خص أفيحاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام العربية، الناشط المثير للجدل محمد سعود، بتغريدة وصفها فيه بـ”الصديق العزيز”.
ونشر أدرعي مقطع فيديو معلنا أنه يحتوي مشاهد لـ”إشعال الشموع في الشمعدان اليهودي في الرياض عند الصديق العزيز محمد سعود”، بمناسبة عيد الأنوار اليهودي، أو “حانوكا”.
ولا تعتبر الغالبية العظمى من المؤرخين المستقلين “الحانوكا” أو عيد النوار احتفالاً دينياً يهوديا، أنما طقس استعماري إسرائيلي، وفي الواقع، هو احتفال لإحياء لذكرى تدشين وبناء الهيكل الثاني المزعوم في مدينة القدس المحتلة، وحانوكا تعني بالعبرية “تدشين”.
إشعال الشموع في الشمعدان اليهودي في #الرياض عند الصديق العزيز محمد سعود. كل عام والجميع بخير https://t.co/2KZZY9aRy7
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) December 30, 2019
وتحول سعود إلى ذراع للتطبيع وفرضه تدريجيا على المجتمع السعودي، وقد زار إسرائيل في تموز/يوليو الماضي، وأثار حينها ضجة كبيرة.
كما نشر سعود على صفحته في “تويتر” مؤخرا مقطعا مصورا لمحادثة جرت بينه ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبيل الانتخابات الداخلية الأخيرة لزعامة حزب الليكود، عبّر خلالها سعود عن محبته لنتنياهو وتعليقه آمالا كبيرة لفوزه الذي رأى أنه “سيجلب السلام للشرق الأوسط”.
وظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هذا المشهد وهو يتحدث إلى محمد سعود عبر هاتف نقال في أجواء احتفائية، أظهرت سعادة الحاضرين وحبورهم بالمكالمة.
ويواصل قطار التطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي ومواطنين سعوديين وسط صمت مخزي من قبل نظام آل سعود.
ونشرت الخارجية الإسرائيلية، مقطعا مصورا قالت إنه لحفل في الولايات المتحدة بمناسبة حلول عيد “الحانوكا” والذي شَهِدَ أداء عددا من اليهود وأصدقائهم المسلمين السعوديين للنشيد الوطني السعودي.
وقال حساب “إسرائيل بالعربية”، في منشور عبر موقع “فيسبوك”، تعليقا على الفيديو: “يهود يغنون مع أصدقائهم المسلمين النشيد الوطني السعودي في حفل مشترك ليهود وعرب في الولايات المتحدة للاحتفال بعيد حانوكا اليهودي”.
ويحتفل اليهود بعيد “الحانوكا” أو ما يعرف بـ”عيد الأنوار” لمدة 8 أيام ابتداء بدءا من مساء 22 ديسمبر/كانون الثاني حتى مساء 30 من نفس الشهر.
ويعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن ثمة أهمية للتطبيع مع الدول العربية لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، كما يتحدث نتنياهو مؤخرا عن تقارب وتوجه نحو التطبيع بين إسرائيل والرياض ودولاً خليجية أخرى، لا سيما في ظل ضرورة مواجهة “عدو مشترك” لهما تمثله إيران.
ووصلت مظاهر التطبيع حد قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لمدون مثير للجدل من المملكة بأنه يتمنى لو كان بإمكانه التصويت في الانتخابات على رئاسة حزب الليكود.
ومن داخل مقر حملته الانتخابية، خاطب نتنياهو، المدون محمد سعود، عبر محادثة فيديو مازحا، “خسارة أنه لا يمكنك التصويت”، وذلك بحسب قناة “كان” الإسرائيلية (رسمية).
وسبق أن أثار سعود أثار جدلاً واسعاً في يوليو/تموز الماضي، بعد زيارته لإسرائيل، ضمن وفد إعلامي من دول عربية، بعضها لا تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية.
وخلال تجوله في باحات المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة وقتها، تعرض سعود لوابل من الشتائم والبصق من قبل فتية فلسطينيين نعتوه بـ “الصهيوني”، فيما منعته مجموعة من المصلين من الدخول إلى المسجد.
وقال الضيوف لرئيس لجنة الشؤون الخارجية: “إن زيارة إسرائيل تشبه جولة في بلد الأحلام. نتمنى أن نتمكن من إحضار مئات الأشخاص من بلداننا إلى إسرائيل حتى يرون ما نراه ويشعرون بما نشعر به هنا”
ووصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية اعتراض الفلسطينيين للمدون السعودي آنذاك بـ”التصرف الوحشي وغير الأخلاقي”.
وفي أكثر من مناسبة، أعرب سعود عن حبه لإسرائيل، وتأييده لنتنياهو. ولم تبد سلطات الرياض أي اعتراض على سلوكيات سعود.
وسبق أن نقل حساب “إسرائيل بالعربية”، التابع للخارجية الإسرائيلية عن المدون السعودي قوله لإذاعة الجيش الإسرائيلي “الشعب الإسرائيلي يشبهنا، وهم مثل عائلتي. أحب هذه الدولة، وكان حلمي دائما أن أزور القدس”.
ورسميا لا توجد علاقات دبلوماسية بين المملكة وإسرائيل، إلا أن السنوات الأخيرة الماضية شهدت تقاربا كبيرا بينهما بدفع من ولي العهد محمد بن سلمان.
ومطلع الشهر الجاري نشرت صفحة إسرائيل بالعربية التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، صورا تظهر زيارة يهودي إلى المملكة مؤكدة على أنه ذلك يأتي “نتيجة كسر حواجز الشك المبنية على مدى عقود”.
وتناقلت وسائل إعلام إسرائيلية من بينها هيئة الإذاعة الرسمية، مقاطع الفيديو لافتة إلى أن الزيارة قام بها يهوديان لم تسمهما، في حين تظهر الصور التي نشرتها إسرائيل بالعربية قيامهما بجولة التقط فيها صورة قرب برج المملكة أحد أهم معالم العاصمة السعودية، الرياض.
وقالت إسرائيل بالعربية في تعليق على الصور: ” بالصور.. قام سائح يهودي بزيارة الى المملكة العربية السعودية مؤخرا، واستقبل بترحيب حار من قبل السكان السعوديين”.
وفي تغريدة منفصلة وبتعليق على مقطع فيديو للزيارة، قالت إسرائيل بالعربية: “يسعدنا أن نرى مضافة السعودي @mohsaud08 الذي زارنا يحتفي بضيوفه من إسرائيل ولا شك أن هذا نتيجة كسر حواجز الشك التي تم بناءها على مدى عقود. يقال إن السعة في القلوب وان شاء الله المزيد من اللقاءات والتعارف ونرحب بالجميع في ديارنا. والله يديم الكرم”.
وعلق محمود سعود على صفحته بتويتر، قائلا: ” لقد استضفت اصدقاء يهود في منزلي بالرياض، آفي وبني، اصدقاء رائعون وعزيزون جدا، آمل أن أرى المزيد من الاصدقاء اليهود يقومون بزيارتنا إلى المملكة العربية السعودية للتعرف على حضارة وتاريخ بلادي المميزة، قلبي ومنزلي مفتوح للجميع اهلا وسهلا بكم!”.
وسبق أن تعرض سعود -وهو طالب في كلية القانون بالعاصمة السعودية- للرشق بالحجارة وغيرها من المقذوفات خلال زيارته للمسجد الأقصى، على هامش زيارة قام بها لدولة الاحتلال، في يوليو الماضي، ورغم ذلك أعلن في مقطع فيديو دعمه الكامل لدولة الاحتلال الإسرائيلي في قتالها أهالي قطاع غزة وسفك دماء نسائهم وأطفالهم وشبابهم، وتدمير بيوتهم.