يسيطر التراجع والانكماش على اقتصاد المملكة بفعل سياسات نظام آل سعود الفاشلة وتدخلاته في حروب وتدخلات خارجية ألقت بظلال قاتمة على المملكة ومستقبلها.
فقد انخفضت سندات دولارية للمملكة إلى أدنى مستوى في عدة أسابيع، أمس الجمعة، في الوقت الذي ينتاب فيه المستثمرين القلق بشأن خطر تجدد التوتر في منطقة الخليج، بعد إعلان إيران وقوع هجوم على إحدى ناقلاتها النفطية.
وتراجع إصدار سندات سيادي استحقاق 2046 بمقدار 0.9 سنت إلى 109.2 سنتات للدولار، وهو أدنى مستوياته في نحو ثلاثة أسابيع، بينما انخفضت سندات لأرامكو السعودية استحقاق 2049 بمقدار 0.6 سنت ليجري تداولها عند 108 سنتات في الدولار، وفقا لبيانات تريدويب.
يأتي ذلك فيما نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تقريراً قالت فيه أن هناك توقعات قوية بأن تخفض المملكة قيمة شركتها العملاقة “أرامكو” إلى 1.5 تريليون دولار فقط, بدلاً من تريليونين.
ورجحت الصحيفة أن تقدم مجموعة من المصارف الاستثمارية الضخمة، توصياتها النهائية بشأن تقييم “أرامكو” إلى الرياض.
وكانت مصادر مطلعة قد أشارت إلى أن مجلس إدارة عملاق النفط السعودي؛ “أرامكو”، سيبدأ، الأسبوع المقبل، أولى خطوات تنفيذ الطرح العام الأولي لجزء من أسهم الشركة.
وكشفت الصحيفة الأمريكية، نقلا عن أشخاص مطلعين على الأمر، أن حكومة آل سعود ستطلب من بعض أعضاء الأسرة الحاكمة في البلاد، الذين تم اعتقالهم بتهم تتعلق بالرشوة في عام 2017، واحتُجزوا في فندق الريتز كارلتون الفاخر بالرياض حتى أواخر العام الماضي، شراء حصص كبيرة من أسهم “أرامكو”، للمساعدة في ضمان نجاح الاكتتاب.
وتضيف الصحيفة أن الرقم الذي كان “بن سلمان” يحاول الوصول له، واجه بالفعل بعض المقاومة من قبل المديرين التنفيذيين للشركة، الذين يرون أن 1.5 تريليون دولار “أكثر واقعية”.
وتشير إلى أن هذا التقييم يلقى دعما أيضا من قبل المؤسسات الاستثمارية والبنوك المكلفة بجذب اهتمام المستثمرين بعرض الاكتتاب الأولي للشركة النفطية الأكبر في العالم.
ورفضت “أرامكو” التعليق على هذه المعلومات، فيما تشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه ليس من الواضح تماما ما إذا كان “بن سلمان” سيمضي قدما في عملية الاكتتاب العام.
وتهدف “أرامكو” إلى طرح من 1 إلى 2% من أسهمهما للاكتتاب، وإدراج الأسهم في البورصة السعودية، قبل حلول نهاية الشهر المقبل.
لكن الصحيفة تشير إلى أن حجم التقييم النهائي للشركة ليس هو العائق الوحيد الذي قد يعرقل عملية الاكتتاب، لأنها تواجه أيضا تحديات من قبل بعض المستثمرين الذين يفضلون الاستثمار في مشاريع ملائمة للبيئة بشكل أكبر.
وكان رئيس مجلس إدارة “أرامكو”، “ياسر الرميَّان” قد أعلن، بعد وقوع الهجمات الأخيرة على منشأتين تابعتين للشركة، أن خطة طرح 5% من أسهم الشركة العملاقة للاكتتاب العام “مستمرة” وأنها لن تتوقف، على الرغم من الهجمات الأخيرة.
وتهيمن “أرامكو”، الأعلى ربحية بين الشركات على مستوى العالم، على الاقتصاد المحلي من خلال أكثر من 12 شركة تابعة لها، إضافة إلى حصص ملكية في مشروعات مشتركة، تتضمن شركات توليد كهرباء، وشركات بتروكيماويات كبيرة مثل رابغ للتكرير والبتروكيماويات “بترورابغ”.
ويعمل مصرفيون من 20 مؤسسة مالية محلية وعالمية على خطة “أرامكو” التي تهيمن على 10% من إنتاج النفط في العالم، لبيع حصة الأسهم المخصصة ببورصة الرياض، قبيل بيع دولي لجزء آخر من الأسهم في 2020 أو2021.