هكذا حولت السعودية الخطاب في الحرمين الشريفين لأداة سياسية
أبرز مرصد انتهاكات الحج والعمرة مخاطر تسييس السلطات السعودية للمشاعر المقدسة في الحرمين الشريفين بحيث فقدت المناسك مضمونها الروحي.
وقال المرصد وهو ائتلاف مؤسسات حقوقية وأهلية عربية وإقليمية، إن السلطات السعودية جعلت الخطاب في الحرمين الشريفين أداة لتحقيق أهدافها السياسية، وتحسن صورتها أمام المسلمين، بعيداً عن الخطاب الذي يجمع الناس ويناقش قضاياهم.
وأكد المرصد أنه يجب على السلطات السعودية الالتزام بمعايير الشفافية والعدالة في إدارتها لشؤون الحج والعمرة، وضمان حق جميع الأفراد في حصولهم على فرصة أداء شعيرة الحج والعمرة دون أي منع أو تهديد أمني قد يطالهم.
كما شدد أن على الحكومة السعودية أن تعتمد في تحديد النسب والأعداد المخصصة للحجاج من كل دولة على معايير واضحة وموضوعية؛ بما يضمن العدالة والمساواة، بعيداً عن أية تأثيرات سياسية أو علاقات ثنائية مع مختلف الدول.
ونبه إلى أن المادة 18 من الإعلان العالمي لـحقوق الإنسان تكفل لكل الناس الحرية في أداء شعائرهم التعبدية دون أي مضايقات؛ وهو الأمر الذي تنتهكه السلطات السعودية بمنع عدد من الشخصيات من أداء الحج والعمرة.
وذكر المرصد أنه على الرغم من أن منح التأشيرة يقتضي الأمان وعدم التعرض للأذى، إلا أن السلطات السعودية لا تلتزم بذلك، فتراها تعتقل العديد من الحجيج والمعتمرين ممن دخلوا إلى أراضيها على خلفية الاختلاف في وجهات النظر السياسية.
وشدد على أنه يجب أن تظل المشاعر المقدسة بعيدةً عن كل اختلاف سياسي؛ فهي ليست حكراً بيد أحد، ويجب على السلطات السعودية تيسير وصول جميع المسلمين إليها.
ولفت المرصد إلى أنه كثيرا ما تردد السلطات السعودية حرصها على عدم تسييس الحج ، لكن ممارساتها غير القانونية بحق قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي من منع واعتقال وترحيل لكل المخالفين لها تدل على أن كلامها محض شعارات لا علاقة لها بالواقع.
وبحسب مرصد انتهاكات الحج والعمرة “كثيرة هي صور القمع التي تمارسها السلطات السعودية بحق المسلمين القاصدين للحج والعمرة، ومن أبرز هذه الصور قيام السلطات السعودية بمنع إصدار التأشيرات للشخصيات التي لها مواقف سياسية قد تتعارض مع سياساتها”.