تعويل إسرائيلي على تصعيد التطبيع مع آل سعود
تظهر إسرائيل تعويلا واضحا على تصعيد وتيرة التطبيع مع نظام آل سعود مستغلة ما تواجهه المملكة من أزمات داخلية وخارجية بفعل تخبط وفشل النظام.
وقد طالب وزير الخارجية الإسرائيلية يسرائيل كاتز من وزير الخزانة الأمريكي دعم “إسرائيل” لبناء علاقات اقتصادية مع نظام آل سعود وذلك في إطار موجة التطبيع المتواصلة.
ونقلت صفحة “إسرائيل بالعربية”، عن كاتز قوله: إنه “في ظل تهديدات إيران والتحالف بين أمريكا وإسرائيل ودول الخليج السنية تتبلور فرصة تاريخية يجب ألا نضيعها، والهدف هو التوقيع على اتفاقية عدم الاقتتال”.
يشار إلى أن كاتز قدم في بداية أكتوبر الجاري، مبادرة للرياض ودول خليجية أخرى لإبرام اتفاق ثنائي يُنهي النزاع بينهما، للتركيز على مواجهة إيران.
وتشمل المبادرة “تطوير علاقات الصداقة والتعاون بين الطرفين وتعزيزها وفقاً لأحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي”، و”اتخاذ التدابير اللازمة والفعالة” لضمان منع اتخاذ أي خطوات خاصة بالتهديد بالحرب والعداء والأعمال التخريبية والعنف والتحريض بين الطرفين.
كما تنص المبادرة على عدم انضمام أي من طرفي الاتفاق (إسرائيل أو الرياض) إلى ائتلاف أو منظمة أو تحالف مع أي طرف ثالث ذي طابع عسكري أو أمني، أو الترويج له أو مساعدته.
الجدير ذكره أن علاقات آل سعود مع إسرائيل تطورت في الفترة الأخيرة، توّجت بزيارات متبادلة واتفاقيات وصفقات عسكرية، كان أبرزها شراء الرياض منظومة “القبة الحديدية” الدفاعية العسكرية من “تل أبيب”.
وقبل أيام تساءلت تقارير صحفية إسرائيلية حول زيارة شخصية رفيعة في إسرائيل إلى الرياض، في وقت يدور فيه الحديث عن تصاعد مظاهر التطبيع بين البلدين في مختلف المجالات.
وفي التفاصيل؛ ذكر الصحفي الإسرائيلي أفي شارف، أن طائرة خاصة حلّقت، في رحلة جوية غامضة من “إسرائيل” إلى المملكة، مشيراً إلى أن الطائرة من طراز “تشيلنجر”.
وأوضح أن الرحلة انطلقت من مطار “بن غوريون” قرب “تل أبيب”، وهبطت في عمّان، حيث مكثت دقيقتين، ثم حلقت متوجهة إلى الرياض، ومكثت على المدرج 55 دقيقة، ثم عادت إلى مطار “بن غوريون”.
وربط محلل الشؤون الأمنية في صحيفة “معاريف” العبرية، يوسي ميلمان، عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، بين وجود وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في الرياض وبين الشخصية الإسرائيلية، التي هبطت في العاصمة السعودية.
وتكهن بأن المسؤول الإسرائيلي رفيع المستوى قد يكون “رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أو رئيس الموساد يوسي كوهين، توجها بالطائرة لبحث موضوع سوريا”.
وكان وزير الدفاع الأمريكي قد وصل، الاثنين، إلى الرياض في زيارة مفاجئة، وبحث مع نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، “التحديات والتهديدات والقضايا الأمنية والدفاعية المشتركة”.
وتزامنت الزيارة مع عقد رؤساء أركان دول عربية وأجنبية مؤتمراً في الرياض، لـ”بحث تهديدات إيران وأمن الملاحة بالمنطقة”، إضافة إلى استضافة البحرين، يومي الاثنين والثلاثاء، اجتماعاً دولياً بالتعاون مع الولايات المتحدة؛ لـ”بحث أمن الملاحة البحرية والجوية بالمنطقة، وسبل ردع الخطر الإيراني”.
وكشف بتاريخ 28 أكتوبر 2018، عن إتمام الرياض صفقة شراء أجهزة تجسس عالية الدقة والجودة من “إسرائيل” قيمتها 250 مليون دولار أمريكي، نقلت للرياض، وبدأ العمل بها بشكل رسمي بعد أن تم تدريب الطاقم الفني المسؤول عن إدارتها وتشغيلها.
وشهد العامان الماضي والحالي سلسلة زيارات ولقاءات تطبيعية بين “إسرائيل” والرياض في مجالات عدة؛ إذ كشفت وسائل إعلام عبرية عن زيارة اللواء أحمد عسيري، نائب رئيس المخابرات السعودي المقال، دولة الاحتلال عدة مرات في مناسبات مختلفة، كما وجه ولي العهد، محمد بن سلمان، بالترويج للتطبيع مع “إسرائيل”، وفق ما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.
وبعد رفض قاطع في السنوات الماضية، دخل المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر المعابر الإسرائيلية، وتعرضت البعثة للتفتيش الإسرائيلي، منتصف أكتوبر الجاري، وذلك لخوضه مباراة أمام نظيره الفلسطيني، ضمن التصفيات القارية المزودجة المؤهلة لكأس العالم (قطر 2022)، وكأس أمم آسيا (الصين 2023).