أثارت تغريدة للكاتب محمد آل الشيخ المقرب من ولي العهد، غضباً واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن هاجم فيها الفلسطينيين بأوصاف سيئة، داعيا إلى منعهم من الحج السنة المقبلة.
يبدو أن مزاج آل سعود الرسمي الكاره لكل ما هو فلسطيني ومرحب بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لم يحتمل هتاف حجاج فلسطينيين للمسجد الأقصى أثناء الحج على خلفية اقتحام جيش الاحتلال له، معتبراً أنها تقع في إطار السياسة ومناوئة لتوجهاته السياسية .
وقال آل الشيخ في التغريدة: “الفلسطينيون هم وبال على كل من يستضيفهم، استضافهم الأردن فكان أيلول الأسود واستضافهم لبنان فكانت الحرب الأهلية واستضافتهم الكويت فتحولوا إلى جنود لصدام وهم الآن يحولون منابرهم لشتمنا ونكران مواقفنا, هؤلاء لم يعرف لهم إلا جيش الدفاع الإسرائيلي”.
وغرد الكاتب السعودي تعليقا على فيديو أظهر مجموعة من الفلسطينيين وهم يهتفون: “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، عند مشعر منى أثناء تأديتهم لمناسك الحج، تزامنا مع اقتحام مجموعة كبيرة من المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى المبارك.
وقال: “يجب منع حماس من الحج السنة القادمة لأنهم رفثوا وفسقوا في حج هذه السنة، وليحجوا إلى الدويلة بدلا من مكة.
الشغب والمظاهرات التي مارسها الحمساويون في الحج وراءها القطريون، فالحمساويون رجالهم عبيد لتلك الدويلة يبيعون فيهم ويشترون”.
ورد مغردون سعوديون على آل الشيخ بقولهم : “كلام هذا الإنسان لايمثلنا كسعوديين ولا يمثل إلا نفسه، ونحن نحب إخواننا الفلسطينيين ونعلم أن هناك من يحاول دق إسفين في ترابطنا، وللمعلومية حتى النساء السعوديات لم يسلمن من قلم هذا المخلوق”.
وقال أحد المغردين :”(لم يعرف لهم سوى جيش الدفاع الاسرائيلي) يمكنك التطوع هناك فبعد الكفر لا يوجد ذنب (التحريض على المسلمين – موالاة الكافرين – إحياء نزعة الجاهلية – نكران كل تعاليم الإسلام من أخوة المؤمنين والتعاون على البر و التقوى و البراءة من المشركين وهناك الكثير”.
وقال المغرد “الكاشف” ساخرا من آل الشيخ: “مكة المكرمة للمسلمين وليست لكم، خلاص العقل طين”.
فيما قال مغرد آخر: “هل أصبح الشيخ يعطي من يشاء ويمنع عمن يشاء استغفر الله العظيم, أم أننا قريبا سنراه يقوم بتوزيع صكوك الغفران لدخول الجنة؟”.
ولا يكتفي آل سعود بالتآمر على القضية الفلسطينية وتسريع وتيرة التطبيع العلني مع إسرائيل، بل ذهبوا حد التغول في سلسلة من الانتهاكات بحق الفلسطينيين مثل اعتقال المئات منهم ممن يقيمون في المملكة خلال الأشهر الأخيرة.
وفي أحدث انتهاكات آل سعود بحق الفلسطينيين، منع آل سعود آلاف الحجاج الفلسطينيين من اللاجئين في سوريا ولبنان من أداء شعائر الحج لهذا العام بشكل تعسفي ومن دون مبرر.
وحتى من تم السماح لهم بالحصول على تأشيرة الحج، فإن نظام آل سعود تعمد التعسف بحجاج فلسطين والتنكيل بهم لدى وصولهم إلى المملكة لأداء شعائر الحج هذا العام.
وظهرت فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تبين حجم معاناة حجاج فلسطينيين لساعات طويلة على حدود المملكة حيث افترشا الأرض حتى تم السماح لهم بالدخول.
واستنكرت منظمات حقوقية دولية رفض نظام آل سعود منح تأشيرات حج لحملة الوثائق الفلسطينية السورية على الرغم من استكمالهم الأوراق والشروط المطلوبة.
وتؤكد المؤسسات على أن نظام آل سعود مازال يعمل على تسييس الحج ويتجاهل معاناة الفلسطينيين خاصة الفلسطينيين المتواجدين في مخيمات اللجوء , وهذه لم تكن المرة الأولى التي يتم فيها منع الفلسطيني من الحج والعمرة.
ويتخبط نظام آل سعود في تعاملها مع المسلمين وتستغل جميع الفرص لتوفير أماكن حج للموالين للنظام السعودي من سياسيين واعلاميين على حساب المسلمين حول العالم.
في هذه الاثناء اندلع حريق في سكن حجاج قطاع غزة في مكة المكرمة لولا لطف الله الذي حال دون خسائر في الأرواح وإصابات.
وقال مندوبو الهيئة في الحرمين بان الحريق كان نتيجة ماس في غرفة الكهرباء وبأنه قد تم المساعدة في اجلاء 700 حاج فلسطيني من الفندق.
وتعد الحادثة دليلا جديدا على فشل آل سعود في إدارة ملف الحج وتعرض حياة العديد من الحجاج للخطر بسبب إهمالها لهذا الملف الهام لجميع المسلمين واستخدامه لتحقيق أطماع المملكة السياسية والاقتصادية فقط.