آل سعود يعززون الاستقواء بواشنطن
يعود آل سعود للاستقواء بالولايات المتحدة التي تعتزم إرسال خمسمئة جندي إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية شرقي العاصمة السعودية الرياض.
وقالت وسائل إعلام أمريكية إن واشنطن كانت تفكر منذ فترة في إرسال جنود إلى تلك المنطقة بالذات، لأن التقييم العسكري الأولي يشير إلى أن الصواريخ الإيرانية ستجد صعوبة في استهداف تلك المواقع.
وذكرت أن البيت الأبيض لم يخبر الكونغرس بشكل رسمي، وإنه تم إبلاغ المشرعين بأن عليهم انتظار إعلان ما الأسبوع المقبل.
ونقلت عن مسؤولين بوزارة الدفاع الأميركية أن عمليات تحضير مبدئية تجري بالقاعدة السعودية لدعم بطاريات منظومة صواريخ باتريوت، وتمكين مقاتلات الجيل الخامس من التحليق والهبوط.
وأعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي أنها سترسل ألف جندي إضافي إلى الشرق الأوسط على خلفية التوتر المتصاعد مع إيران، لكنها لم تفصح حينها عن وجهتهم.
وفي أغسطس/ آب 2003 سلم مسؤولون أميركيون نظراءهم السعوديين قاعدة الأمير سلطان الجوية في مراسم وداعية، وكان ذلك إعلانا رسميا لنهاية الوجود العسكري الأميركي بالمملكة.
لعبت تلك القاعدة دورا أساسيا في استراتيجية واشنطن بالمنطقة، إذ أنها ضمت في بعض الأحيان أكثر من ستين ألف عسكري أميركي.
وبعد أكثر من 16 عاما يعود عسكريون أميركيون للسعودية وسط تصاعد التوتر مع إيران، ووفقا لتقرير لمحطة “سي أن أن” فإن واشنطن تستعد لإرسال مئات الجنود للقاعدة العسكرية التي تقع بمنطقة صحراوية شرق العاصمة السعودية الرياض.
ويقول التقرير إنه يوجد حاليا عدد قليل من الجنود بالموقع للتمهيد لاستقبال وتشغيل بطارية لنظام الدفاع باتريوت، وتطوير مدرج للطائرات استعدادا لوصول قاذفات مقاتلة.
ووصف ديفيد أوتواي خبير الشؤون السعودية بمركز ويلسون بالعاصمة واشنطن هذه التطورات بأنها “شديدة الأهمية حيث لم يكن هناك وجود عسكري للولايات المتحدة بالمملكة منذ رحيل الأميركيين بطلب سعودي بمجرد انتهاء معارك حرب العراق عام 2003”.
وجاءت أنباء إرسال جنود أميركيين للسعودية بعد يوم واحد من تصويت مجلس النواب لصالح ثلاثة تشريعات تحظر بيع القنابل الذكية للسعودية والإمارات على خلفية انتهاكات البلدين لحقوق الإنسان واستهداف المدنيين في حرب اليمن.
وتشهد العلاقات بين واشنطن والرياض اضطرابات واسعة على خلفية مقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، واستمرار اعتقال الكثير من الناشطات والنشطاء، إضافة لتدهور الأوضاع في اليمن على خلفية الحرب التي تقودها الرياض هناك.
وقد تبنى الكونغرس قرارا بوقف الدعم العسكري للسعودية، إلا أن الرئيس دونالد ترامب استخدم حق الفيتو لتعطيل القرار، وتعهد بإعاقة أي قرارات تؤثر سلبا على العلاقة مع الحليف السعودي.
من جهة أخرى، أكد نيكولاس هيراس الباحث بمركز الأمن الأميركي الجديد بواشنطن أن ترامب لا يهدف لخلق قاعدة عسكرية أميركية إضافية بالخليج “إنما يهدف لحماية الحليف السعودي عن طريق تمركز قوات أميركية بالمملكة، وهذه طريقة ترامب لإخبار ولي العهد محمد بن سلمان بأن بإمكانه الاعتماد عليه”.
ويربط أوتواي بين التصعيد المستمر بالخليج بين طهران وواشنطن وبين خطوة إرسال جنود أميركيين للسعودية، بقوله إن ذلك ربما يتعلق بخطط عسكرية واسعة لأي هجوم أميركي مستقبلي على إيران حال دفعت التطورات بهذا الاتجاه.
كما أشار إلى أن أنباء عن وجود أعداد قليلة من الجنود ربما يهدف منها “تشغيل بطاريات صواريخ باتريوت، والتمهيد لاستقبال مقاتلات أميركية متطورة لاحقا”.
وكانت تقارير إخبارية قد أشارت إلى أنه لطالما أرادت واشنطن وضع قوات بهذه القاعدة لأن التقييمات الأمنية أشارت إلى أن الصواريخ الإيرانية لن تصل إليها بسهولة. إلا أن هيراس يرجع تلك الخطوة إلى “خشية إدارة ترامب على أمن السعودية ووحدة أراضيها”.
وشهدت الأسابيع الأخيرة -إضافة للتوتر البحري بالخليج بين واشنطن وطهران- قيام مليشيات الحوثي اليمنية بعدة هجمات متكررة على أهداف داخل المملكة،
ومن شأن إرسال قوات أميركية للسعودية أن “يبعث برسالة إلى إيران مفادها أنه لا يمكن قبول المزيد من الهجمات على أهداف داخل السعودية” وفقا لهيراس الذي يرى أن إرسال القوات يأتي في أجواء مشحونة مصاحبا لمخاطر كبيرة قد تؤدي لاشتعال الأوضاع بالمنطقة.