أكد خبراء دوليون أن ترويج ولي العهد محمد بن سلمان لتبنيه الإصلاح يتناقض مع نهجمه القمعي والوحشية التي تميز أسلوبه السياسي وسنوات حكمه.
جاء ذلك خلال مؤتمر نظمته جامعة فرجينيا في واشنطن ومعهد تاكتكس للأمن ومكافحة الإرهاب بالتعاون مع مركز واشنطن للدفاع والأمن تناول مسيرة محمد بن سلمان وطموحات السعودية المستقبلية وأثرها على المصالح العربية والامريكية.
وتركز المؤتمر الذي انعقد في فيرجينيا، على صعود ولي العهد إلى السلطة، وتطور مكانة السعودية ومستقبلها في المجتمع العالمي.
وعرضت الدكتورة بتينا كوخ أستاذة العلوم السياسية المتخصصة في تاريخ الفكر السياسي الإسلامي والدراسات السياسية المقارنة، وضع سياق لصعود محمد بن سلمان، واستكشفت الإصلاحات والتغييرات التي تم إنتاجها تحت إشرافه.
وسلطت كوخ الضوء على تباين صورة بن سلمان التي يتم ترويج لها كمصلح مع القسوة والوحشية التي تميز أسلوبه السياسي وكيف يعمل بأسلوب وحشي بشكل لا يصدق.
بدورها تناول الدكتور آرون برانتلي الأستاذ المشارك في العلوم السياسية والمتخصص في السياسة الخارجية والأمن الروسيين، أهمية سياسات الطاقة في بروز المملكة وكيف أن الأزمة الأوكرانية الحالية تمنح الرياض نفوذاً خاصاً على مستوى العالم.
وأبرز برانتلي مدى تعقيد شبكات الإمداد التي تفيد قدرة المملكة على التحكيم في النزاعات بين الولايات المتحدة وروسيا، وكذلك المنافسين في منظمة أوبك.
أما الدكتور بول آفي، أستاذ مشارك في العلوم السياسية وخبير في السياسة النووية والسياسة الخارجية للولايات المتحدة فركز في مداخلته على تداعيات صعود ولي العهد على العلاقات الأمريكية السعودية.
وأشار آفي إلى تسبب سياسات وخصومات محمد بن سلمان، بما في ذلك قتل الصحفي جمال خاشقجي ، إلى حدوث شقاق بين واشنطن والرياض.
وتوقع أن العلاقات الأمريكية السعودية في المستقبل ستكون متوترة، ولكن من المحتمل أن تظل تعمل نظرًا لضرورات معينة للشراكة على كلا الجانبين.
فيما تحدث روبرت هودجز مساعد مدير مركز فرجينيا تك لدراسات الفضاء الأوروبية، حول علاقة المملكة بالصين ومقاييس الاستقرار الداخلي للرياض بما في ذلك الاعتماد على صناعة النفط وموازنة الدعم من الدول الغربية مثل الولايات المتحدة.
وتوقع أن أي محور حقيقي للصين نيابة عن المملكة العربية السعودية أمر غير محتمل على الفور وسيعكس تحولاً هائلاً في الترتيب السياسي العالمي.
أما الدكتور يانيس ستيفاتشتيس رئيس جان مونيه في Virginias Tech، فأكد على الحاجة الدولية إلى التشدد في التعامل مع الدول الاستبدادية مثل السعودية، للحث على التغيير من خلال التعزيز الإيجابي.
واعتمد ستيفاتش على المصالح الناشئة للسعودية في أوروبا ، وكيف أن المشاريع الاستثمارية والسياسة الدينية قد تضفي على المملكة بصمة أكبر في القارة.