نزوح جماعي لموظفين أجانب من مشاريع كبرى في السعودية
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال WSJ الأمريكية، عن عمليات نزوح جماعي لموظفين أجانب من مشاريع كبرى في السعودية ما يهدد المضي في تنفيذ خطط رؤية 2030 التي يروج لها ولي العهد محمد بن سلمان.
وأوردت الصحيفة أن مشروع مدينة “نيوم” الذي يتابعه محمد بن سلمان شخصيا، على ساحل البحر الأحمر، يواجه مشكلات كبيرة أبرزها هروب الموظفين الأجانب.
وبحسب الصحيفة فإن مشروع نيوم يشهد هجرة جماعية لموظفيه الأجانب بسبب سوء سلوك مدراء المشروع وعلى رأسهم الرئيس التنفيذي نظمي النصر.
وذكرت الصحيفة أن النصر هدد الموظفين بالقتل، بالإضافة إلى ممارساته التمييز بحقهم وفرض المطالب غير الواقعية.
وأوضحت أنه في صيف عام 2020، ألغت شركتان لألعاب الفيديو صفقات رعاية مع مدينة “نيوم” بعد شكاوى المعجبين بشأن سجل حقوق الإنسان في البلاد.
ووقتها دعا الرئيس التنفيذي لمشروع نيوم نظمي النصر، إلى اجتماع طارئ في عطلة نهاية الأسبوع، وسأل فريق الاتصالات الخاص به عن سبب عدم تحذيره من حدوث ذلك.
وقال النصر وفقًا لأشخاص على دراية مباشرة بالاجتماع: “إذا لم تخبرني من المسؤول، فسوف آخذ مسدسًا من تحت مكتبي وأطلق النار عليك”.
ومنذ ذلك الحين وبعد الاجتماع غادر معظم الموظفين نيوم، كجزء من هجرة جماعية للموظفين الأجانب، وفقًا للموظفين الحاليين والسابقين.
ولفتت “وول ستريت جورنال” إلى أن “نيوم” هو المشروع الأكثر طموحًا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وهو عبارة عن مجموعة من المجتمعات المستقبلية التي تحركها التكنولوجيا، حيث يأمل الأمير البالغ من العمر 36 عامًا، أن تتميز هذه المنطقة يومًا ما بالسيارات الطائرة والديناصورات الروبوتية و قمر اصطناعي عملاق.
الصحيفة الأمريكية ذكرت في تقريرها أيضا أن مشاريع أخرى في السعودية تشهد هجرة جماعية للموظفين الأجانب.
ومن ضمن تلك المشاريع المشار إليها “الحي المالي” في العاصمة السعودية الرياض، ومشروع لبناء 50 مركز ترفيهي.
وأرجع التقرير ذلك بسبب “ثقافة العمل السائدة، ما يتسبب في تباطؤ هذه المشاريع.”
ومشروع نيوم هو جزء من خطة ابن سلمان لجعل المملكة الصحراوية أقل اعتمادًا على النفط، بمساعدة أفضل وأبرز المهندسين والمعماريين والمديرين التنفيذيين والمخططين الحضريين في العالم.
وتم جذب عدة شركات للعمل في مبادرات بمليارات الدولارات تم إطلاقها في السنوات الأخيرة في عهد الأمير محمد لإنشاء مدن وصناعات جديدة.
لكن الكثير من الموظفين الأجانب يفرون الآن، بعد أن رفضتهم ثقافة الإدارة التي يقول التنفيذيون السابقون إنها تقلل من شأن المغتربين، وتطالب بمطالب غير واقعية وتغض الطرف عن التمييز.
ولفتت الصحيفة إلى أنه مؤخرا تم دمج مشروعين عملاقين، وفقدت ثلاث مشاريع أخرى الرؤساء التنفيذيين الأجانب وسلموا جميعًا الإدارة العليا.
كما غادر كلا المديرين التنفيذيين الأمريكيين لمنطقة مالية قيد الإنشاء بقيمة 10 مليارات دولار في العاصمة الرياض، وشركة تطوير تضم 50 مركزًا ترفيهيًا.
واستقال “أندرو ويرث” الرئيس التنفيذي السابق لمنتجع “Palisades Tahoe” للتزلج، في صيف عام 2020 من منصبه بالمنتجع الجبلي المخطط له في نيوم.
وقال “ويرث” في خطاب استقالة اطلعت عليه “وول ستريت جورنال”، إن قيادة المدير التنفيذي للمشروع نظمي النصر، كانت “شاملة باستمرار الاستخفاف والتصرفات غير الملائمة والمهينة.”
ونظمي النصر ملتزم برؤية ولي العهد، ويعمل على تسليم المشروع بقيمة 500 مليار دولار بأي ثمن، كما يقول الأشخاص الذين عملوا معه.
وسبق أن صرح في مؤتمر بنوفمبر حول بناء نيوم قبل عام 2030، وهو التاريخ الذي تم تحديده باعتباره تتويجًا للتحول الاقتصادي لمحمد بن سلمان: “نحن في سباق مع الوقت، إنها مهمة شاقة للغاية على كل شخص.”
ويقول الموظفون الحاليون والسابقون إن تغيير الموظفين باستمرار، أدى إلى تباطؤ المشروع. وبدأت نيوم الآن فقط في وضع حجر الأساس بعد أكثر من 5 سنوات من التخطيط والعديد من الخطط الرئيسية.
وأثار نظمي النصر إعجاب محمد بن سلمان بعمله السابق في شركة النفط العملاقة “أرامكو“، وتطوير مجمع جامعي على البحر الأحمر ، وفقًا لموظفين حاليين وسابقين في نيوم.
وتقول “وول ستريت جورنال” إنه جنبا إلى جنب مع نيوم ومنتجعين يجري بناؤها على البحر الأحمر، تخطط المملكة للاستجمام والترفيه في وسط العاصمة.
كما تخطط لهدم وإعادة بناء جدة، ثاني أكبر مدينة في البلاد. حيث أنشأ صندوق الاستثمارات العامة شركة تطوير عقاري سكنية.
وقال المتحدث باسم صندوق الاستثمارات العامة إن جهود الصندوق في السنوات الأربع الماضية خلقت نصف مليون فرصة عمل في السعودية.
وتتطلب كل هذه المشاريع ـ بحسب وول ستريت ـ تدفق الأجانب لأنها تشمل صناعات مثل السياحة والترفيه والتكنولوجيا التي كانت غير موجودة إلى حد كبير في مجتمع تم بناؤه سابقًا وفقا للتعاليم الإسلامية المحافظة.