تبنت جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) في الساعات الأخيرة هجمات جديدة على المملكة طالت هذه المرة مقرا عسكريا للتحالف العسكري بقيادة آل سعود.
وقالت الجماعة في بيان إنها استهدفت مقر العمليات المشتركة لقوات التحالف في مدينة صامطة، بمنطقة جازان، جنوبي المملكة بصاروخ باليستي.
وقال المتحدث باسم قوات الحوثيين العميد يحيى سريع، في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك” إن “القوة الصاروخية التابعة للجماعة، أطلقت الصاروخ الباليستي على غرفة العمليات بصامطة”. وأشار إلى أن “الصاروخ متوسط المدى أصاب هدفه بدقة عالية”.
وأضاف “القصف خلف عدداً كبيراً من القتلى والجرحى بينهم قيادات”.
وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حرباً بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي الحوثي المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
في هذه الأثناء شهدت مدينة عدن جنوبي اليمن، اشتباكات عنيفة، منذ الساعات الأولى لصباح اليوم الخميس، بين القوات السعودية المنتشرة في أجزاء من القصر الرئاسي، وبين مجاميع مسلحة يُعتقد أنها تابعة للإمارات حاولت اقتحام مواقع الأولى، في القصر والذي يُعتبر مقر الحكومة المؤقتة، بعد تعرّضه لأعمال نهب، منذ مساء الأربعاء.
وأفاد سكان ومصادر محلية بأنّ القوات السعودية في قصر “معاشيق”، تعرضت لهجوم، لتتفجر اشتباكات ظلت تُسمع لساعات، من دون أن تتوفر معلومات فورية، حول سقوط ضحايا.
وفي وقتٍ لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، تتجه أصابع الاتهام إلى القوات المدعومة من الإمارات والمعروفة بـ”الحزام الأمني” التابعة لـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، والتي باتت تسيطر على عدن، بمختلف أحيائها.
ومطلع الأسبوع الماضي، سيطرت قوات “الحزام الأمني” التابعة لـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتياً على معظم مفاصل الدولة في عدن، بعد معارك دامت 4 أيام ضد القوات الحكومية، سقط فيها أكثر من 40 قتيلاً، بينهم مدنيون، حسب منظمات حقوقية محلية ودولية.
وجاءت الاشتباكات حول القصر الرئاسي، بعدما انسحب منه، أمس الأربعاء، أفراد في قوات “الحماية الرئاسية”، وتعرض للنهب على أيدي مسلحين وسكان، حملوا كل ما وجدوا في داخله من مقتنيات وأوانٍ مختلفة.
وتأتي هذه التطورات، على الرغم من توجه وفد من رئاسة ما يُعرف بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، يتزعمه عيدروس الزبيدي، إلى مدينة جدة السعودية، للمشاركة في حوار دعت إليه الرياض.
وعقد وفد “الانتقالي”، أمس الأربعاء، لقاءً مع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، والذي يتولى مسؤولية ملف اليمن في حكومة بلاده.
وجاء اللقاء على الرغم من رفض “الانتقالي” مطالب التحالف السعودي بالانسحاب من المؤسسات والمواقع العسكرية التي استولت عليها مليشياته في عدن، منذ أكثر من أسبوع.
وعوضاً عن التجاوب مع الدعوة، دشّن “الانتقالي”، منذ الإثنين، حملة تصعيدٍ باتجاه محافظة أبين، مسقط رأس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، حيث دارت مواجهات سقط إثرها العديد من القتلى والجرحى، وانتهت بسيطرة الانفصاليين.
وأمس الأربعاء، طالبت هيئة رئاسة مجلس النواب اليمني الرئيس هادي باستخدام صلاحيته الدستورية لمراجعة العلاقات مع التحالف السعودي الإماراتي، محذرة من “مغبة انحرافه عن أهدافه في معركة استعادة الدولة إلى التماهي مع مشاريع صغيرة”.
وعبرت هيئة رئاسة المجلس في بيان عن إدانتها لما قامت به المجاميع المسلحة التابعة لما يعرف بـ “المجلس الانتقالي الجنوبي” الانفصالي المدعوم من الإمارات من سيطرتها على مؤسسات الدولة، مطالبة الحكومة بالتصدي له ومواجهه التمرد المسلح بكل الوسائل التي يخولها الدستور والقانون وبما يحقق إنهاء التمرد وتطبيع الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن.