مطالب بمحاكمة قتلة مدون سعودي بعد كشف فضيحة التجسس
بعد فضيحة نظام آل سعود ومحمد بن سلمان بقضية التجسس في الولايات المتحدة، عادت قضية الناشط تركي الجاسر التي اعتقلته سلطات آل سعود بسبب نشاطه عبر تويتر إلى الواجهة من جديد.
وكان الكاتب “تركي الجاسر” من بين ضحايا الجواسيس التي كشفتهم وزارة العدل الأمريكية حيث قاموا بالتجسس على حسابه “كشكول” والحصول على معلوماته الشخصية فأعتقل ومات تحت التعذيب.
واستذكر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي الصحفي الجاسر الذي كشفت مصادر في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، مقتله تحت التعذيب في سجون آل سعود.
واستنكر العديد من المغردين، القمع الذي تمارسه سلطات آل سعود، كما وجهوا انتقادات لشركة “تويتر” ومقرها في دبي، الذي تأكد أنه سرّب معلومات لسلطات الرياض حول إدارة “الجاسر” لحساب “كشكول” المعارض على موقع الشركة.
وعاد الحديث عن مقتل “الجاسر”، بعد إلقاء القبض على الموظف في “تويتر”، الأمريكي “أحمد أبو عمو”، الثلاثاء الماضي، ووجهت له اتهامات بالتجسس لصالح المملكة مع “علي الزبارة” (35 عاما)، وهو موظف سابق آخر في “تويتر”، و”أحمد المطيري” (30 عاما) الذي كان يعمل لدى الأسرة الحاكمة في السعودية.
وأكد مغردون أن المتسببين في مقتل “الجاسر” باتوا معروفين، كما نصحوا عائلته بمحاكمتهم.
من جهته، أعلن الناشط المصري “محمود رفعت”، تبرعه لمساعدة عائلة “الجاسر” في “ملاحقة مسؤولي السعودية أمام محاكم أمريكا التي يتواجد بها مقر تويتر”.
وشدد مغردون على محاكمة المتورطين في كشف “تويتر” لشخصية “الجاسر”، وليس فقط نقل مكاتب الشركة من دبي.
ويجدد المغردون بين الحين والآخر، المطالبة بإغلاق مكتب “تويتر” في دبي، بعد توجيه اتهامات عديدة بتوجيه الوسوم والقضايا المتفاعلة على الموقع، وصولا إلى تورطه في مقتل “الجاسر”.
يذكر أن “الزبارة” و”المطيري”، وهما سعوديان، و”أبو عمو”، وهو أمريكي من أصل لبناني، يواجهون حال إدانتهم عقوبة السجن 10 سنوات، وغرامة تقدر بـ250 ألف دولار، في حين يواجه “أبو عمو” عقوبة إضافية مدتها 20 عاما، وغرامة قدرها 250 ألف دولار؛ بتهمة تدمير سجلات أو تزويرها.
أفادت تقارير أمريكية بتجسس نظام آل سعود على آلاف الحسابات على موقع تويتر بما يشكل فضيحة دولية يجري تداولها في محكمة سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن فضيحة التجسس ترتبط بشخصيات قريبة من ولي عهد المملكة محمد بن سلمان منها بدر العساكر.
وذكرت الصحيفة أن وزارة العدل الأميركية اتهمت اثنين من الموظفين السابقين في شركة تويتر، بالتجسس لصالح السعودية على حسابات منتقدين لسياساتها.
وأوضحت الصحيفة أن توجيه التهم جاء بعد يوم من اعتقال المواطن الأميركي أحمد أبو عمو، الموظف السابق في تويتر، وهو المتهم الأول. أما المتهم الثاني فهو مواطن سعودي يدعى علي الزبارة، وقد اتُّهم بالوصول إلى المعلومات الشخصية لأكثر من ستة آلاف حساب على تويتر عام 2015.
وقالت وزارة العدل إن المتّهمين عملا معا لصالح الحكومة السعودية والعائلة المالكة من أجل كشف هويات أصحاب حسابات معارضة على تويتر.
ومن بين الحسابات التي تم استهدافها حساب المعارض السعودي عمر عبد العزيز الذي كان مقربا من الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي.
وقال ممثلو الادعاء إن مواطنا سعوديا ثانيا يدعى أحمد المطيري كان وسيطا بين المسؤولين السعوديين وموظفي تويتر.
وقال النائب العام الأميركي ديفد أندرسون إن “الشكوى الجنائية التي كشف عنها اليوم تتّهم سعوديين بالعبث بالأنظمة الداخلية لتويتر من أجل الحصول على معلومات شخصية عن معارضين سعوديين والآلاف من مستخدمي المنصة”.
وأضاف في بيان أن “قوانين الولايات المتحدة تحمي الشركات الأميركية من اختراق خارجي غير شرعي كهذا.. لن نسمح باستخدام الشركات الأميركية أو التكنولوجيا الأميركية أداة للقمع الخارجي وانتهاك قوانين الولايات المتحدة”.
وذكرت الصحيفة أن الأشخاص الثلاثة متهمون بالعمل مع مسؤول سعودي يقود منظمة “مسك” الخيرية التابعة لمحمد بن سلمان، وأن كلا من علي الزبارة وأحمد المطيري يُعتقد أنهما موجودان الآن في المملكة.