نشطاء يحتجون في بروكسل تنديدا بمحمد بن سلمان “المخترق”

تظاهر عشرات النشطاء قبالة مقر سفارة المملكة في العاصمة البلجيكية بروكسل للتنديد بفضيحة ولي العهد محمد بن سلمان في اختراق هاتف الملياردير الأميركي جيف بيزوس مؤسس موقع أمازون ومالك صحيفة واشنطن بوست.
ورفع المحتجون صورا لمحمد بن سلمان كتب عليها “المخترق” و”انتبه من المخترق بن سلمان”، منددين بممارسات ولي العهد المشينة.
ودعا المحتجون إلى محاسبة بن سلمان ومحاكمته على تورطه بسلسة فضائح تتعلق بالقرصنة والاختراق والتجسس بحق معارضين سعوديين وشخصيات أجنبية.
وجرى الاحتجاج أثناء تواجد وزير الدولة للشئون الخارجية في نظام آل سعود عادل الجبير في مقر السفارة.
وكان الجبير ألقى كلمة أمس أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل قوبلت باعتراضات واسعة من أعضاء البرلمان بعد أن حاول الدفاع عن سياسات النظام بما في ذلك حربه الإجرامية على اليمن.


وكانت صحيفة “غارديان” البريطانية فجرت فضيحة اختراق جديدة لولي العهد محمد بن سلمان تتعلق بالملياردير الأميركي جيف بيزوس مؤسس موقع أمازون ومالك صحيفة واشنطن بوست.
وذكرت الصحيفة أن بن سلمان كان مسؤولا بشكل شخصي عن اختراق هاتف جيف بيزوس من خلال رسالة بعثها له من حسابه الشخصي عبر تطبيق واتساب.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على نتائج تحليل جنائي رقمي متعلق بالقضية قولها إن الرسالة التي بعثها بن سلمان إلى بيزوس احتوت على ملف خبيث اخترق هاتف الملياردير الأميركي.
وتوصل التحليل إلى أنه “من المحتمل جدا” أن اختراق الهاتف تم بواسطة ملف الفيديو الذي أرسله بن سلمان إلى بيزوس.
وبينت غارديان أن رسالة بن سلمان بعثت في الأول من مايو/أيار 2018، أي قبل خمسة أشهر من قتل مواطنه الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية.
وأكدت الصحيفة -نقلا عن مصدر مطلع على التحليل- أن كميات كبيرة من البيانات سُحبت من هاتف بيزوس، دون الكشف عن طبيعتها.
وقالت أيضا إن خبراء أمن رقمي تولوا التحقيق الذي توصل لهذه النتائج، عقب كشف صحيفة التابلويد الأميركية “ناشونال إنكوايرر” عن علاقة حميمية لبيزوس، بعد نحو تسعة أشهر من تاريخ اختراق هاتفه.
وبحسب ما كشفته الصحيفة بدأ كل شيء في 1 أيار/مايو من عام 2018، حين تلقى جيف بيزوس رسالة على هاتفه عبر تطبيق “واتساب” من الرقم الخاص لمحمد بن سلمان.
والرسالة التي اتضح أنها كانت تحتوي على ملف خبيث، أدت إلى اختراق هاتف بيزوس قبل خمسة أشهر من اغتيال خاشقجي الذي كان يكتب في صحيفة “واشنطن بوست”.
وتقول “ذا غارديان” إن كميات كبيرة من البيانات تم استخراجها من هاتف بيزوس في غضون ساعات، بحسب شخص مطلع على الموضوع، دون تحديد ماهية هذه البيانات.
وكان بيزوس وبن سلمان، على ما يبدو، يتبادلان الرسائل عبر واتساب بشكل عادي، ولذلك كان من الطبيعي أن يقوم بيزوس بفتح الرسالة دون أية شكوك في أن تكون الرسالة القادمة من هاتف ملك السعودية المستقبلي محملة بملف خبيث.
ومما لا شك فيه، بحسب الصحيفة البريطانية، أن هذا الكشف الخطير سيعرض الحملة التي يقودها بن سلمان لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة للخطر.
وتقول الصحيفة إن أنييس كالامار، المقررة الخاصة للأمم المتحدة في أعمال القتل خارج نطاق القضاء، راجعت التحليل الجنائي لهاتف بيزوس، والمؤشرات الخاصة بأن “الاختراق” قد بدأ من ملف مصاب وارد من حساب ولي العهد.
وأكدت كالامار التي وجدت في تحقيقها الخاص بمقتل خاشقجي “أدلة ذات مصداقية” أن ولي العهد وغيره من كبار المسؤولين السعوديين مسؤولون عن القتل، أنها لا تزال تتبع “عدة خيوط” في القتل، لكنها رفضت التعليق على رابط بيزوس.
وقد يؤدي هذا الكشف إلى التحقيق من جديد بشأن ما كان يفعله ولي العهد ودائرته الداخلية في الأشهر السابقة لمقتل جمال خاشقجي، لا سيما أن المملكة سبق لها أن نفت أن تكون قد قامت باختراق هاتف بيزوس، واعتبرت أن اغتيال خاشقجي جاء نتيجة قرارات فردية من قبل الفريق الذي حاوره في القنصلية السعودية في إسطنبول، في تشرين الأول/ أكتوبر 2018.
وكان المحقق غافين دي بيكر، رئيس الأمن لدى جيف بيزوس، قد قال في آذار/ مارس 2019 إن الحكومة السعودية وصلت إلى هاتف بيزوس وحصلت على معلومات خاصة منه.
وقال دي بيكر، وهو مستشار أمني منذ فترة طويلة، إنه أنهى تحقيقه في نشر الرسائل النصية المسرّبة بين بيزوس ولورين سانشيز، مذيعة التلفزيون السابقة، والتي نشرتها صحيفة “ناشونال إنكوايرر”، في يناير/ كانون الثاني، وقالت إن بيزوس كان يواعد سانشيز، مما أدى إلى انفصال بيزوس عن زوجته بعد نشر المراسلات والصور.
واعتبرت غارديان أن اختراق محمد بن سلمان هاتف بيزوس يأتي كعقاب له على نشره مقالات خاشقجي في صحيفته “واشنطن بوست”.
في المقابل حاول سفارة المملكة في واشنطن نفى الاتهام الموجهة لمحمد بن سلمان، مدعية مطالبتها بإجراء تحقيق في هذه الادعاءات حتى تنجلي الحقائق”، في حين رفضت شركة أمازون التعليق.
وكان بيزوس قال إنه تعرض لابتزازات، مضيفا أن طريقة تغطية صحيفته لقضية مقتل خاشقجي “غير محبوبة بلا شك لدى بعض الدوائر” لافتا إلى أن العلاقة بين شركة “أميركان ميديا” -المالكة لصحيفة ناشونال إنكوايرر- وبين الرياض لا تزال غير مفهومة بشكل كامل للآن.