بن سلمان ينفق ملايين جديدة على شركات علاقات عامة أمريكية لتحسين صورته
كشفت مصادر ل”ويكليكس السعودية” عن إطلاق ولي العهد محمد بن سلمان حملة عبر شركات علاقات عامة أمريكية في محاولة لتحسين صورته وصرف الانتباه عن انتهاكاته وسلسلة فضائحه.
وقالت المصادر إن بن سلمان أمر بتحويل ملايين من الدولارات خلال الأسبوع الأخير إلى شركات وجماعات ضغط لترميم صورته في الولايات المتحدة والتخفيف من حده سجله الأسود في حقوق الإنسان.
وكشفت وثائق رسمية لوزارة العدل الأمريكية عن جهود بن سلمان لتحسين صورته مع قرب تولي إدارة أمريكية جديدة بقيادة جو بايدن مقاليد السلطة، بينها توظيف جماعات ضغط قريبة من الجمهوريين.
واحدة من جماعات الضغط التي تعاقد معها بن سلمان، هي شركة العلاقات العامة “إل إس تو جروب” التي أبرمت معها عقدا في عام 2019 دفعت بموجبه 1.5 مليون دولار لمدة عام واحد، وفقا لما أوردته شبكة CNBC.
وكشفت الوثائق عن استعانة السعودية بخدمات جماعة أخرى تسمى “أرينا استراتيجي غروب”، إذ تشير سجلات العقد الموقع يوم الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري إلى أنها ستقوم بـ “إبلاغ الجمهور والمسؤولين الحكوميين ووسائل الإعلام بأهمية تعزيز وتعزيز العلاقات القوية بين الولايات المتحدة والسعودية”.
وتبلغ قيمة العقد 5 آلاف دولار شهريا. وبالنظر إلى تاريخ التوقيع، فإنه يأتي بعد أسابيع قليلة من إعلان “بايدن” رئيسا منتخبا.
ويتولى جهود الشؤون الحكومية في هذه الشركة “مارك غرول”، وهو استراتيجي جمهوري، وكان مديرا لحملة إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي الأسبق “جورج دبليو بوش” عام 2004 في ولاية ويسكونسن.
واستعانت السعودية أيضا بخدمات شركة “أوف هيل ستراتيجيس” للفترة من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 18 يناير/كانون الثاني المقبل، أي قبل يومين من انتهاء الفترة الانتقالية وتنصيب رئيس جديد للولايات المتحدة.
وستدفع السعودية للشركة أتعابا شهرية بقيمة 25 ألف دولار، بحسب الوثائق التي أوردت عقدا ينص على قيام جماعة الضغط بـ”دعم جهود تواصل السفارة في الكونجرس وتعزيز العلاقات الثنائية بين السعودية والولايات المتحدة”.
وأسس الشركة “تريب بيرد”، الذي كان في السابق مديرا للعلاقات الحكومية في منظمة “هيريتيدج أكسن فور أميركا” المحافظة.
وبدأ تنفيذ العقد المبرم بينما كان “بايدن” متقدما على “ترامب” في جميع الاستطلاعات الوطنية تقريبا.
وتشير أرقام “مركز السياسة المستجيبة” وهو منظمة مستقلة تعمل في واشنطن، إلى أن السعودية أنفقت عام 2018 أكثر من 30 مليون دولار على جماعات الضغط، وفي 2020، أنفقت حتى الآن حوالي 5 ملايين دولار.
وشهدت علاقة الرياض بالبيت الأبيض تقاربا كبيرا خلال ولاية “دونالد ترامب”، الذي أقام علاقة شخصية مع حكامها وشن حملة “ضغوط قصوى” ضد خصمها إيران ولم يضغط عليها فيما يتعلق بمجال الحقوق.
وتشعر المملكة بالقلق من احتمال أن تتراجع إدارة “بايدن” عن العقوبات ضد إيران وتعود للاتفاق النووي معها الذي انسحب منه “ترامب”، وتحد من مبيعات الأسلحة، وتحاسبها على مسائل متعلقة بحقوق الإنسان، ولذا قامت بتوظيف بعض جماعات الضغط ذات الصلات بقادة الكونجرس الجمهوريين.
يشار إلى أن الجمهوريين حققوا مكاسب في انتخابات مجلس النواب الأخيرة، ويمكنهم أن يعززوا تقدمهم في مجلس الشيوخ، إذا فازوا بأحد مقعدي جولة الإعادة في ولاية جورجيا المقررة أوائل الشهر المقبل، ما قد يمثل فرصة حماية جزئية من سياسات إدارة “بايدن” المحتملة، من وجهة النظر السعودية.
وأثار تأخير سلطات آل سعود التهنئة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الكثير من التساؤلات بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
جاء ذلك، بالتزامن مع إعلان إصدار الديوان الملكي السعودي لبيانات تهنئة لكل من الرئيس التنزاني وملك كمبوديا، خلال الساعات القليلة الماضية.
وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”، قد نشرت تغريدتين على حسابها الرسمي، بعد الإعلان عن فوز “بايدن” قالت في الأولى: “خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد يهنئان رئيس تنزانيا المتحدة بمناسبة إعادة انتخابه”.
وفي تغريدة ثانية منفصلة نشرت الوكالة السعودية قائلة: “خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد يهنئان ملك مملكة كمبوديا بذكرى استقلال بلاده”.