آل سعود وسجل مخزي في تقييد الحريات على تويتر
لدى نظام آل سعود سجلا مخزيا في تقييد متعمد للحريات على منصة تويتر ومحاولة توجيه كصمام تنفيس ضغط مفيداً وغير ضار نسبياً للمجتمع.
إذ أن ما فعله النظام تضمن الاستثمار في مجموعة من الأساليب، للسيطرة على ما يراه السعوديون عند استخدامهم للمنصة.
وتتراوح هذه الأساليب ما بين تكتيكات صعبة؛ مثل اعتقال شخصيات بارزة على تويتر تنتقد الحكومة أو تقديمها للمحاكمة، وجهود بسيطة مثل الترويج للتغريدات الإيجابية والعمل على تهميش الآراء المعارضة.
وفي هذا الصدد، قال أليكسي أبراهامز، زميل باحث بمختبر Citizen Lab في جامعة تورونتو الكندية: “لا يمكنهم حقاً حجب هذه المواقع من جانب الخادم؛ لذا يتعين عليهم الدخول إلى هذه المساحة… وإذا ضخّوا ما يكفي من الموارد، فربما تصبح وسائل التواصل الاجتماعي أكثر فائدة للنظام منها للمعارضة. لست متأكداً من أننا وصلنا لهذه المرحلة بعد، لكنها ليست بعيدة”.
وأوضح أبراهامز أن نظام آل سعود سعى لتشكيل بيئة الإنترنت وفق رغبتها، نظمت جيوشاً من حسابات تويتر للترويج للمحتوى المؤيد للحكومة ومهاجمة الأصوات المعارضة.
يتم ذلك عبر الذباب الإلكتروني، فوفقاً لتحقيق نشرته صحيفة The New York Times الأمريكية العام الماضي، قد تكون هذه حسابات آلية، تُعرَف باسم بوتات (روبوتات) الإنترنت، أو حسابات يديرها أشخاص يعملون لحساب الحكومة السعودية ويستخدمون تويتر استخداماً ممنهجاً.
وبالعمل معاً، بإمكان هؤلاء الموظفين الترويج لحسابات أو هاشتاغات تشيد بقيادة المملكة لإضعاف الانتقادات؛ وهو ما سيؤدي في النهاية إلى تغيير المحتوى الذي يتعرض له المواطن السعودي على الإنترنت. وقال أبراهامز: “ويمكنك حينها أن تجعل الرأي العام يبدو كأنه يميل لصالح النظام”.
ويستخدم المعارضون السعوديون، الذين يقيم كثيرٌ منهم في الخارج، منصة تويتر لتوصيل آرائهم إلى مواطني دولتهم داخل المملكة.
وتتألف هذه المعارضة من نشطاء حقوق الإنسان الذين يتتبعون حملات الاعتقال، والمنشقين مثل عمر عبدالعزيز الذي يعيش في كندا وينشر مقاطع فيديو متكررة لنفسه وهو يعلّق على الأحداث الجارية وينتقد السياسات السعودية.
وحاولت حكومة آل سعود إغلاق هذه الحسابات، إذ يقول عمر عبدالعزيز إنَّ السلطات احتجزت أشقاءه في المملكة للضغط عليه لإسكاته، وأرسل كذلك الديوان الملكي مبعوثين إلى كندا، لمحاولة إقناعه بالعودة إلى البلد والعمل لحساب الحكومة، لكنه رفض.
وتتبعت المملكة أيضاً أصحاب حسابات مجهولة، ويبدو أنَّ هذا هو سبب سعيها لتجنيد جواسيس داخل تويتر.
يشار إلى أنَّ المهندس علي الزبارة، أحد موظفَي تويتر السابقَين اللذين وجَّه إليهما الادعاء الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع تهماً بالتجسس، كان لديه حق الوصول إلى المعلومات الشخصية للمستخدمين.
أما المتهم الآخر أحمد أبو عمو، فكان يتمتع بصلاحية الاطلاع على عناوين البريد الإلكتروني للمستخدمين وأرقام هواتفهم، وهي معلومات حساسة يمكن أن تساعد الحكومة على كشف هوية الأشخاص الذين يديرون حسابات مجهولة على المنصة.
وترك الموظفان عملهما في تويتر في 2015، ولم تُكتشَف أية محاولات أخرى من المملكة لاختراق شبكات التواصل الاجتماعي.
وأثار مقتل الصحفي جمال خاشقجي، الكاتب في صحيفة The Washington Post الأمريكية الذي انتقد القيادة السعودية، انتباه المجتمع الدولي نحو الجهود السعودية لإسكات المعارضين.
ويبدو أنَّ المملكة لا تزال تعمل على الفضاء الإلكتروني لترويج آرائها. فيقول الباحث أبراهامز: “ما تزال هناك آلاف البوتات على تويتر”.