أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن اليوم الثلاثاء، شنّ “هجوماً واسعاً” بطائرات مسيرة على قاعدة الملك خالد الجوية في محافظة خميس مشيط جنوبي المملكة وسط استمرار عجز نظام آل سعود.
وقال المتحدث الرسمي باسم القوات الموالية للجماعة العميد يحيى سريع، عبر صفحته على موقع “فيسبوك”، إن “سلاح الجو المسير استهدف قاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط في عسير بطائرات قاصف 2k”.
وأضاف المتحدث الحوثي أن “الاستهداف يأتي رداً على جرائم العدوان وحصاره وغاراته المتواصلة على الشعب اليمني… والتي بلغت 23 غارة جوية خلال الساعات الـ24 الماضية”.
وكانت جماعة أنصار الله (الحوثيين)، أعلنت يوم الأحد الماضي مقتل جنود لنظام آل سعود في عملية هجومية لمسلحي الجماعة في منطقة جازان جنوب غربي المملكة.
ويوم الجمعة الماضي، أعلن الحوثيون قصف القاعدة الجوية ذاتها بطائرات مسيرة. وقال سريع، حينها، إن “سلاح الجو المسير”، نفذ هجمات عدة بطائرات “قاصف 2k”، على قاعدة الملك خالد الجوية، في مدينة خميس مشيط.
وذكر المتحدث أن الهجمات استهدفت رادارات عسكرية مهمة في القاعدة، وقال إن الهجمات تأتي رداً على “استمرار الغارات” وما وصفه بـ”جرائم العدوان وحصاره”.
وفي 17من شهر يوليو/تموز الحالي، أعلن التحالف العربي بقيادة آل سعود في اليمن اعتراض وإسقاط طائرة مسيرة أطلقها “الحوثيون” باليمن تجاه مدينة جازان جنوبي المملكة، وذلك بعدما أعلنت جماعة الحوثي اليمنية شنّ هجوم “واسع” بطائرات مسيرة ضد مطار “جازان”، ما أسفر عن تعطيل الملاحة فيه.
وكثف الحوثيون منذ مايو/أيار الماضي، من هجمات الطائرات المسيرة بدون طيار ضد أهداف في مواقع ومطارات جنوب السعودية، وتتهم الأخيرة إيران بتزويد الجماعة بقدرات نوعية لاستهدافها.
ومن الصواريخ البالستية إلى الهجمات بالطائرات المسيّرة، أثبت الحوثيون نجاحهم في تطوير قدراتهم القتالية بعد سنوات من حرب آل سعود على اليمن، حتى باتت أسلحتهم تشكل خطرا جديا على المملكة أحد أكبر مشتري السلاح في العالم.
فقد شنّ المتمرّدون 20 هجوما على الأقل في حزيران/يونيو الماضي وحده ضد منشآت حيوية في المملكة. وتصدّت الدفاعات السعودية لغالبية الضربات، لكنّها لم تتمكن من التعامل مع أخرى، وبينها هجوم بطائرة مسيّرة طال مطار أبها في جنوب المملكة، متسبّبا بمقتل شخص وإصابة 21 آخرين بجروح.
ويقول الباحث في “كينغز كولدج” في لندن أندرياس كريغ المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط “شهدنا تزايدا ضخما في قدرات الحوثيين (…) خصوصا في ما يتعلق بالصواريخ البالستية وتكنولوجيا الطائرات المسيّرة”.
ورأى أنّ “القدرات الحالية أكثر تقدما من أي مرحلة كانت قد وصلت إليها القوات المسلّحة اليمنية (الحكومية) قبل اندلاع الحرب”.
وبدا ا اليمنيون فخورين جدا لدى عرضهم في وقت سابق هذا الشهر نماذج من ترسانتهم في معرض أقيم عشية الذكرى السنوية الخامسة لبداية الحرب.
وأقيم المعرض في قاعة لم يحدّد مكانها لأسباب أمنية. وأظهرت تسجيلات مصوّرة وزّعتها وسائل إعلام المتمردين 15 مجسما على الأقل لطائرات من دون طيّار وصواريخ ضخمة وصغيرة، بعيدة وقصيرة المدى.
وأحدث هذه الأسلحة “صماد 3″، وهي طائرة مسيّرة برأس متفجّر قادرة على التحليق لمسافة 1500 كلم، بحسب المتمردين، وصاروخ “كروز” بعيد المدى. والمعرض هو الأول من نوعه منذ بداية الحرب في 8 تموز/يوليو 2014.
وطُبعت على جانبي “صماد 3” أمام جناحيها الطويلين عبارة “سلاح الجو المسيّر”. أمّا صاروخ “قدس” الجديد من طراز “كروز”، فقد طبع عليه “صنع في اليمن”. وللصاروخ الضخم الذي ذكر المتمرّدون أنّه بعيد المدى رغم أنّهم لم يكشفوا عن مداه، جناحان طويلان في المقدمة، وجناحان أقصر مسافة في وسطه، وأربعة أجنحة قصيرة في المؤخرة.
ولا يمكن التحقق بشكل مستقل ما إذا كان تصنيع هذه الصواريخ والطائرات المسيرة يجري على الأرض اليمنية فعلا.
ويسيطر الحوثيون على صنعاء ومناطق شاسعة في شمال ووسط وغرب اليمن منذ 2014.
واعتمدوا حتى بداية 2019 على صواريخ بالستية استولوا عليها من مخازن الجيش اليمني لمهاجمة المملكة، إلاّ أنّهم كثّفوا في الأشهر الأخيرة استخدام طائرات من دون طيار من طراز “قاصف 2″، وهي طائرة صغيرة مفخّخة لا يعرف مداها بالتحديد.
ووقعت أخطر الهجمات في 14 أيار/مايو حين هاجمت سبع طائرات مسيّرة، حسب الحوثيين، محطّتي ضخ لخط أنابيب رئيسي غرب الرياض، ما أدّى الى وقف ضخ النفط فيه لساعات.
وبحسب موقع “جينز 360” المتخصّص بالشؤون العسكرية، كانت هذه “المرة الأولى التي يظهر فيها الحوثيون قدرتهم على ضرب هدف على عمق 800 كلم داخل أراضي المملكة بطائرات مسيّرة”.
ورأى الموقع أن الهجوم سلّط الضوء “على خطر متواصل يتمثّل في إمكانية إقدام الحوثيين على استهداف منشآت نفطية في جدة (غرب)، وينبع (غرب)، ومدن مثل الرياض، ما يعرّض موانئ ومنشآت عسكرية ومطارات لخطر الهجمات”.
وأنفق آل سعود نحو 65 مليار دولار على الأسلحة في 2018، وهي من بين أكثر خمس دول شراء للسلاح إلى جانب الولايات المتحدة والصين والهند وفرنسا، بحسب تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام صدر في نيسان/أبريل الماضي.