واشنطن بوست: السعودية الديكتاتورية تسحق أبسط الحقوق لمواطنيها
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن السعودية الديكتاتورية تسجن مواطنيها بسبب ممارستهم البسيطة لحقوقهم في حرية التعبير.
وأبرزت الصحيفة أحدث حلقة قمعية في السعودية تتعلق بصانع أفلام سعودي-أمريكي مزدوج الجنسية، عبد العزيز المزيني، الذي ساعد في إنشاء مسلسل أنيميشن ناجح على “نتفليكس” بعنوان “مسامير”، الذي يسخر من الحياة في المملكة بما في ذلك التمييز المستمر ضد النساء والقيود الدينية الصارمة على الأنشطة اليومية.
وذكرت الصحيفة أن المسلسل كان متاحًا في البداية فقط على “يوتيوب”، لكنه أصبح شائعًا لدرجة أنه جذب انتباه “نتفليكس”، التي وقع معها المزيني عقد إنتاج لمدة خمس سنوات في عام 2020.
وعلى الرغم من أن عروضه كانت جريئة بالنسبة للمعايير السعودية، إلا أن النظام بدا متسامحًا معه. حتى أن المزيني ظهر على التلفزيون الحكومي السعودي يناقش صناعة الأفلام؛ وكان هناك جولة باسم “تجربة مسامير” في مدينة ترفيهية سعودية.
ومع ذلك، في 26 يونيو، أعلن المزيني أنه يُحاكم من قبل محكمة سعودية سرية في قضية يبدو أن السلطات حركتها في يوليو 2021، بعد وقت قصير من عرض “مسامير” لأول مرة على “نتفليكس”.
يواجه المزيني اتهامات بأنه وشركته “رعيا ودعما الإرهاب والمثلية الجنسية”، وأن اللغة المستخدمة في سلسلة الرسوم المتحركة تضمنت “إهانات” و”شتائم”، وفقًا لمنظمة حقوق الإنسان “القسط”.
وتشمل التهم الإضافية ضده منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تعود لأكثر من عقد من الزمن.
وفي فيديو نشره على وسائل التواصل الاجتماعي — ثم حذفه في نفس اليوم — قال الرسام الكاريكاتيري إن المحكمة الجزائية المتخصصة أدانته وحكمت عليه في البداية بالسجن لمدة 13 عامًا مع حظر سفر لمدة 13 عامًا.
وقد استأنف الحكم، لكن القضاة زادوا العقوبة لتشمل حظر سفر لمدة 30 عامًا.
وقال إنه ينتظر قرار المحكمة العليا النهائي في القضية وناشد محمد بن سلمان للتدخل لصالحه.
وقد تم إنشاء المحكمة الجزائية المتخصصة في الأصل لملاحقة قضايا الإرهاب، ولكن المملكة تستخدمها بشكل متزايد لفرض عقوبات قاسية على الأشخاص الذين يتحدثون ضد ولي العهد.
قال المزيني إنه أغلق شركته الإنتاجية “ميركوت”، التي كان لديها أكثر من 2.5 مليون مشترك على “يوتيوب” وملايين المشاهدات لحلقاتها الكرتونية منذ عام 2011.
وُلد المزيني، وهو أب لثلاثة أطفال، في تكساس وقال: “قد أتحمل عواقب ما يحدث بعد ذلك، وأنا مستعد”. ثم نشر رسائل إيجابية عن ولي العهد وعدل ملفه الشخصي على منصة “X” ليقول “سعودي فخور” بدلاً من “سعودي أمريكي فخور”.
يواجه مبدعون سعوديون آخرون ضغوطًا أيضًا. في يناير، اعتقلت السلطات حاتم النجار، مقدم برنامج “مربع” الشهير على قناة “ثمانية”، مع آخرين مشاركين في إنتاجه.
جاء ذلك بعد حملة على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل ناشطين مؤيدين للحكومة باستخدام وسم “اعتقال_حاتم_النجار” بسبب حلقة من برنامجه اعترض عليها المحافظون.
وعلى الرغم من تقديمه اعتذارًا عبر الإنترنت، إلا أنه لا يزال محتجزًا.
وبالمثل، في عام 2023، حكمت المحاكم السعودية على المؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي منصور الرقيبة بالسجن لمدة 27 عامًا بسبب فيديو انتقد فيه “رؤية 2030″، خطة محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد السعودي، وفقًا لمنظمة “القسط”.
وأفادت صحيفة “الغارديان” أن السلطات اعتقلته في مايو 2022 على خلفية منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أقر فيها بأنه تعرض للابتزاز من قبل شخص زعم أنه سمعه ينتقد الخطة الاقتصادية.
تأتي هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان بالإضافة إلى العقوبات مثل الحكم بالسجن لمدة 27 عامًا على سلمى الشهاب، وهي فنية أسنان وأم لطفلين صغيرين؛ تعيش في الخارج لكن السلطات السعودية اعتقلتها في 2021 أثناء زيارتها. جريمتها: نشر دعم للنشطاء المدافعين عن حقوق المرأة على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما حُكم على مناهل العتيبي، وهي مدربة لياقة بدنية وناشطة في حقوق المرأة، بالسجن لمدة 11 عامًا بسبب اختياراتها في الملابس ودعمها لحقوق المرأة.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن محمد بن سلمان يروج أنه يريد أن تكون السعودية ديناميكية ومبتكرة. من الصعب تصور كيف يمكن أن يحدث ذلك طالما أن السعوديين الديناميكيين والمبدعين — مثل عبد العزيز المزيني — يواجهون اضطهادًا تعسفيًا.
وختمت الصحيفة أنه من خلال قمعهم، أظهر محمد بن سلمان أن السلطة المطلقة، وليس التقدم الوطني، هو أولويته الحقيقية في الحكم.