ما وراء انتشار نوادي تعليم الرقص في بلاد الحرمين
خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا انتشرت نوادي تعليم الرقص في بلاد الحرمين وظهرت أشهر محترفات الرقص الشرقي يدربن الفتيات السعوديات على الاحتراف.
وكشفت تقارير متطابقة عن وجود عشرات دور تعليم الرقص في السعودية تتراوح بين الرقص الشرقي والرقص على العمود والرقص المختلط.
وكان قد انتشر إعلان في 2018 يقول بأن الراقصة “فيفي عبده” ستقدم دورات رقص شرقي في السعودية، تستهدف النساء والرجال، مقابل 3 آلاف ريال سعودي. خرجت “فيفي” بنفسها لتنفيَ هذه الإشاعات.
ونقلت صحيفة “المصري اليوم” حينها عن الكاتب السعودي “نايف عبدالله” أن “هذه الشائعة لم تستهدف سوى الإساءة للسعودية من قبل معارضين”، مؤكدًا أن الإعلان مفبرك، ولم تعلن هيئة الترفيه بالسعودية عن ذلك.
لكن في عهد ولي العهد محمد بن سلمان سرعان ما أصبحت الإشاعات واقعا وتم تجاوز كل الخطوط الحمراء لنشر الافساد في المملكة.
“لأول مرة بالسعودية ورش تدريب الرقص الشرقي”.. هكذا بالنص نشرت “مؤسسة الحركة السعيدة للفنون” (“هابي دانس”) في الرياض.
تعمل هذه الورشة في مساعدة الفتيات السعوديات على “احتراف” الرقص الشرقي، بإشراف احترافي من الراقصة “دينا” المصرية.
يجرنا اسم نادي “هابي دانس” إلى مؤسسته المدربة “سارة يونس”، التي تقول بأنها ليست “راقصة محترفة” ولكنها “محبة للرقص” وأنها لا ترقص “من أجل الأغاني” بل من أجل “ممارسة الرياضة”.
تقول “سارة” على حسابها الشخصي بأنها تعمل فقط مع “النخبة المحترفة بالتدريب”، وأن هذه الورش التدريبية على الرقص الشرقي تُقدّم في “إطار محافظ جدًا ومناسب لبيئتنا”!
عند متابعة حسابات تعليم الرقص في السعودية يتراوح المحتوى بين ما يلي:
مقاطع رقص لنساء أجنبيات شبه عاريات.
مقاطع لأقدام المشاركات في ورشات التعليم وهُنّ يتعلمن الرقص.
مقاطع لأطفال يرقصون بشكل غير لائق.
رجال يرقصون بشكل فاضح.
تخفيضات لورش الرقص في اليوم الوطني.
لم يخفَ عن نوادي تعليم الرقص والمعازف أن توفر جزءًا من جهودها للأطفال. ورشات تعليم الرقص الشرقي للأطفال موجودة بشكل علني وبلا قيود، بالإضافة إلى تعليم رقص الزومبا والهيب هوب والجمباز والباليه. ولا تمانع هذه النوادي أن تنشر مقاطع للأطفال بملابس غير لائقة.
وقد افتتح أول مركز تدريب للباليه في 2020، ما لاقى ردود فعل متباينة بين الممتعضين الرافضين لمثل هذه المظاهر الأجنبية عن الثقافة المحلية، وبين مرحبين بهذا النوع من الرقص.
اليوم كثرت مراكز تعليم رقص الباليه للكبار والأطفال (أولاد وبنات) في السعودية، كما برزت شخصيات سعودية تحترف الباليه بشكل علني.
ترتبط فعالية الرقص على العمود بالعروض الترفيهية ذات الطابع الجنـسي في الأماكن التي تشتهر بها.
إلا أن هذا النوع من الرقص يعاد تقديمه -كما هو الحال مع الرقص الشرقي- على أنه “رياضة”؛ لكسر الحواجز المجتمعية نحو انتشار مثل هذه المظاهر.
ويبدو أن المدربة “ندى” نجحت في هذه المهمة، حيث ظهرت بفيديوهات ترويجية لورش تدريب الرقص على العمود في السعودية بدون أي قيود من نظام “ابن سلمان”.
وبات مراكز تعليم الرقص في السعودية بالعشرات.. وربما أكثر. إذ بعد سنين من حكم بن سلمان لم يعد من الصعب اليوم الوصول إلى مراكز تعليم رقص للنساء والأطفال تهدف إلى إنتاج جيل جديد من الراقصات المحترفات.
وتتركز نوادي تعليم الرقص بين الرياض، جدة، والدمامن والنتيجة رقص مختلط أمام العلم السعودي وراية التوحيد بحضور أطفال في جهة، و”الكوتش محمد” يدرب رقصة “السالسا” للرجال والنساء سويةً في جهة أخرى.
