شواهد على “التقارب” المتزايد بين السعودية وإسرائيل وصولا للتطبيع
تتعدد الشواهد على “التقارب” المتزايد بين النظام السعودي وإسرائيل في ظل مرحلة من التطبيع التدريجي وصولا لمرحلة تدشين علاقات رسمية بين الجانبين كما يتم التخطيط له سرا.
وأبرز “مركز القدس للشؤون العامة” وهي مؤسسة بحثية إسرائيلية، حالة التقارب العملي بين إسرائيل والسعودية القائمة منذ عدة سنوات وتقدمها نوعا وكما بمعدل “مثير للإعجاب”.
وأشار المركز إلى أن من بين أشكال هذا التقارب “المشاريع التجارية المشتركة وأغلبها سرية، واجتماعات المثقفين والباحثين السياسيين في المؤتمرات الدولية”.
كما نبه إلى فتح السعودية أجوائها أمام الطيران الإسرائيلي، والسماح للمشاركين الإسرائيليين في أحداث رياضية وفنية في المملكة فضلا عن مباركة الرياض لاتفاقيات إبراهيم للتطبيع التي شملت الإمارات والبحرين ودولا عربية أخرى.
وعليه اعتبر المركز أنه توجد ثلاثة أسباب تدعو للتفاؤل بشأن أن التقارب بين السعودية وإيران بوساطة الصين، منذ 10 مارس/ آذار الماضي، لا يتناقض مع احتمال تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل.
وتلك الأسباب، هي أن السعودية لن تقبل بأن تصبح إيران دولة نووية، وترغب عبر التواصل مع الصين في أن تعيد الولايات المتحدة وضع منطقة الشرق الأوسط في قمة أولوياتها، وأخيرا تسعى الرياض إلى استخدام قوتها الاقتصادية داخل إيران لتغيير سياساتها أو حكومتها أو كليهما.
ولا ترتبط السعودية بعلاقات رسمية مع إسرائيل، وتشترط لذلك انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.
وشدد المركز على أن “السعودية ليست على وشك القبول بإيران نووية، فمثل أي دولة أخرى، تتصرف المملكة لخدمة مصلحتها الخاصة وتتبع أسلوب العمل الذي سيمنع جارتها الحاقدة من الحصول على سلاح دمار شامل”.
وتمتلك تل أبيب ترسانة نووية لم تعلن عنها رسميا وغير خاضعة للرقابة الدولية، وهي تتهم مع عواصم إقليمية وغربية، بينها الرياض وواشنطن، طهران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول إيران إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.
وبالنسبة للسبب الثاني للتفاؤل الإسرائيلي، قال المركز إن “السعودية تعمل على إعادة القوة الكاملة للولايات المتحدة إلى المنطقة، وتتبع لتحقيق ذلك تكتيك التواصل الدبلوماسي مع الصين (المنافس الاستراتيجي للولايات المتحدة)”.
وتراجعت أهمية الشرق الأوسط في أولويات الولايات المتحدة، بحسب تحليلات غربية، لصالح مواجهة نفوذ الصين المتصاعد في آسيا والمحيط الهادئ ومواجهة روسيا التي تواصل غزوها لجارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.
واعتبر أن “وصول يو إس إس فلوريدا مؤخرا، وهي غواصة (أمريكية) من الدرجة النووية محملة بـ 154 صاروخا من طراز توماهوك وسرب من طائرات A-10 Thunderbolt II، قد يكون مؤشرا جيدا على نجاح السعوديين”.
وأصيبت السعودية، وفقا لمراقبين، بخيبة أمل تجاه الشراكة الأمنية مع الولايات المتحدة عندما لم ترد واشنطن على هجمات تعرضت لها أهداف في المملكة، بينها منشآت نفطية، أكثر من مرة عبر هجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة شنتها من اليمن جماعة الحوثي، المدعومة من إيران.
وبحسب المركز “يمكن العثور على مؤشر قوي آخر في حديث مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في 4 مايو/ أيار الجاري، حين قال: أوضحنا لإيران أنه لا يمكن أبدا السماح لها بالحصول على سلاح نووي، وكما أكد الرئيس (الأمريكي جو) بايدن مرارا فإنه سيتخذ الإجراءات الضرورية للالتزام بهذا البيان، بما في ذلك الاعتراف بحرية إسرائيل في التصرف”، في إشارة إلى احتمال مهاجمة البرنامج النووي الإيراني.
ومقابل صمت رسمي سعودي، ذكرت تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية أن المملكة تريد للمضي قدما في التطبيع مع إسرائيل التزاما أمريكيا بأمن السعودية يوازي التزام حلف شمال الأطلسي (الناتو) واتفاقيات الدفاع المشتركة، وكذلك التزام أمريكي غير مشروط ببيع أسلحة متطورة للرياض، وأخيرا شراكة أمريكية سعودية في تطوير بنية تحتية كاملة لدورة وقود نووي مدنية.