حقائق تثبت الفشل الذريع لسياسات محمد بن سلمان في 2021
تثبت الحقائق الفشل الذريع لسياسات ولي العهد محمد بن سلمان في عام 2021 المنصرم في ظل نكسات وإخفاقات شاملة في مختلف الأصعدة والمجالات.
وأدت سياسات ولي العهد إلى التأثير سلبا على المملكة داخليًا وخارجيًا، بما يعكس تخبط بن سلمان وسياساته الفاشلة من جهة، ومحاولته تغييب الشعب وتغريبه ليسهل التحكم فيه من جهة أخرى.
فعلى الصعيد السياسي، لم يحقق بن سلمان نجاحات تُذكر، بل استمر النزيف الدبلوماسي للمملكة.
فداخليًا: كان الحدث الأبرز “غياب” أو “تغييب” الملك سلمان في نيوم من قبل نجله ولي العهد، وبرزت الفضيحة المدوية له في محاولة قتل الملك عبد الله، والتي كشفها المسئول الاستخباري السابق سعد الجبري في لقائه.
وعلى الصعيد الاقتصادي، لم يتحسن وضع المواطن السعودي أو تُخفّض ضريبة القيمة المضافة، بل أضيفت إليها ضرائب أخرى وزاد الغلاء وارتفع مؤشر التضخم في معظم الأشهر.
ويأتي ذلك مع استمرار العجز في الميزانية العامة للمملكة والذي بلغ 85 مليار ريال على الرغم من ارتفاع أسعار النفط.
وفي السجل الحقوقي، أدرجت منظمة مراسلون بلا حدود الدولية السعودية ضمن أسوأ 10 دول في العالم في ظل اعتقالها واستهدافها الصحفيين وقمع الحريات العامة.
وشهد شهر أيار/مايو من العام المنصرم حملة اعتقالات جديدة لمجموعة من النشطاء والناشطات بتهمة التعبير عن الرأي فضلا عن اعتقالات وعمليات إخفاء قسري متقطعة.
وكانت الفضيحة الأكبر بالكشف عن فضائح التجسس ضد الناشطين والمعارضين باستخدام سلطات بن سلمان برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي.
وشهد الصعيد الاجتماعي والديني مزيدًا من حملات التغريب، فشهد موسم الرياض مشاهد مخزية وتحرشات عديدة وإقامة الحفلات الغنائية الماجنة، وتم السماح بعرض أفلام عن المثلية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، والسماح بلبس البكيني والتعري والاختلاط والسماح بالمبيت ليلًا بدون صلة زواج.
في المقابل، استمر التضييق على المظاهر والشعائر الإسلامية في المملكة، فتم فصل مئات الخطباء، وإغلاق مراكز تحفيظ القرآن، وإغلاق مكبرات المساجد.
وعمدت السلطات السعودية إلى قصر موسم الحج على المقيمين بأعداد قليلة، وحشد المؤسسات الرسمية لشيطنة التيارات الإسلامية، مقابل إطلاق العنان للأقلام المسمومة للطعن في ثوابت الدين.
ومن نكسات بن سلمان كانت في الخطوات التطبيعية، كتغيير المناهج الدراسية، وحذف المحتوى الذي يهاجم “إسرائيل”، مرورًا باستقباله 20 من قادة اليـهود الأمريكيين، وظهور (حاخام السعودية) ثم مفاوضات الحصول على نظام David’s Sling “الإسرائيلي” العسكري، فضلًا عن التعامل مع شركة NSO للتجسس.
خليجيًا استهل بن سلمان عام 2021 بالمصالحة مع قطر، والذي رغم ايجابية ذلك في وأد الخلاف مع الأشقاء، إلا أنه عكس ضعف ولي العهد الواضح، بعد عجزه عن دفع قطر لتنفيذ أي من الشروط الـ 13 التي وضعها سابقًا لإتمام الصلح.
والحدث الأبرز كان اشتداد الخلافات بين محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وارتفاع شدة التوتر بينهما، والذي أصبح حديث الصحف العالمية.
وصاحب ذلك خطوات متعاكسة بين السعودية والإمارات في مجالات النفط والتجارة والطاقة والعلاقات الخارجية، فضلًا عن تصاعد حدة التراشقات الإعلامية بينهما.
وعلى الرغم من الجولة الخليجية الأخيرة لبن سلمان، واستضافة القمة الخليجية للرياض، إلا أن ولي العهد لم يستطع إعادة دفئ العلاقات مع جيرانه، والتي أخذت طابعًا رسميًا بروتوكوليًا، ولم يستغرق انعقاد القمة سوى ساعات قليلة.
وإقليميًا استمرت عزلة المملكة وتقاطعاتها مع جيرانها، فاستمر الفتور مع تركيا، ولم تأت مفاوضات إيران بجديد، وخسرت المملكة بقايا نفوذها وتأثيرها في لبنان.
وكان النجاح الدبلوماسي الوحيد لبن سلمان في إعادة قنوات التواصل مع النظام السوري باستقبال وزير السياحة السوري في أيار/مايو الماضي.
ودوليًا تصاعدت حدة عزلة بن سلمان، فما عدا استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي موّل جيبه بصفقات عديدة، غاب ولي العهد عن قمة المناخ وقمة العشرين وذلك بعد رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن التواصل معه شخصيًا أو مصافحته.
وعلى الصعيد العسكري، زادت هجمات جماعة الحوثي في اليمن على المملكة وتعاظم خطرها، ورغم إطلاق بن سلمان مبادرة وقف الحرب وعرضه المليارات على الحوثي، لكنه لم يفلح.
وشهد 2021 سحب منظومة الباتريوت الأمريكية واستجداء تركي الفيصل الحماية من أمريكا، والاستعانة باليونان للتزود بالباتريوت، ثم طلب شرائها من قطر!
وكمحصلة، لم يحمل عام 2021 إلا مزيدًا من الإخفاقات لبن سلمان على مختلف الأصعدة، مع تزايد القمع وكبت الحريات الممارسة ضد الشعب، ليؤكد حصاد العام المنصرم في المملكة أن ولي العهد لا يصلح أن يكون حاكمًا لدولة بحجم المملكة لها عمقها التاريخي ومكانتها الرمزية وتأثيرها الإقليمي.