دراسة أمريكية: التطبيع لا يحظى بشعبية بين السعوديين
خلافا لتوجهات ولي العهد محمد بن سلمان وخططه للتحالف مع إسرائيل، أكدت دراسة أمريكية أن التطبيع لا يحظى بشعبية بين السعوديين.
وقالت الدراسة الصادرة عن “مجلس السياسة الخارجية الأمريكية” إنه على الرغم من كل شكوكها بشأن الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة، وحساسيتها تجاه الفلسطينيين تعطي السعودية، المؤشرات على أنها لا تزال ملتزمة بإعادة المناقشات حول صفقة تطبيع محتملة، وترى التطبيع مع إسرائيل قرارًا منطقيًا بالنسبة للمملكة”.
وذكرت الدراسة أن محمد بن سلمان مقتنع بالفوائد المحتملة للتقارب مع إسرائيل “لكن عليه أن يستغل عدم الدراية الجيدة للشعب السعودي بالأمر”.
ورأت الدراسة أنه “كلما أسرع آل سعود في إقناعهم بأن التقارب مع إسرائيل يصب في مصلحتهم كلما كانت المملكة في وضع أفضل”.
وشددت الدراسة على “تطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل سيكون خطوة لا تحظى بموافقة السعوديين”.
وأشارت إلى أنه حتى الآن، وفي خضم الحرب المستمرة التي تشنها إسرائيل ضد حماس في قطاع غزة، ما زال كثيرون يعتقدون أن المصالحة الناشئة يمكن إحياؤها بسهولة وسرعة.
وفي خطابه الأخير قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن آل سعود “مستعدون للاعتراف الكامل بإسرائيل” إذا قدمت الحكومة الإسرائيلية تسهيلات أكبر للفلسطينيين، بما مهد الطريق لحل الدولتين في نهاية المطاف.
ومع ذلك فإن الاستطلاعات التي أجراها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى منذ اتفاقات إبراهيم عام 2020 وجدت أن 40% من السعوديين يؤيدون العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل إذا أثبتت فائدتها للاقتصاد المحلي.
وهذا الرقم، على الرغم من كونه أقلية، يشير إلى انفتاح استثنائي لإقامة علاقات براغماتية مع إسرائيل.
ومع ذلك، يبدو أن الحرب الحالية التي تخوضها إسرائيل قد قلبت هذه التصورات رأساً على عقب بشكل جذري.
ففي نوفمبر وديسمبر الماضيين انخفض دعم أي شكل من أشكال العلاقات مع إسرائيل إلى 20%، ويفضل 96% من السعوديين الوقف الفوري للعلاقات بين الدول العربية وإسرائيل ردًا على حربها في غزة.
علاوة على ذلك، وعلى النقيض من آل سعود الحاكمين، يبدو أن غالبية السعوديين ينظرون إلى إيران، المنافس الإقليمي للمملكة منذ فترة طويلة، وليس إسرائيل، باعتبارها حليفاً أكثر طبيعية.
وتفصّل الدراسة أن “20% فقط من السعوديين أعربوا عن دعمهم لتعاون حكومتهم مع إسرائيل ضد إيران، في حين أن أغلبية ضئيلة قدرها 60% من السعوديين اعتبروا طهران منافسًا بعد المصالحة السعودية الإيرانية في مارس/آذار 2023”.
ورأت الدراسة أنه على الرغم من التحول الواضح في الخطاب حول العلاقات مع إسرائيل داخل المملكة السعودية، إلا أن العداء لإسرائيل والنفور من فكرة العلاقات معها متجذر بقوة بين عامة السعوديين.