بعدما اعتقل العلماء .. نظام آل سعود ينظم مؤتمرا للحوار بين الأديان
ترأس نظام آل سعود، مؤتمرا إلكترونيا للحوار بين الأديان بمشاركة رجال دين مسلمين وحاخامات يهود وقساوسة مسيحيين وشخصيات أخرى.
وبحسب وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية فإن المؤتمر بدأ الثلاثاء ويستمر حتى السبت المقبل.
وأوضحت الوكالة أن المملكة تستضيف الفعالية المقامة عبر الإنترنت، ضمن مهام رئاستها هذا العام لمجموعة العشرين G-20. التي تضم 20 من الدول الغنية والنامية البارزة في العالم.
وقال فيصل بن معمر، الأمين العام لما يُعرف بـ”مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي للحوار بين الأديان والثقافات”. إن الغرض من الفعالية هو تعزيز العلاقات بين الأديان المختلفة.
وأضاف معمر أن المؤتمر يتحدث عن علاقة بين أديان مختلفة، بين المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين والهندوس. لافتا إلى أن الحوار ليس له أي أجندة سياسية أو اتجاه سياسي معين يتصل بمحادثات سياسية أو مفاوضات.
مع ذلك، يقول فيصل بن معمر إن هذا النوع من منتديات الحوار بين الأديان يمكن أن يساعد في بناء الجسور بين الناس والبلدان. ومن ثم “إذا استُخدم بنية حسنة وللأسباب الصحيحة، فإن مدخلات الزعماء الدينيين أو الجماعات الدينية تكون ممتازة لأي عملية سلام في العالم”.
وضمّت قائمة المتحدثين في الجلسة الافتتاحية، يوم الثلاثاء 13 أكتوبر/تشرين الأول. وزيرَ الشؤون الدينية السعودي، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي التي تتخذ من السعودية مقراً لها. والمفتي العام لمصر، والبطريرك المسكوني برثلماوس، ورئيس مؤتمر الحاخامات الأوروبيين. إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة.
وكانت السعودية شرعت على نحو أشد عزماً خلال السنوات الأخيرة في التواصل مع جماعات يهودية ومسيحية.
وتزامنت بعض هذه الجهود مع مواءمات مصالح على نطاق أوسع وعلاقات ناشئة بين دول الخليج العربية وإسرائيل، التي تشترك جميعها في عداوة مشتركة مع إيران.
كذلك أشرف ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، على جهود ترمي إلى الاستبدال بالهوية السعودية المحافظة دينياً هوية تتركز على نوع من القومية المغالية، بعد عقود من الالتزام بما بات يُنظر إليه على أنه تفسيرات متشددة للإسلام، أو الوهابية، التي لطالما ازدهرت في المملكة.
وكان المفترض أن تُعقد الفعالية في العاصمة السعودية الرياض، وأن تضم تجمعاً نادراً من شخصيات دينية متنوعة في دولة إسلامية محافظة، لكن بسبب جائحة كورونا يُعقد المنتدى افتراضياً على غرار الفعاليات البارزة الأخرى التي تستضيفها السعودية في إطار منتدى مجموعة العشرين.
وفي يوليو الماضي، شارك وزير العدل السعودي السابق محمد بن عبد الكريم العيسى في المؤتمر العالمي الذي تشرف عليه منظمة اللجنة اليهودية الأمريكية (AJC)، افتراضيا، خلال الفترة الممتدة من 14- 18 يوليو الجاري، بعدما كان مقررا الاجتماع خلال الفترة المحددة في العاصمة الألمانية، برلين.
وتحدث العيسي بمشاركة شخصيات يهودية عن أبرز القضايا التي تواجه الشعب اليهودي وسعى إسرائيل في نشر السلام والأمن الدولي، وقضية معاداة السامية وأشكال الكراهية الأخرى.
واللافت في الأمر، أن العيسي الذي يشغل حاليا – أمين عام رابطة العالم الإسلامي – وتشرف عليها سلطات آل سعود، تحدث برفقة وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس، المسؤول عن جرائم متعددة بحق الفلسطينيين.
وتقول منظمة AJC إن هدفها تعزيز رفاهية الشعب اليهودي وإسرائيل، والنهوض بحقوق الإنسان والقيم الديمقراطية في الولايات المتحدة وحول العالم.
وكان العيسي، زار في أبريل/ نيسان 2018م متحف تخليد ذكرى المحرقة اليهودية، برفقة قادة مسلمين من أكثر من 24 بلدا. وقال الرئيس التنفيذي للجنة اليهودية الأمريكية، ديفيد هاريس، إن الرحلة تمثل “أرفع وفد على الإطلاق لزعماء دينيين مسلمين يقومون بزيارة أوشفيتس”.