كشفت أوساط سياسية سعودية أن هواجس الانقلاب الداخلي تسيطر على ولي العهد محمد بن سلمان وتدفعه لعدم السفر إلى خارج المملكة في هذه المرحلة.
وقالت الأوساط السياسية إن مخاوف محمد بن سلمان من انقلاب ضد تعاظمت على ضوء التوتر الحاصل في علاقاته مع الإدارة الأمريكية على خلفية قرار خفض إنتاج النفط.
وربط المعارض السعودي البارز سعد الفقيه، بين اعتذار محمد بن سلمان على حضور القمة العربية المرتقبة في الجزائر، وتعلّله بوضعه الصحي ومخاوفه من انقلاب ضده.
وقال الفقيه إن السبب الحقيقي لغياب بن سلمان عن هذه القمة الهامة، يتعلق بـ”مخاوف جدية لدى الأمير الشاب من انقلاب داخلي قد تُنفّذه أمريكا ضده، في ظل غيابه عن المملكة”.
وأكد أن مرض محمد بن سلمان “المزعوم” ليس هو الدافع الحقيقي وراء تعذّره عن حضور فعاليات القمة العربية، المزمَع تنظيمها في الأول والثاني من نوفمبر المقبل في الجزائر.
وأشار الفقيه إلى أن السعوديين، تعودوا حتى وقت قريب، على السرية التامة والكتمان فيما يتعلق بـ أخبار وتحركات العائلة المالكة، وخاصة الملك وولي عهده.
حتى أن بيان الديوان الملكي السعودي، الذي أكد “أن محمد بن سلمان لن يسافر للجزائر لتجنب صدمة ضغط الأذن وتأثيرها على الأذن الوسطى، مع مراعاة مدة الرحلة ذهاباً وإياباً في فترة لا تتجاوز 24 ساعة”، كان بمثابة الصدمة التواصلية بين العائلة المالكة وباقي السعوديين.
وعلّق الفقيه على البيان، بالقول: “نحن لم نعهد هذه الشفافية.. لقد تعودنا أن يكون هناك ستار حديدي في كل مايتعلق بـ وضع الملك والمعلومات التي تتحدث عن العائلة المالكة”.
وأضاف: “يشمل هذا الستار الحديدي الاقتصاد والوضع الأمني وكذلك العلاقات الإقليمية والدولية”.
وتابع أنه “حتى حركة محمد بن سلمان الداخلية لا يعرف عنها شيء وكل ما نعرفه عنها من معلومات، هي عبارة عن تسريبات تتحصل عليها الصحف الغربية ثم نعلمها بعد أسابيع وشهور”.
وأكد الفقيه أيضاً، أن بيان الديوان الملكي، حول صحة ولي العهد لا علاقة له بالشفافية بين الدولة وسائر السعوديين.
وقال “أعتقد والله أعلم أنه لديه مخاوف من أن يسافر فتتربص به الولايات المتحدة الأمريكية.. بحيث أن تقوم بترتيب انقلاب داخل العائلة المالكة في المدة التي سيكون في الجزائر”.
واستند الفقيه في ذلك إلى الأزمة الأخيرة المعقدة وغير المسبوقة بين السعودية وأمريكا، بعد قرار ابن سلمان الذي تحدى فيه بايدن، وقرّر خفض إنتاج النفط داخل منظمة “أوبك بلس”، في قرارٍ فجّر غضب الإدارة الأمريكية، التي ردّت بأنها سوف تُعيد تقييم علاقاتها مع الرياض.
وأوضح أن ولي العهد “يظن ذلك بالفعل.. حيث إنه يصبح لدى المرضى النفسيين نوع من الوسواس الذي يتحول إلى خوف وشك من كل شيء”.
يذكر أن الرئاسة الجزائرية أصدرت بياناً، حول تعذّر حضور ولي العهد السعودي القمة العربية، وهو ما أكده الديوان الملكي السعودي لاحقاً.
وتأتي قمة الجزائر في وقت صعب وحساس تمرّ به المنطقة العربية برمتها، وسطَ نزاعات وخلافات غير مسبوقة داخل المنظومة العربية، على رأسها أزمة المغرب والجزائر، والتي وصلت حد قطع العلاقات وسحب السفراء بين البلدين.