يتجاهل نظام آل سعود الدول الإسلامية ومعاناة العالم الإسلامي، ويوثق علاقاته مع الدول التي تحارب المسلمين في شتى بقاع العالم، ويبرز بهذا الصدد كل من باكستان والهند.
إذ يتغافل نظام آل سعود عن قضية المسلمين في كشمير فيما يدعم قمع السلطات الهندية بحق المسلمين وإجراءاته للسيطرة على الإقليم بل ويوثق علاقاته مع الهند.
واعتبرت صحيفة ميدل إيست آي البريطانية أن زيارة قائد الجيش الهندي “إم إم نارافاني”، للسعودية الأحد، دليل أن خلاف باكستان مع السعودية قد أتاح فرصة للهند لتوثيق علاقتها مع دول الخليج، خاصة مع تقارب باكستان مع ماليزيا وتركيا.
وتشير زيارة “نارافاني” التي تعتبر الأولى التي يجريها قائد جيش هندي إلى المملكة إلى أن نظام آل سعود يعزز ويوثق العلاقات مع نيودلهي.
وسيقسم قائد الجيش الهندي رحلته التي تستغرق أربعة أيام بين السعودية والإمارات.
وذكرت تقارير إخبارية هندية أن “نارافاني” سيلتقي نظرائه في الرياض ويلقي كلمة أمام كلية الدفاع الوطني السعودية قبل توجهه إلى أبوظبي.
وتأتي الزيارة في الوقت الذي وصلت فيه العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وباكستان، الحليف التقليدي ، إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.
وانتقدت الهند الأسبوع الماضي منظمة التعاون الإسلامي التي تقودها السعودية لتمريرها اقتراحًا يدعو رئيس الوزراء الهندي “ناريندرا مودي” إلى إلغاء قرار حكومته بإنهاء حالة شبه الحكم الذاتي لمنطقة كشمير.
كما انتقدت نيودلهي الرياض لإصدارها ورقة نقدية بمناسبة رئاستها لمجموعة العشرين تصور كشمير ككيان مستقل.
وتأتي زيارة القائد الهندي، بعد أن زار قائد الجيش الباكستاني، الجنرال “قمر جاويد باجوا”، المملكة العربية السعودية بعد انتقاد إسلام آباد الرياض لعدم دعوتها إلى جلسة طارئة لمنظمة المؤتمر الإسلامي لمناقشة قضية كشمير.
وحُرم “باجوا” من مقابلة ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” واجتمع مع شقيقه الأصغر نائب وزير الدفاع “خالد بن سلمان”.
وقدم الجنرال الباكستاني للشاب “بن سلمان” اعتذارًا شخصيًا من رئيس الوزراء “عمران خان” عن انتقادات وزير خارجيته، ثم عاد إلى المنزل.
ويقول الزميل في مؤسسة أوبزرفر للأبحاث في نيودلهي “كبير تانيجا”، لـ”ميدل إيست آي” إن زيارة “نارافاني” علامة أخرى على أن خلاف باكستان مع السعودية قد أتاح فرصة للهند.
وقال “تانيجا” الذي يعتقد أن هذه الزيارة هي علامة على تكيف الهند مع الحقائق الاقتصادية الجديدة والتحولات الجيوسياسية في المنطقة ، “عندما تجمعت باكستان مع ماليزيا وتركيا، ساعدت الهند فقط على دفع علاقاتها في الخليج إلى الأمام”.
وأضاف “يخطط بن سلمان لتحويل اقتصاد الرياض بعيدًا عن الاعتماد على النفط، وهو الأمر الذي يحتاج إلى سوق الهند الضخم”.
وتأتي زيارة “نارافاني” في أعقاب زيارة إلى البحرين أواخر الشهر الماضي قام بها وزير الشؤون الخارجية الهندي “سوبراهمانيام جيشانكار”.
ونوفمبر الماضي، قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان: إن بلاده تعرضت لضغوطات من دول صديقة للاعتراف بإسرائيل، مؤكدا أنها لن تعترف بالأخيرة أبدا حتى التوصل إلى “تسوية عادلة” مع الفلسطينيين.
ورفض خان، خلال مقابلة مع إذاعة باكستانية، تسمية الدول التي كانت تضغط عليه للاعتراف بإسرائيل.
وحين سؤاله عن إذا كانت هذه الدول مسلمة أم لا أجاب خان: “دعك من هذا [السؤال]، فهناك بعض الأشياء لا يمكننا قولها”.
وأضاف: لدينا علاقات جيدة معهم (هذه البلدان)، في إشارة مستترة إلى السعودية والإمارات والبحرين، التي أقامت في الأشهر الأخيرة علاقات دبلوماسية واقتصادية مع “تل أبيب”.
وتابع خان: ليس لدي أي أفكار أخرى بشأن الاعتراف بـإسرائيل، ما لم تكن هناك تسوية عادلة ترضي الفلسطينيين.
واستشهد خان بالأب المؤسس لبلاده، محمد علي جناح، الذي رفض مرارًا وتكرارًا الاعتراف بإسرائيل، مؤكدا أن بلاده ستواصل السير على خطى جناح تجاه فلسطين.
وأكد أن الضغط ناتج عن تأثير نفوذ إسرائيل العميق في الولايات المتحدة، مشيرا أن هذا التأثير كان “غير عادي” خلال فترة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ولم تتوقف باكستان عن مبادراتها لاحتواء الأزمة الدبلوماسية مع المملكة السعودية، كدول سنية تحتاج لدعمها ماليا وسياسيا في المنطقة.