مشاريع رؤية 2030 تتساقط تدريجيا
تحولت مشاريع رؤية 2030 التي روج لها طويلا ولي العهد محمد بن سلمان إلى مجرد سرب في ظل تساقطها في ظل الانهيار الاقتصادي غير المسبوق الذي تشهده المملكة.
وتنصل مسؤول في نظام آل سعود من مشروع “جزيرة المملكة” وحاول نفي أن يكون للمشروع صلة برؤية 2030، وسط تساؤلات عما إذا كانت معاناة اقتصاد المملكة بعد تهاوي أسعار النفط وانتشار فيروس كورونا هي السبب الحقيقي وراء ذلك.
وتداول مغردون سعوديون عبر وسم (هاشتاغ) “#جزيرة_المملكة” فيديو قالوا إنه لمشروع سياحي ضخم يحمل الاسم ذاته.
وبحسب الفيديو المتداول، فإن المشروع -الذي كان من المقرر تشييده في سواحل مدينة الخبر (شرقا)- يتكون من ثلاث مناطق، سياحية، وترفيهية، وعالمية، ويضم فنادق وصالات سينما، ومدينة ألعاب مائية، ومجمعا تجاريا، وغيرها.
وأنتج الفيديو بتقنية عالية، كما ضم شعار رؤية المملكة 2030، وشعار أمانة المنطقة الشرقية.
وغرد عدد من الناشطين السعوديين إضافة إلى حسابات مجهولة توصف دائما بـ”الذباب الإلكتروني” مرحبين بالمشروع ومشيدين بحكمة المسؤولين في المملكة، قبل أن تفاجئهم وكالة الأنباء السعودية وإمارة المنطقة الشرقية.
ونشرت وكالة الأنباء الرسمية (واس) تصريحا لمن وصفته بـ”مصدر مسؤول” -دون أن تسميه- جاء فيه “إشارة إلى المعلومات المتداولة حول المشروع المسمى جزيرة المملكة بمحافظة الخبر فإن المشروع غير مرخص له ومخالف للأنظمة المرعية في المملكة، كما أنه ليس له صلة بالمشروعات ذات الصلة (برؤية المملكة العربية السعودية 2030) ولا يتبع لبرامجها التنفيذية أو مبادراتها بأي شكل من الأشكال”.
وأضاف المصدر للوكالة “إن الترويج للمشروع باستخدام شعار (رؤية المملكة 2030) كان دون ترخيص أو إذن مسبق من الجهة المختصة، وسيتم وفقا لذلك اتخاذ الإجراءات النظامية”.
من جهتها، نشرت إمارة المنطقة الشرقية بيانا بشأن القضية أكدت فيه أنه “لم يتم أخذ موافقة الأمانة على هذا المشروع، كما لم يتم منح الشركة المذكورة أي تراخيص رسمية لإقامة المشروع..”.
ودفع هذا النفي الرسمي البعض إلى القول إن الصعوبات التي يعانيها الاقتصاد السعودي في الآونة الأخيرة ربما هي السبب الحقيقي وراء التراجع عن المشروع ونفي صلته برؤية 2030.
وصرح الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) يوسف البنيان إن الشركة تتوقع تأثيرا أكبر على أعمالها بسبب جائحة فيروس كورونا في الربع الثاني من العام، وذلك عقب تكبد خسائر في الربع الأول.
وأعلنت سابك -رابع أكبر شركة بتروكيماويات في العالم- خسارة صافية في الربع الأول من العام الحالي بلغت 950 مليون ريال (252.89 مليون دولار).
وقبل أيام، عدلت وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية نظرتها المستقبلية لتصنيف السعودية من “مستقرة” إلى “سلبية” للمرة الأولى منذ أربع سنوات.
وأضافت الوكالة -في بيان تلقت الجزيرة نسخة منه- أن انهيار أسعار النفط بسبب جائحة كورونا زاد المخاطر المالية على السعودية، وسيؤدي إلى تآكل احتياطياتها المالية السيادية.
وقالت إن الصدمة الشديدة التي أحدثها هبوط أسعار النفط ستؤدي إلى زيادة ديون السعودية إلى نحو 45% من إجمالي الناتج المحلي على المدى المتوسط.
وذكرت موديز أن التوقعات تشير إلى انخفاض الإيرادات الحكومية للمملكة بنحو 33% خلال العام الحالي، وبنحو 25% خلال العام المقبل، قياسا إلى مستواها في العام الماضي.
من جانبه، قال وزير المالية في نظام آل سعود محمد الجدعان إن على المملكة أن تخفض الإنفاق في الميزانية بصورة حادة لمواجهة تأثير فيروس كورونا.
وأعلن الجدعان أن السلطات ستتخذ إجراءات “صارمة جدا، وقد تكون مؤلمة”، مضيفا أن السحب من الاحتياطات النقدية للمملكة خلال العام الحالي يجب ألا يتجاوز 120 مليار ريال (نحو 32 مليار دولار).
ومؤخرا، شككت صحيفة تايمز البريطانية بقدرة محمد بن سلمان على إتمام خطته لبناء مدينة “نيوم” على ساحل البحر الأحمر بتكلفة خمسمئة مليار دولار في ظل العديد من الأزمات، آخرها مقتل أحد معارضيها عبد الرحيم الحويطي.
وسلط مراسل الصحيفة في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر الضوء في مستهل تقريره على آخر الأزمات، وهي أن عبد الرحيم الحويطي نشر مقاطع فيديو على الإنترنت يقول فيها إنه كان من بين العديد من الأشخاص الذين يرفضون التفريط في ممتلكاتهم لإفساح المجال لمخطط نيوم، وهو أحد أبرز مشروعات “رؤية 2030” التي أعلنها بن سلمان.
وبالإضافة إلى ذلك، قللت جائحة فيروس كورونا الطلب على النفط الذي تعتمد عليه المملكة بالكامل تقريبا.