نشرت حرب نظام آل سعود الفقر والعوز في اليمن بشكل غير مسبوق وقياسي على مستوى العالم.
وتصنف الأمم المتحدة اليمن بعد أكثر من أربعة أعوام على بدء حرب آل سعود، بأنه أسوأ كارثة إنسانية في العالم البلد الذي كان من أفقر الدول العربية إلى شفا المجاعة.
وقطعت حرب آل سعود خطوط النقل للمساعدات والوقود والغذاء وقللت الواردات وتسببت في تضخم حاد.
وفقدت أسر مصادر دخلها بسبب التوقف عن صرف أجور القطاع العام واضطرار الناس للنزوح عن بيوتهم وترك أشغالهم بسبب الصراع.
وقالت الأمم المتحدة إن الطرق غير الرسمية لعبور الحدود للعمل في السعودية، أكبر قوة اقتصادية عربية، انقطعت وإن آلاف اليمنيين غادروا المملكة في السنوات الأخيرة في إطار مساعي الحكومة لتشغيل المزيد من المواطنين السعوديين.
وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 80 في المئة من سكان اليمن أصبحوا يحتاجون الآن شكلا من أشكال المساعدة الإنسانية.
وقبل أن تتفجر حرب اليمن قبل أربع سنوات اعتاد علي محمد عبور الحدود إلى المملكة حيث مقر عمله شأنه شأن آلاف اليمنيين الآخرين من المنطقة الجبلية الفقيرة.
غير أن القتال في المناطق الحدودية حرمه من العمل وحوله إلى عاطل في قريته النائية ليرى بعينيه كيف حول سوء التغذية الحاد أبنه الصغير معاذ ذا العامين إلى جلد على عظم.
وفي قصة تتكرر فصولها في مختلف قرى اليمن، أصبح معاذ يعاني من سوء التغذية الحاد ويصل وزنه إلى 5.5 كيلوجرام فقط بسبب عدم توفر الغذاء الصحي والرعاية الصحية ومياه الشرب النقية.
قال علي محمد في قريته بمحافظة حجة الواقعة في الشمال الغربي “والله الحرب هي أثرت علينا. قبل الحرب كنا ندخل السعودية والحمد لله والأمور ماشية، الحمد لله. بس بعد الحرب ما شي (لم نستطع)، وعطلانين عن العمل بلا قوت.. يوم الواحد ما نحصله (ما نلقاه). يعني والله ما شي عمل. دام الواقع فوق كل حاجة خاصة هنا مابش عمل”.
ولأن العيادة المحلية لا توجد بها إمكانيات تذكر ولا تستطيع استقبال معاذ تولى أحد العاملين بقطاع الصحة نقله بالسيارة إلى مركز آخر حيث تم وزنه وتقديم الغذاء له لعجز والديه عن تدبير نفقات المواصلات.
وقالت مكية الأسلمي مديرة مكتب الصحة بمديرية أسلم “الطفل معاذ يعاني من سوء تغذية حاد وخيم.. جلد على عظم نتيجة الفقر التغذوي وليس مضاعفة طبية أو أمراض مستعصية تكون مصاحبة للطفل بحيث أنه ما يستفيد من الغذاء، حالته عبارة عن نقص تغذوي شديد”.
ويعاني مكتب الصحة من كثرة حالات سوء التغذية الحاد التي يستقبلها من المنطقة المجاورة كما أنه يستقبل مئات الآلاف من النازحين من بيوتهم بسبب الحرب والفقر.
ولم تعلن الأمم المتحدة أن الأمور بلغت حد المجاعة في اليمن لكنها تقول إن حوالي عشرة ملايين شخص هناك باتوا “على بعد خطوة واحدة” منها.
ويقود آل سعود تحالفا تدخل عسكريا في اليمن في مارس آذار 2015 لمحاربة حركة الحوثي بعد أن أطاحت بحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي من السلطة في العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014.