كشفت أوساط حقوقية أن السلطات السعودية اخترقت “ويكيبيديا” وسجنت اثنين من مشرفيها في محاولة للسيطرة على محتوى الموسوعة الإلكترونية.
ويأتي هذا الكشف المتعلق بفضيحة جديدة للسعودية بعد أقل من شهر على حكم بسجن موظف سابق في تويتر بتهمة “التجسس” لصالح السعوديين.
وقالت منظمة “الديمقراطية الآن للعالم العربي” (داون) ومقرها واشنطن، ومنظمة “سمكس” ومقرها بيروت، في بيان مشترك إن تحقيقا أجرته مؤسسة “ويكيميديا” التي تدير الموسوعة الإلكترونية، خلص إلى أن “الحكومة السعودية اخترقت صفوف كبار العاملين في ويكيبيديا في المنطقة”، وأجبرت مواطنين سعوديين على العمل “وكلاء” لها.
وأشارت “داون” التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، والتي أسسها الصحفي السعودي الراحل، جمال خاشقجي، ومنظمة “سمكس” المدافعة عن الحقوق الرقمية في الدول العربية، إلى أنهما تلقتا هذه المعلومات من “مبلّغين عن المخالفات ومصادر موثوقة” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويأتي بيان “داون” و”سمكس” المشترك بعد إعلان ويكيميديا، الشهر الماضي، عن حظر عالمي لـ16 مستخدما “كانوا يشاركون في عملية تحرير تحمل تضاربا في المصالح في مشاريع ويكيبيديا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وأوضحت أنها اتخذت قرار الحجب “نظرا لخطورة الموقف وللحفاظ على سلامة المستخدمين والمشروعات”.
وقالت ويكيميديا في بيان إنها أطلقت تحقيقا، في يناير الفائت، أتاح “التأكيد على أن عددا من المشرفين الذين تربطهم صلات وثيقة بأطراف خارجية كانوا يقومون بعملية التحرير في المنصة بطريقة منسقة لتعزيز هدف تلك الأطراف”.
وأكّدت “داون” و”سمكس” نقلا عن مصادرهما أن ويكيميديا كانت تشير إلى عمل المستخدمين السعوديين تحت تأثير الحكومة السعودية.
أضافت الهيئتان أن اثنين من “المشرفين” رفيعي المستوى، وهما إداريان متطوعان يتمتعان بامتياز الوصول إلى أدوات ويكيبيديا الخاصة، بما في ذلك القدرة على تحرير الصفحات المحمية بالكامل، ما زالا مسجونين منذ توقيفهما في اليوم نفسه في سبتمبر 2020.
وقالت المؤسستان إن التوقيفات كانت على ما يبدو جزءا من “حملة قمع على مشرفي ويكيبيديا في البلاد”، وذكرتا أن الشخصين المسجونين هما السعوديان أسامة خالد وزياد السفياني.
وأفاد مدير منطقة الخليج في منظمة “داون”، عبدالله العودة، أنّ “اعتقال أسامة خالد وزياد السفياني من جهة، واختراق ويكيبيديا من جهة أخرى، يظهران جانبا مرعبا عن الطريقة التي تريد الحكومة السعودية من خلالها السيطرة على السردية وويكيبيديا”.
وأشار إلى أن السلطات السعودية حكمت على خالد بالسجن 32 عاما والسفياني 8 سنوات.
والشهر الماضي، حكمت محكمة في سان فرانسيسكو على الموظف السابق في تويتر، أحمد أبوعمو، بالسجن ثلاث سنوات ونصف سنة بتهمة ارتكاب جرائم من بينها العمل خلافاً للقانون لمصلحة حكومة أجنبية.
واتهم المدّعون أبوعمو وزميله في تويتر، علي الزبارة، المطلوب من الشرطة الفيدرالية الأميركية، بالعمل لحساب مسؤولين سعوديين، بين أواخر 2014 وأوائل العام التالي، للحصول على معلومات خاصة عن الحسابات التي تنتقد النظام السعودي.
اخترقت الحكومة السعودية موقع ويكيبيديا من خلال تجنيد كبار مسؤولي التنظيم في البلاد للعمل كعملاء حكوميين ومحاكمة أولئك الذين ساهموا بمعلومات نقدية حول المعتقلين السياسيين. https://t.co/vKANkOemTu
— الديمقراطية الآن للعالم العربي (@DAWN_Arabic) January 5, 2023