أرقام محبطة لـ5 ملايين مستثمر بعد تراجع أرباح أرامكو
تراجع صافي أرباح عملاق النفط العالمي، شركة “أرامكو” السعودية، بنسبة 48.6% على أساس سنوي خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري، مدفوعة بضغط تراجع أسعار ومبيعات النفط عالميا.
وذكرت الشركة في إفصاح للبورصة السعودية “تداول”، الثلاثاء، أن صافي ربحها بعد الزكاة والضريبة بلغ 131.31 مليار ريال (35 مليار دولار)، نزولا من 255.71 مليار ريال (68.18 مليار دولار) في الفترة المقابلة من 2019.
وتراجعت أسعار النفط الخام عالميا، لأدنى مستوى في عقدين خلال العام الجاري؛ بفعل حرب أسعار بين السعودية وروسيا، رافقها هبوط حاد في الطلب نتيجة غلق الحدود والمرافق الاقتصادية لدى غالبية دول العالم؛ للوقاية من “كورونا”.
وهبطت إيرادات “أرامكو” حتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي بنسبة 33.24% إلى 146.36 مليار دولار، نزولا من 219.23 مليار دولار في الفترة المقابلة 2019.
وبفعل هبوط الأرباح الصافية، تراجعت ربحية السهم الواحد إلى 0.67 ريال سعودي، مقارنة مع 1.28 ريال في الفترة المقابلة من 2019.
وفي إفصاحها اليوم، ذكرت الشركة أن هبوط الأرباح جاء مدفوعا، كذلك، بضعف هوامش الربح في أعمال التكرير والكيميائيات؛ بفعل وفرة المعروض العالمي للمشتقات.
ويشكل هذا التراجع الحاد في الأرباح إحباطا كبيرا لمؤسسات محلية وإقليمية ونحو 5 ملايين فرد الذين اشتروا أسهما بـ25.6 مليار دولار في طرح أولى لشركة “أرامكو”، جرى في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2019.
وكان هذا الطرح العام الأولي لـ5% من أسهم “أرامكو” يمثل ركيزة أساسية في خطط ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” الرامية لتنويع موارد اقتصاد المملكة بعيدا عن الاعتماد على النفط.
وآنذاك، اعتمدت “أرامكو” على الطلب المحلي والإقليمي لتغطية الطرح، فيما ألغت خططا لعرض جزء من الطرح في بورصة أو بورصتين عالميتين لإنجاح الصفقة؛ بسبب ضعف اهتمام مؤسسات الاستثمار الأجنبية.
و”أرامكو” أكبر شركة نفط بالعالم بمتوسط إنتاج يومي 10 ملايين برميل في الأوضاع الطبيعية، وتقول الشركة إن تكلفة إنتاجها للبرميل النفط تعد ضمن الأدنى عالميا بمتوسط 2.5 دولار.
وأكتوبر الماضي، قالت مصادر سعودية إن شركة “أرامكو” تجري محادثات مع “بلاك روك” ومستثمرين آخرين بشأن صفقة مزمعة تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار لبيع حصة في نشاطها لخطوط الأنابيب.
وقال أحد مصدرين مطلعين إن الصفقة ما زالت في مراحلها الأولى وإنه لا يوجد قرار رسمي بعد بخصوص المستثمرين.
وستتيح الصفقة السيولة “لأرامكو” في وقت تنخفض فيه أسعار النفط بسبب أزمة فيروس كورونا، كما تواجه الشركة أيضا توزيعا قيمته 75 مليار دولار تعهدت بدفعه إلى المستثمرين خلال طرحها العام الأولي السنة الماضية.