من حرب غزة للعلاقات الإقليمية.. نكسات سياسية متتالية لمحمد بن سلمان
حفل العام 2023 المنصرم بسلسلة نكسات سياسية متتالية لولي العهد محمد بن سلمان من حرب إسرائيل المستمرة على قطاع غزة إلى الفشل المتكرر للعلاقات الإقليمية.
وقبل أسابيع جلس محمد بن سلمان أمام وزير الخارجية الإيراني وقال له: نتعلّم من التاريخ ونبني عليه للمستقبل!.
وهنا تساءل مراقبون ماذا تعلّم الأمير محمد بن سلمان من إيران:
– الاعتراف بفشله
– الرضوخ بعد الوعيد والتهديد
– تلقّي الضربات دون ردّ الكيل كما في هجمات بقيق وخريص
– اليد التي ما تقدر تدوسها بوسها.
وقد برز ضعف ولي العهد جليًا بعد إعلان إيران نيتها الحفر والتنقيب في حقل الدرة المشترك بين السعودية والكويت في تجاوز صريح على حقوق البلدين.
وفيما كان ردّ الكويت مباشرًا على لسان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط الكويتي، اكتفت المملكة ببيان هزيل خجول لم يرقَ لمستوى التهديد.
وبعد 12 عامًا من العزلة الدولية والغياب عن المشهد العربي بسبب جرائمه ضد شعبه، استضاف محمد بن سلمان بشار الأسد في قمة جدة، وفتح له الباب على مصراعيه للانضمام مجددًا للجامعة العربية.
في هذه الأثناء فإن الخلاف الإماراتي السعودي يطفو للعلن وتسريبات نشرتها صحف أمريكية عن تصريحات لولي العهد بأن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد “طعن المملكة بالظهر”.
بموازاة ذلك غاب محمد بن زايد يغيب عن حضور معظم اللقاءات والقمم التي احتضنتها المملكة ومنها قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا.
ورغم عقد المملكة للقمة العربية الإسلامية الطارئة من أجل غزة، إلا أن ولي العهد عارض إضافة 5 بنود:
-منع نقل أسلحة أمريكية لإسرائيل
-تجميد العلاقات السياسة والاقتصادية
-التهديد باستخدام سلاح النفط
-منع طيران الاحتلال من التحليق في الأجواء العربية
-تشكيل وفد مشترك للضغط دوليًا
ورغم الهجوم الكثيف واشتداد ذروة العدوان على غزة، استضاف كبار المسؤولين السعوديين المسئول الأمريكي من أصل يهودي جاريد كوشنر، لا يطالبوه بوقف قصف غزة، بل لينقلوا له تأكيد ولي العهد على المضي قدمًا في اتفاقيات التطبيع، ولكن بعد القضاء على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية نهائيًا.
وما يؤكد انحياز ولي العهد للاحتلال ورغبته في القضاء على المقاومة ما نشره أحد كبار الإعلاميين الأمريكيين بأن كبار المسؤولين السعوديين أخبروه برغبتهم في أن تدمّر إسرائيل المقاومة الفلسطينية.
وقد رفض نظام ولي العهد تسليط أي ضغط على الاحتلال الإسرائيلي ولو بالتلويح باستخدام بلاده لسلاح النفط للضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة.
وفي الوقت الذي كان فيه العديد من حكام المنطقة يحثون الخطى ويصلون الليل بالنهار للوصول لوساطة أو هدنة من أجل وقف القصف على غزة والذي ارتقى فيه آلاف النساء والأطفال كان محمد بن سلمان خارج الزمان والمكان منشغلًا بإطلاق بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية.
ومع إطلاق كل شرفاء العالم الدعوات لمساندة غزة ومقاطعة الشركات التي تدعم الاحتلال، سجّل نظام ولي العهد موقفًا مخزيًا ودنيئًا واختار العكس تمامًا بعد أن أوعز لمستشار الترفيه للظهور والإعلان عن عقد شراكة استراتيجية بين موسم الرياض وماكدونالدز الداعم الأكبر للاحتلال.
كما شن محمد بن سلمان عبر المنصات الإعلامية الرسمية وذباب الديوان حملة شرسة ضد مقاومة غزة ورموزها ابتدأها بالتشهير وأنهاها بالتكفير، فيما كانت لغة الخطاب مع الاحتلال وجرائمه لينة متساهلة.
فضلا عن ذلك منع نظام ولي العهد أي حملة تعاطف مع غزة ومقاومتها، ولم يكتفِ بذلك بل شنّ حملة اعتقالات ضد كل من يُظهر تعاطفه مع غزة ولو بالدعاء.
ورغم كل المجازر في غزة ورغم كل الدماء التي سالت، انطلق موسم الرياض في موعده وأُقيمت كل حفلاته الراقصة والماجنة بدون إلغاء ولا حتى تأجيل، وكأن محمد بن سلمان يتراقص على جراح الفلسطينيين!.