إيران تطالب السعودية بدفع دية ضحايا حادثة منى
بعد مرور يومين على وضعها شرطين رئيسيين لإرسال مواطنيها لأداء مناسك العمرة دون استجابة معلنة من المملكة، لوح برلماني إيراني، باحتمال لجوء بلادهم للقضاء؛ لإجبار سلطات آل سعود على دفع دية لضحايا حادث تدافع الحجاج في منى الذي أسفر عن مقتل مئات الحجاج قبل 5 أعوام.
جاء ذلك في تصريحات صحيفة أدلى بها نائب البرلمان الإيراني “جواد حسيني” لوسائل إعلام محلية، ونقلتها وكالة أنباء “فارس”.
ورجح “حسيني” رفع بلاده شكوى ضد السعودية حال استمرار الأخيرة في ممانعتها دفع الدية لضحايا حادث تدافع الحجاج في منى، وذلك تلبية لمطالب أسر القتلى والمصابين في الواقعة.
وتقول طهران إن أكثر من 465 إيرانيا قتل جراء التدافع في مشعر منى يوم 24 سبتمبر/أيلول 2015 خلال أداء شعائر الحج في حادثة تعتبر من أكبر الكوارث التي شهدتها السعودية خلال 3 عقود ماضية.
وبحسب سلطات آل سعود بلغ العدد العام لضحايا الحادثة إلى 769 قتيلا لكن إحصاءات إعلامية تحدثت عن مصرع أكثر من 2200 شخص.
وأوضح “حسيني” أن تكتل الحج والزيارة البرلماني السابق عقد اجتماعات مع رئيس منظمة الحج والزيارة السابق، “قاضي عسكر”، حول هذا الموضوع.
وتابع: وفق توجيهات قائد الثورة، “علي خامنئي”، “لا ينبغي التباطؤ في متابعة استيفاء حقوق شهداء حادثة منى حيث يجب وضع هذا الموضوع على محمل الجد”.
ومضى قائلا: “استمرت المتابعات بهذا الموضوع حتى نهاية الدورة البرلمانية السابقة وبالنظر لعدم تشكيل تكتل الحج والزيارة البرلماني في المجلس بدورته الجديدة فإنه بمجرد تشكيلها ستدرج على جدول أعمالها متابعات أسر شهداء حادثة منى”.
وفي 2016 أعلنت إيران مقاطعتها للحج، واتهمت الحكومة السعودية بالفشل في الحفاظ على أرواح الحجاج الإيرانيين، لكنها عادت واستأنفت إرسال حجاجها عام 2017 مع استمرار الخلافات بين الطرفين بسبب مسألة الدية.
وقبل يومين، قال رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية، علي رضا “رشيديان”، إن “المنظمة لن ترسل الإيرانيين الذين يريدون أداء مناسك العمرة في حال لم يتم فتح قنصلية إيرانية أو مكتب لرعاية المصالح في السعودية”.
وأوضح “رشيديان” أنه “في مجال السفر خاصة الحج والعمرة، نحن خاضعون للسياسة الكلية وإخطار القيادة الوطنية الخاصة بمكافحة فيروس كورونا، وبالطبع، تم اتخاذ إجراءات دبلوماسية في هذا الصدد”.
وأشار إلى شروط إيران لاستئناف إرسال مواطنيها للعمرة بعد توقف دام بضع سنوات، قائلا: “لقد نظرنا في شرطين رئيسيين، أولا، يجب أن تقام مراسم العمرة والحج مع الحفاظ على شرف وكرامة وصحة وأمن الحجاج الإيرانيين، والحكومة السعودية مستعدة لتقديم ضمان كتابي في هذا الصدد”.
وتابع المسؤول الإيراني: “إن تواجد المعتمرين الإيرانيين في السعودية غير ممكن دون دعم وحضور وفد قنصلي، وأن إيران تتابع مع الحكومة السويسرية، إنشاء القنصلية الإيرانية أو مكتب المصالح الإيرانية في المملكة العربية السعودية”.
وفي 23 سبتمبر/أيلول، أعلن “رشيديان”، أن المنظمة تتابع أيضا، بالتعاون مع وزارة الخارجية، دفع دية ضحايا حادث سقوط رافعة في المسجد الحرام عام 2015.
وقال: “بعد متابعاتنا المكثفة، توصل الجانب السعودي إلى نتيجة بشأن دفع دية الضحايا والمصابين في الحادث”.
وأضاف: “تم في العام الماضي إرسال الشيكات المتعلقة بأسر الشهداء والمعاقين جراء الحادث عبر مكتب تمثيل بلادنا لدى الأمم المتحدة، ولكن للأسف تعذر متابعة هذا الموضوع بسبب الحظر والمشاكل المتعلقة بعدم وجود تمثيل سياسي بيننا وبين السعودية”.