حي المسورة في القطيف شاهدا على تطهير عرقي نفذه آل سعود
يشهد حي المسورة في القطيف شرق المملكة على تطهير عرقي نفذه أل سعود عبر تهجيرهم سكانهم بقوة السلاح وارتكاب مجازر مخفية.
ومنذ إعلان بدء عملية تطوير حي “المسورة”، وما رافقها من هجمات استهدفت تعطيل خطط آل سعود، لجأ نظامهم لتنفيذ عملية تهجير قسري لسكان الحي، لرفضهم خطة التطوير وإصرارهم على الحفاظ على الجزء التاريخي منه، والذي يعود إلى نحو 400 عام.
ولا تزال سيارات مدمرة.. مبانٍ محترقة.. آثار إطلاق رصاص باقية على جدران العديد من المباني.
هذا هو جانب من الصورة في حي “المسورة” ببلدة العوامية في محافظة القطيف، ذات الأغلبية الشيعية.
ففي أعقاب إعلان نظام آل سعوج في مارس / آذار الماضي، بدء مشروع تنموي تطويري في حي “المسورة” أعلنته عام 2015، شهد الحي هجمات مسلحة استهدفت عناصر من قوات الأمن وآليات تطوير الحي، بهدف إبطاء عملية التطوير، وهو ما حدث بالفعل.
وحتى قبل عام كان حي المسورة يشبه منطقة حرب بعد اشتباكات بين معارضين وقوات الحكومة التي سعت إلى هدم الحي المتهالك الذي يعود تاريخه إلى حقبة السلطنة العثمانية.
تنتشر محلات التسوق وسط شوارع تزينها أشجار النخيل في الحي القديم في بلدة العوامية الشيعية في المنطقة الشرقية في السعودية بعد عملية تطوير مخطط لها منذ مدة أدت الى اشتباكات دامية، كما أنها تثير الجدل.
فالعديد من المنازل والمحال التجارية تحولت إلى ما يشبه الأطلال، وامتلأت الجدران بآثار الرصاص، فيما تنتشر في الشوارع سيارات دمرتها الاشتباكات.
وتحفل جدران الأزقة بصور رجل الدين الشيعي السعودي “نمر باقر النمر”، الذي أعدمته المملكة في يناير / كانون الثاني 2016، مع 46 مدانا آخرين بالانتماء إلى “تنظيمات إرهابية”، معظمهم من السنة.
جدران الأزقة تحمل أيضا صور أشخاص سقطوا في الاشتباكات، فيما تنتشر شعارات على جدران منازل ومدارس.
وبعد تنفيذ جرائم بحق السكان مضى النظام في مؤامرة إعادة تطوير المسورة وقالت إن أزقتها الملتوية والمتداخلة ومبانيها التي تعود إلى قرون خلت أصبحت “بؤرة للارهاب”.
والآن، هناك ساحة مترامية الأطراف تحيط بها المتاجر في المنطقة التي كانت مسرحاً لاحتجاجات الأقلية الشيعية منذ ما يُسمى بالربيع العربي عام 2011.
وكانت المباني والمساجد عبارة عن هياكل نخرها الرصاص، بينما تناثرت السيارات المحترقة في الشوارع.
وقضى المشروع على يروج نظام آل سعود زورا وبهتانا انه مخابئ للمسلحين وأوكار القناصة. ولا تزال العربات المدرعة تجوب الشوارع لتحافظ على الهدوء الهش.
والاستياء الشعبي لا زال منتشرا. وصرح ناشط شيعي إن “معظم سكان العوامية لم يزوروا الموقع الجديد ولن يفعلوا” ذلك، متهما السلطات بالاستيلاء على معظم الأراضي من المواطنين بالقوة.
وإعادة الإعمار ألغى طمعا من نظام آل سعود بالمال تراث المنطقة الفريد وأن المسؤولين عن التطوير استشاروا السكان للإبقاء على الهياكل القديمة بما فيها الجدران التقليدية.
من جهته، قال توبي ماثيسين مؤلف كتاب “السعوديون الآخرون: التشيع والانشقاق والمذهبية” إن “هدم المركز التاريخي للعوامية هو رمز لإلغاء تاريخ المدينة وإلغاء العمارة السابقة للحداثة في السعودية والبلدات القديمة”.
ورغم الاستياء ازاء اعادة الإعمار، فمن غير المرجح أن يبدي سكان البلدة مقاومة علنية بسبب القمع، كما تقول منظمات حقوقية.
ففي نيسان/ابريل أعدمت السلطات 37 شخصا في عملية وصفها الخبراء بأنها واحدة من أكبر عمليات الاعدام الجماعي لطائفة تشكل أقلية في المملكة.
وكان معظم هؤلاء متهمين بالإرهاب بعد اعتقالهم في احداث تتعلق بتظاهرات واحتجاجات.
واضاف ماثيسين أن “اعدام 37 شخصا بعضهم من العوامية، سيثير المخاوف من تحركات النظام كما يثير انعدام ثقة العديد من الشيعة في الدولة”.
ويشكل الشيعة، الذين يشكون التهميش منذ فترة طويلة، بين 10 إلى 15 بالمئة من عدد سكان المملكة البالغ عددهم 23 مليون شخص بينهم 9 ملايين اجنبي.
والعوامية بلدة نمر النمر رجل الدين الشيعي المنتقد للحكومة الذي أعدمته السلطات عام 2016 بعد اتهامه بالإرهاب، ما أثار غضبا وأدى إلى توتر مع إيران.