وثقت صحيفة بريطانية سلسلة انتهاكات جسدية وجنسية بحق 309 معتقلي الرأي في سجون سلطات آل سعود.
وقالت صحيفة “إندبندنت” البريطانية إن الناشطات المعتقلات في سجون آل سعود تعرضن للاعتداءات الجنسية والتعذيب والإعدام في السجون السعودية.
وأفادت معدة التقرير “مايا أوبنهايم”، بأنها أطلعت على دراسة تكشف عن انتهاكات واسعة مورست ووصفتها ناشطة بأنها “أسوأ انتهاكات يمكن تخيلها وحدثت هنا”.
وكشفت الدراسة عن معاناة 309 سجناء سياسيين من انتهاكات حقوق الإنسان منذ تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد عام 2017.
وقامت منظمة “غرانت ليبرتي” بإعداد الدراسة التي جاء فيها أن أشخاصا يواجهون حكم الإعدام لجرائم حدثت عندما كانت أعمارهم لا تتجاوز التاسعة.
وقال الباحثون إن 20 سجينا اعتقلوا لجرائم سياسية ارتكبوها عندما كانوا أطفالا منهم خمسة أعدموا و13 يواجهون حكم الإعدام.
وتكشف الدراسة التي جاءت عشية انعقاد قمة العشرين في الرياض، أن من بين المعتقلين 27 ناشطة، تعرضت 6 منهن لاعتداءات جنسية.
وقالت شقيقة الناشطة لجين الهذلول التي مضى على إضرابها عن الطعام 23 يوما إنها عذبت وتعرضت للانتهاك الجنسي في السجن.
وقالت لينا الهذلول: “شقيقتي حاصلة على جوائز في مجال حقوق الإنسان ورشحت لجائزة نوبل ويحتفى بها حول العالم.. باستثناء وطنها حيث تقبع في سجن أمني حيث للتعذيب والإهانة والانتهاك الجنسي”.
وأضافت “طالما ظلت النساء داخل السعودية فلا يستطعن الحديث. ومن واجب المجتمع الدولي رفع صوته نيابة عنهن”.
ومنذ 26 أكتوبر/تشرين الأول، دخلت لجين في إضراب عن الطعام احتجاجا على رفض السلطات السماح لها بالاتصال بشكل منتظم مع أقاربها.
وقالت منظمات حقوق الإنسان إن لجين أجبرت على تحمل ومواجهة الانتهاكات والصدمات الكهربائية والتحرش الجنسي وهي في السجن.
واعتقلت لجين مع عشرة ناشطات طالبن بحقوق المرأة السعودية ومنها حق قيادة السيارة في مايو/أيار 2018 وقبل أسابيع من رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة.
وتنتظر محاكمة بتهم التواصل مع كيانات أجنبية معادية للحكومة السعودية، وتجنيد موظفين حكوميين لجمع معلومات سرية، وتقديم الدعم المالي لهيئات معادية للمملكة في الخارج. ونفى المسؤولون السعودية تهم التعذيب، وقالوا إنهم يحققون في مزاعم سوء المعاملة.
ونقلت الصحيفة عن عبدالله الغامدي، الناشط السعودي الذي يعيش في المنفى قوله: “في 2012 حصلت على اللجوء السياسي في بريطانيا، ومنذ ذلك الوقت وأنا أدعو لوضع حد للسياسات الديكتاتورية والشمولية في السعودية”.
وتابع “كنت محظوظا لأني خرجت، ولكن وضع عائلتي هو قصة أخرى. فقد اعتقلت والدتي عايدة الغامدي واثنان من أشقائي. ولم يقدم أي تفسير لاعتقالهم، ولا مجال لإنكار الحقيقة، فقد اعتقلوا بسبب نشاطي وليس لأنهم ارتكبوا جريمة. وتبلغ أمي من العمر 64 عاما وتعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم”.
وأضاف “عندما اعتقلت مع شقيقي عُذبا أمام بعضهما البعض. وتعرضا للتعذيب وأطفئت أعقاب السجائر في جسديهما، وأُجبر شقيقي على تسجيل فيديو يتبرأ مني يمكن لقنوات التواصل الاجتماعي السعودية.. وقيل لي إن أي تواصل مع عائلتي سيعرض أفرادها للخطر”.
وتشير الدراسة إلى استخدام واسع للحجز الانفرادي ولمدة طويلة. حيث منعت سلطات الأمن المعتقلين من الاتصال مع المحامين.
وقال عبدالله العودة، نجل الناشط السعودي البارز الداعي للإصلاح الشيخ سلمان العودة، “يواجه والدي حكم الإعدام، وجريمته هي نشر تغريدة غير مؤذية لـ14 مليون من متابعيه تمنى فيها نهاية المواجهة الدبلوماسية مع قطر. ويريدون قتل والدي، ولو فعلوا فستكون جريمة قتل بموافقة الدولة”.
وقالت “لوسي راي”، المتحدثة باسم “غرانت ليبرتي”، يفصّل التقرير الانتهاكات على قاعدة واسعة والقتل والتعذيب والاعتداءات الجنسية وأسوأ انتهاكات حقوق الإنسان يمكن تخيلها.
وأضافت على بقية العالم أن يصحو، ويجب عدم الترحيب بالسعودية بين مجتمع الدول المحترمة في وقت تعذب وتنتهك وتقتل أبناء شعبها.
ويأتي التقرير وسط دعوات منظمات حقوقية للمشاركين في القمة الافتراضية التي تستضيفها السعودية اليوم السبت “لتوبيخ السعودية على نفاقها المخجل بشأن حقوق المرأة”، خاصة أن تقوية المرأة هي من أجندة القمة.
ودعت منظمة “أمنستي” القادة للمطالبة بالإفراج عن لجين الهذلول وسمر بدوي ونوف عبد العزيز ومايا الزهراني اللاتي اعتقلن في 2018 لعملهن في مجال حقوق الإنسان “حالا وبدون شروط”.
وقال آدم كوغل الباحث في منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إن رئاسة مجموعة العشرين أعطت حكومة “بن سلمان علامة احترام لا تستحقها على المسرح الدولي”.
وأضاف “في وقت فرضت فيه أقسى وأوسع فترة من الاضطهاد للحقوق المدنية والسياسية في تاريخ السعودية”.
وتستضيف السعودية، عبر الاتصال المرئي السبت والأحد، قمة مجموعة العشرين، وسط دعوات من منظمات حقوقية دولية وأعضاء بالكونجرس الأمريكي إلى مقاطعتها؛ احتجاجا على انتهاكات المملكة لحقوق الإنسان، وحربها في اليمن.