صحيفة بريطانية: مبادرة “السعودية الخضراء” خطوة بن سلمان لتبيض جرائمه
اعتبرت صحيفة بريطانية إعلان ولي العهد محمد بن سلمان، مبادرتي “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر” خطوة لتبيض جرائمه عالميا.
وقالت صحيفة الاندبندنت البريطانية إن إعلان بن سلمان مبادرتيه “السعودية الخضراء” و”الشرف الأوسط الأخضر” صحيح أنه من الأخبار السارة لمعركة المناخ العالمية، إلا أنه يبدو أيضاً جزءاً من حملته المستمرة لتلميع صورته.
وكذلك تلميع سمعة المملكة وسط انتهاكات حقوق الإنسان المقلقة التي ما انفك المجتمع الدولي عن ادانتها.
وتقول المملكة إنها تتطلع إلى تقليل انبعاثاتها عن طريق زراعة 10 مليارات شجرة وتوليد 50% من الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030
وإنها أيضاً ستتعاون مع جيرانها في المنطقة لزراعة 40 مليار شجرة جديدة.
وبحسب ابن سلمان فإن حصة إنتاج الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط لا تتجاوز حالياً 7%، إلا أن السعودية ستتعاون مع جاراتها لتقليل الانبعاثات الناتجة عن إنتاج الهيدروكربونات في المنطقة بأكثر من 60%.
وحتى الآن، كانت المؤشرات بعيدة كل البعد عن الإيجابية. إذ يقول متعقب نشاط المناخ، وهو عبارة عن تحليل علمي مستقل صممته ثلاث منظمات بحثية
لتتبع النشاط المناخي، إن السعودية متوانية في تقليل اعتمادها على النفط وإن التزاماتها فيما يخص المناخ مبهمة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020، اعتُبر نشاطها المناخي “غير كافٍ” إلى جانب بعض الدول المذنبة الأخرى: الولايات المتحدة وروسيا والأرجنتين وتركيا وأوكرانيا وفيتنام.
وتوسُّع النشاط السعودي فيما يخص المناخ لن يكون قريباً، لا في الجهود العالمية ولا لسكان البلاد البالغ عددهم 34 مليون نسمة،
الذين يقل عمر ثلثيهم عن الخامسة والثلاثين وسيتحملون وطأة هذه الآثار المتفاقمة.
وأشارت صحيفة الإندبندنت إلى أن المملكة تواجه مخاطر جسيمة من درجات الحرارة المرتفعة.
ففي مدينة الأحساء، موطن إحدى أكبر الواحات في العالم، وصلت درجة الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية في يوليو/تموز الماضي.
وينتشر التصحر -زيادة جفاف الأراضي واستنزاف الإنتاجية البيولوجية- في أنحاء شبه الجزيرة العربية.
ونوهت إلى أن نوعية الهواء في السعودية تعتبر غير آمنة وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية، وهذا يرجع إلى انبعاثات المركبات والصناعة والعواصف الترابية الطبيعية كذلك.
وعلقت الصحيفة البريطانية على مبادرة بن سلمان: لا يبدو واضحاً في الوقت الحالي كيف سيجري تنفيذ هذا المشروع الضخم في دولة ذات موارد مياه متجددة محدودة.
واستدلت بتجربة الصين، التي تنفذ مشروعاً مشابهاً وزرعت 66 مليار شجرة منذ عام 1978، شهدت موت العديد منها بسبب قصور التخطيط.
ولا يزال مشروع “السور الأخضر العظيم” الذي تبلغ تكلفته عدة مليارات من الدولارات، والذي يفترض أن يمتد لمسافة 5000 ميل (حوالي 8 ملايين متر) في إفريقيا، في مراحله الأولى.
ثم هناك مشروع “نيوم”، الذي هو عبارة عن مدينة مستقبلية في الصحراء تعمل بالطاقة الشمسية، بتكلفة يتوقع أن تبلغ نصف تريليون دولار.