أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله “الحوثيين” شن عملية هجومية واسعة باستخدام الطائرات المسيرة على قاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط جنوبي المملكة.
ويأتي ذلك ضمن سلسلة هجمات يتحدث عنها الحوثيون خلال الأيام الأخيرة على المملكة وسط تكريس عجز نظام آل سعود وقدراته الدفاعية.
وقال المتحدث باسم الحوثيين إن الهجوم الأخير استهدف منظومة الاتصالات العسكرية ومرابض الطائرات الحربية في قاعدة الملك خالد.
من جهته قال الناطق باسم التحالف السعودي الإماراتي إنه تم اعتراض وإسقاط طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون من صنعاء، مشيرا إلى أن الطائرة أسقطت في المجال الجوي اليمني، في حين لم يعلن الحوثيون عن أي هجوم اليوم.
وجاء إعلان الحوثيين عن الهجوم “الموسع” بعد ساعات من إعلانهم شن هجوم بطائرات مسيرة على هدف عسكري وصفوه بالمهم في الرياض.
ونقل موقع المسيرة نت التابع للحوثيين عن المتحدث باسم الجماعة العميد يحيى سريع أن “الطيران المسير نفذ هجوما واسعا بعدد من طائرات “صماد 3″ على هدف عسكري مهم في الرياض”، مؤكدا أن الإصابة مباشرة.
وأضاف أن هذه العملية تأتي في إطار توسيع دائرة الاستهداف، وردا على ما وصفه بـ”عدوان التحالف” على اليمن، مجددا الدعوة “للمدنيين والشركات بالابتعاد الكامل عن المواقع العسكرية والحيوية كونها أصبحت أهدافا مشروعة لنا”.
وردا على هذا الإعلان، أكد الناطق باسم التحالف السعودي الإماراتي أن رواية الحوثيين عن هجوم الرياض أمس مزيفة ومضللة.
ودأب الحوثيون خلال الأيام الماضية على إعلان استهدافهم مواقع عدة في السعودية بطائرات مسيرة، مثل مطار أبها جنوبي البلاد وفي جازان والمناطق الحدودية، وآخرها في الرياض، في حين يعلن التحالف التصدي لتلك الطائرات وتدميرها.
وفرضت جماعة الحوثيين واقعا جديدا على المملكة من خلال شن هجمات يومية وسط تنامي عجز نظام آل سعود إزاء صد تلك الهجمات وحماية منشآت ومقدرات المملكة.
ويظهر من العمليات العسكرية التي شنّها الحوثيون خلال الشهرين الأخيرين بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية أن الأضرار التي لحقت بالسعودية اقتصاديا وعسكريا ذات كلفة كبيرة ومتصاعدة، ولا سيما أن القصف طاول مؤسساتٍ اقتصاديةً وخدميةً كبيرة، مثل المنشآت البترولية والمطارات والقواعد العسكرية.
ولكن المسألة الجديرة بالاهتمام، وتستحق التوقف أمامها، أن ميزان القوى بدأ يميل لصالح الحوثيين، على الرغم من التفوق الجوي السعودي، والدعم العسكري والسياسي الذي وفرته الولايات المتحدة وأطراف غربية للرياض.
وفي حين تتكتم الرياض على خسائرها داخل أراضيها، أصابت الضربات الحوثية داخل اليمن أهدافها وألحقت أضرارا كبيرة، ومنها قصف قوات الحزام الأمني في عدن الذي خلف 40 قتيلا، بينهم القائد العسكري للقوات “أبو اليمامة”.
ومنذ مارس/آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي بقيادة آل سعود القوات الحكومية بمواجهة الحوثيين، وأدى القتال إلى مقتل 70 ألف شخص منذ بداية 2016، حسب تقديرات أممية منتصف يونيو/حزيران الماضي.