا تعنيهم”.
والمفرج عنهم من معتقلي الرأي هم: المدوّن فؤاد الفرحان والمدوّن مصعب فؤاد والصحفي بدر الراشد والكاتب سليمان الناصر والمدوّن عبدالعزيز الحيص.
وتقول منظمات حقوقية ونشطاء إن ثمانية أشخاص على الأقل اعتقلوا في الأيام الأخيرة في هذه الحملة.
وأوضح ناشطون أن البعض منهم صحافيون أو كتّاب سابقون توقفوا عن النشر منذ سنوات، والبعض الآخر أصحاب أعمال صغيرة أو رجال الأعمال.
ويبدو أن الاعتقالات، التي تعد جزءا من حملة القمع المستمرة منذ عامين ضد منتقدي الحكومة، تستهدف أشخاصا ربما كانوا مرتبطين بإصلاحيين ونشطاء حقوقيين سعوديين.
وقام محمد بن سلمان قام منذ وصوله إلى السلطة في منتصف عام 2017، باعتقال العشرات من الناشطين والمدونين وغيرهم ممن رأى فيهم تهديدا عليه، ولم يتسامح مع أي نقد حتى في ظل الشجب الدولي لحملات القمع.
وتقول تقارير دولية إن هذه الاعتقالات قوضت جهود ولي العهد في تقديم التغيرات الاجتماعية في المملكة، أو على الأقل تغيير صورة المملكة في العالم، فإلى جانب تنويع الاقتصاد، فإن ولي العهد يأمل بفتح المملكة على العالم، وتشجيع السياحة، ومنح المرأة حريات أوسع، مثل قيادة السيارة.
في المقابل فإن المعتقلين في حملات سابقة لا يزالون يواجهون السجن الانفرادي والتعذيب في بعض الحالات، ومن بين هؤلاء الناشطات اللاتي اعتقلن بعد مطالبتهن بحق المرأة في قيادة السيارة، اللواتي قالت نساء منهن إنهن تعرضن للتعذيب والتحرش الجنسي والتهديد بالقتل.
وتستمر سلطات آل سعود بممارسة التعذيب بحق عدد من الإصلاحيين المعتقلين لديها داخل السجون وتستخدم أشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بحقهم.
وأكدت منظمة القسط الحقوقية، أن سلطات آل سعود تخضع عشرات من معتقلي الرأي للتضييق الشديد داخل السجون، إما بالحبس الانفرادي لفترات ممتدة وطويلة، أو بالتنقلات المستمرة والحرمان من الاتصال لفترات، والعقوبات المتكررة، إضافة إلى سحب الكتب والأدوية.
وذكرت المنظمة في بيان، أن ممارسة التعذيب تتم سواء في أقبية تعذيب داخل منازل مجهزة لذلك وبعيدة عن السجون الرسمية، أو في داخل السجون نفسها.
وأشارت إلى أن عددا من المغردين غير المشهورين لا زالوا في أقبية التعذيب المجهزة، التي سبق تعذيب ناشطات حقوقيات فيها، مثل “نسيمة السادة” و”لجين الهذلول”.
وأضافت “القسط” أن “لجين” ونسيمة” تعانيان الحبس الانفرادي لفترات ممتدة وطويلة، فيما يتعرض باقي المعتقلين للتنقلات المستمرة والحرمان من الاتصال لفترات، والعقوبات المتكررة داخل المعتقلات، ومنهم “عبدالله الحامد” و”محمد فهد القحطاني” و”فوزان الحربي”، و”عبدالعزيز الشبيلي” و”عيسى النخيفي” و”وليد أبوالخير”.
وبحسب المنظمة الحقوقية (مقرها لندن) فإن سلطات آل سعود نقلت بعض المعتقلين لما يسمى بــ”مبنى الحراسة المشددة”، حيث تعرضوا للضرب على يد ما يسمى “قوات حفظ النظام”، مشيرة إلى أنها ستنشر معلومات حول هذا المبنى وهذه القوات في تقرير لاحق.