إعلام بن سلمان واعتقال الأمراء.. أعمل نفسك ميت
التزم الإعلام الرسمي التابع للمملكة والممول منها وأصبح يخضع لسيطرة ولي العهد محمد بن سلمان الصمت التام إزاء تطورات اعتقال امراء كبارا في المملكة خلال اليومين الماضيين.
ولم يتناول الإعلام الرسمي من قريب أو بعيد التطورات الداخلية غير المسبوقة في المملكة على الرغم من خطورتها واستحواذها على الاهتمام الشعبي داخليا وخارجيا.
وتصدرت اعتقالات بن سلمان للأمراء وسط حديث عن محاولة انقلاب وربما وفاة الملك سلمان أو تعرضه لانتكاسة صحية شديدة، فما ظل الإعلام الرسمي وأدواته المختلفة مغيبا كليا ما أثار انتقادات شديدة بحقه.
في المقابل وبعد تسريب أخبار الاعتقالات لم تنف حسابات “تويتر” التابعة لمحمد بن سلمان الخبر على غير العادة، بل سارعت إلى وضع صور وفيديوهات وأغنيات تمجد ولي العهد.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، ثمّ وكالة “رويترز”، قد نشرتا تقريرين عن اعتقال الأمير السعودي لكل من عمّه الأمير أحمد بن عبد العزيز، وابن عمّه الأمير محمد بن نايف اللذين توليا وزارة الداخلية في فترات مختلفة، إضافة إلى الأمير نواف بن نايف بن عبد العزيز، بتهمة “تدبير محاولة انقلابية”.
وعادة ما تسارع الحسابات السعودية التي تصنّف على أنها حسابات تتبع لولي العهد السعودي أو مقرّبين منه (ما يعرف بالذباب الإلكتروني)، إلى نفي أي حدث كبير يرتبط بالسعودية مثلما حدث في الأيام الأولى لكشف عملية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في إسطنبول في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، وشتم المعتقلين بعد حملة سبتمبر/ أيلول 2017 من المنتمين لتيار “الصحوة”، أو معتقلي “ريتز كارلتون” من الأمراء ورجال الأعمال.
غير أنّ هذه الحسابات قامت هذه المرة بتجاهل موضوع الاعتقال وعدم نفيه أو تأكيده، على غير المعتاد، وبدلاً من ذلك قامت بوضع أغنيات وأبيات شعرية مرفقة بصورة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في إطار تأكيدها لما تسميه سطوته وقوته و”دهاءه السياسي” وشرعيته السياسية.
ويُعد حساب “موجز الأخبار” واحداً من أهم الحسابات الإخبارية التي تديرها مخابرات آل سعود. ونشر هذا الحساب، تغريدات عدة فيها أبيات شعرية تمدح الأمير محمد بن سلمان ووالده، وأطلق وسم #كلنا_سلمان_كلنا_محمد، شارك فيه كبار الممثلين السعوديين والمشاهير.
وأعاد حساب “موجز الأخبار” نشر تغريدة لوكالة إعلامية إماراتية حول “الزيف الذي تقوم به وسائل إعلام عالمية”، في ما يتعلّق بخبر اعتقال أمراء من الأسرة الحاكمة، لكن هذا الحساب إضافة إلى بقية الحسابات الأخرى لم ينف الخبر ولم يؤكده.
كما قام تركي الدعجاني وهو أحد الإعلاميين السعوديين الذين يديرون حسابات على “تويتر” بوضع تغريدات مشابهة حول بن سلمان. وخلت تغريداته أيضاً من أي ذكر للأمير محمد بن نايف وبقية المعتقلين، سواء بالسلب أو الإيجاب.
وجرت محاولات لتمجيد بن سلمان عبر نشر مقاطع أغاني وقصائد له، فيما تحدث مغردون “شبه رسميون” حول وحدة القيادة خلف الملك سلمان وابنه الأمير محمد بن سلمان، من دون الإشارة لشقيق الملك المعتقل الأمير أحمد بن عبد العزيز، أو الأمير محمد بن نايف.
ويُعتقد أنّ سلطات آل سعود أمرت هذه الحسابات بعدم نفي الخبر، خوفاً من ظهور الحقيقة وتوجيه ضربة جديدة لمصداقية الإعلام السعودي المتصدعة أصلاً بعد قضية خاشقجي، واعتقال الناشطة لجين الهذلول وتعذيبها مع بقية المعتقلين السياسيين الذين نفت السلطات اعتقال بعضهم وتعذيب بعضهم الآخر، خلافاً للواقع.