كشفت مصادر سعودية واستخباراتية النقاب عن غضب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من “مصيبتين وقعتا فوق رأسه” خلال أسبوع واحد وأحدثتا قلقا ورعبا في الديوان الملكي.
وبحسب مصدر رفيع المستوي لـ”ويكليكس السعودية” فإن توصية البرلمان الأوروبي بخفض مستوى التمثيل في قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها الرياض، عبر الفيديو يومي 21 و22 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، “شكلت صدمة قوية لولي العهد”.
وقال المصدر الذي – فضل عدم الكشف عن هويته – إن بن سلمان “أصيب بالجنون” وشرع بتحطيم محتويات مكتبه والصراخ على مساعديه.
وذكر المصدر أن ولي العهد أجرى مساء ذاك اليوم عدة اتصالات بشخصيات أوروبية؛ لمعرفة حيثيات القرار البرلماني غير أن تلك الشخصيات “لم تقدما شيئا للأمير الذي يطمح بعرض إنجازاته في القمة القادمة”.
ودعا البرلمان الأوروبي إلى خفض مستوى التمثيل في قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها الرياض، عبر الفيديو يومي 21 و22 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل؛ بسبب انتهاكات حقوق الإنسان داخل المملكة وخارجها.
وأصدر البرلمان بيانه الخميس الماضي بهذه التوصية للاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، وقال إن هدفها تجنب إضفاء الشرعية على الإفلات من العقاب بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، وعمليات الاحتجاز غير القانونية والتعسفية في السعودية.
وتتطلع المملكة إلى الاستفادة من هذا المنبر من أجل تسليط الضوء على مساعي ولي العهد محمد بن سلمان التحديثية.
وطالب البرلمان في رسالة إلى كل من رئيس المجلس الأوروبي “شارل ميشال”، ورئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين”، بوضع حقوق الإنسان في صلب جميع مناقشات مجموعة العشرين.
وحثت الرسالة على اغتنام مناسبة القمة، للمطالبة بالإفراج عن جميع معتقلي الرأي والمدافعات عن حقوق الإنسان في السعودية، وبمحاسبة حقيقية للضالعين في اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
والمصيبة الأخرى، التي كشف عنها موقع “تاكتيكال ريبورت” المعني بشؤون الاستخبارات، عقب إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفيروس كورونا.
ونقلت تقارير من الرياض عن ولي العهد السعودي قال: إن المملكة يجب أن تكون مستعدة للتغييرات في العلاقات السعودية الأمريكية حال فوز المرشح الديمقراطي “جو بايدن” على الرئيس ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني.
وأضاف بن سلمان: أن انتخاب “بايدن” سيقلب الوضع رأسا على عقب في الولايات المتحدة، وسيجبر المملكة على أخذ الأمور الجديدة بعين الاعتبار.
وكشف أن هذه المخاوف تزايدت بشأن نتائج الانتخابات الأمريكية بعد الإعلان عن إصابة الرئيس ترامب بفيروس كورونا. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من التقارير من السفارة السعودية في واشنطن التي تشير إلى أن فرص “بايدن” في الفوز تتزايد.
واتصل ولي العهد مؤخرا بعدد من مساعدي الرئيس “ترامب” المقربين ، ولا سيما صهره وكبير مستشاريه “جاريد كوشنر”.
وطمأن “كوشنر” ولي العهد السعودي بأن نتائج الاستطلاع غير مؤكدة وأن نسبة الناخبين المؤيدين لـ”ترامب” سيزيد خلال الأسابيع الأربعة المتبقية قبل الانتخابات. ومع ذلك ، فإن تأكيدات “كوشنر” لم تقنع “بن سلمان”.
وتوقعا لأي “مفاجآت”، طلب بن سلمان من السفيرة السعودية في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز الحصول على تفاصيل من داخل الحزب الديمقراطي بخصوص المسار الحالي للوضع.
وتم تكليف الأميرة “ريما” أيضًا بالاستفسار عن آراء كبار المسؤولين الديمقراطيين حول مستقبل العلاقات السعودية الأمريكية في حال أصبح “بايدن” رئيسًا.
وكان ولي العهد السعودي أيضا قلقا للغاية من تصريحات “بايدن” الأخيرة والتي تعهد بإعادة تقييم العلاقات الأمريكية مع السعودية إذا تم انتخابه.
وحتى الأسبوعين الماضيين، كان بن سلمان يُظهر القليل من الاهتمام لتصريحات “بايدن”، حيث كان يعتمد على ثقة الرئيس “ترامب” وعلى التقارير من واشنطن التي زعمت أن “بايدن” ليس لديه فرص للفوز.
ومع ذلك، فإن الأحداث الأخيرة في الولايات المتحدة، بما في ذلك دخول ترامب لمستشفى عسكري، غيرت وجهات نظر ولي العهد السعودي في هذا الصدد.
وسبق أن كشف الصحافي الأمريكي الشهير بوب وودورد في كتابه الأخير بعنوان “غضب” أن ترامب تباهى بأنه نجح في “إنقاذ” ولي العهد محمد بن سلمان بعد اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2018 داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
وكشفت مقتطفات الكتاب أن ترامب تباهى في إحدى مقابلاتهما المسجلة، بأنه نجح في “إنقاذ” بن سلمان الذي حمله الكونغرس مسؤولية اغتيال خاشقجي.
وفي كتابه الجديد “غضب” والذي نشر موقع “بيزنس إينسايدر” الإخباري مقتطفات منه، يروي وودورد كيف أن ترامب قال له في مقابلة أجراها معه في 22 كانون الثاني/يناير الفائت “لقد أنقذته”، وذلك ردا على سؤال عن علاقة بن سلمان بجريمة قتل خاشقجي.
وبحسب الصحافي، فقد أوضح ترامب في المقابلة المسجلة أنه منع الكونغرس من ملاحقة بن سلمان. وقال ترامب وفقا لهذه المقتطفات: “لقد نجحت في جعل الكونغرس يتركه وشأنه، لقد نجحت في إيقافهم”.