تؤكد الوقائع والشواهد المتتالية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن بات يحاصر ولي العهد محمد بن سلمان داخل الديوان الملكي.
ولم يبدو الأمر سعيدا لبن سلمان خسارة حليفة الرئيس السابق دونالد ترامب، رئاسة البيت الأبيض وصعود بايدن.
وقبل تسلم بايدن رئاسة البيت الأبيض في 20 يناير الماضي، توعد بملاحقة المجرم بن سلمان، ومعاقبة قتلة الصحفي جمال خاشقجي.
وتعدى الأمر ووصف بايدن السعودية بـ”الدولة المنبوذة”.
وعمليا، ترجم بايدن تصريحاته الانتخابية حتى بات بن سلمان مجرما محاصرا داخل الديوان الملكي.
قرارات بايدن
في 27 يناير علقت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤقتا بعض مبيعات الأسلحة لدول أجنبية بينها الإمارات والسعودية.
في 4 فبراير دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى “إنهاء” الحرب في اليمن، معلنا وضع حد للدعم ولـمبيعات الأسلحة الأميركية للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية.
وأعلن بايدن تعييين مبعوث أمريكي خاص لحل الأزمة اليمنية.
وفي6 فبراير قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي إن أمر الرئيس بايدن بإنهاء دعم العمليات العسكرية في اليمن “ينهي تبادل المعلومات الاستخبارية وتقديم المشورة للقوات السعودية”.
وأكد كيربي أن وزارة الدفاع كانت تقدم بعض المساعدة غير القتالية المحدودة لعمليات تحالف العدوان على اليمن والتي تشمل المعلومات الاستخباراتية و”بعض النصائح وأفضل الممارسات”.
وفي 17 فبراير أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعمل على “إعادة تقييم” العلاقات الأمريكية مع السعودية.
وقالت البيت الأبيض: يخطط بايدن للتواصل مع “نظيره” العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وليس ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأما القرار الأخير، تمثل بإعلان مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، إن إدارة الرئيس جو بايدن سترسل قريباً إلى الكونغرس تقريرًا غير سري عن القتل المروع لصحفي “واشنطن بوست” جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وقال سوليفان: أصدر الكونغرس قانونًا يفرض فعليًا على الإدارة إصدار نسخة غير سرية من تقرير المساءلة والمسؤولية عن القتل الوحشي والمروع لجمال خاشقجي.
وأكد: “نعتزم الامتثال لذلك، ونعتزم القيام به قريبًا”.
قرارات محتملة
وقال مصدر في الديوان الملكي إن ولي العهد محمد بن سلمان يتجهز لاحتمال فرض عقوبات شخصية عليه من إدارة الرئيس الأمريكي.
وذكر المصدر لـ ”ويكليكس السعودية” أن بن سلمان بدأ استشارات قانونية موسعة بشأن احتمال تعرضه لعقوبات اقتصادية شخصية من إدارة بايدن.
وأشار المصدر إلى أن ذلك يأتي في ضوء الازدراء الواضح الذي تعامل به إدارة بايدن ولي العهد السعودي والامتناع عن أي اتصال مباشر معه.
وأضاف أنه يرتبط كذلك باستعداد إدارة بايدن رفع السرية عن تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية بشأن جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي.
وكان بادين قرر إعادة “تنظيم” علاقة واشنطن مع السعودية وأن يكون العاهل السعودي محاوره.
ويقول مراقبون إن بايدن يتعمد الاستغناء عن بن سلمان، ويقوي علاقته مع والده الملك سلمان بن عبد العزيز.
وذلك في استراتيجية مختلفة عن نهج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.