كشفت مصادر إعلامية، النقاب عن تغيرات جوهرية في الإعلام السعودي بتعيين موالين لولي العهد محمد بن سلمان.
وقالت المصادر لـ”ويكليكس السعودية” إن التغييرات تضمنت تعين مدراء جدد وفصل موظفين من قنوات إعلامية سعودية.
وذلك في الوقت الذي تتحضر فيه مدينة ضخمة في الرياض لإنشاء شبكة سعودية توازي شبكة الجزيرة الإعلامية.
وذكرت المصادر أن بن سلمان ينفذ خطة إعلامية بمساعدة خبراء أجانب تقوم على تصعيد موالين له.
وأشارت إلى إطلاق السعودية قناة الشرق نوفمبر الماضي.
في حين تعمل طواقم فنية وإعلامية على بناء مدينة إعلامية ضخمة داخل العاصمة الرياض لنقل قنوات إعلامية سعودية للعمل داخل المملكة.
ولفتت إلى أن ولي العهد أنفق مليارات الدولارات على الماكينة الإعلامية التي يحضرها لترويج وإنقاذ “رؤية 2030”.
وتشجيع الاستثمار السياحي في مدينة نيوم التي تواجه مصيرا مجهولا.
وقالت المصادر إن المضمون الإعلامي للقنوات السعودية خلال الفترة المقبلة سيمهد لتولى بن سلمان العرض خلفا لوالده المسن والتطبيع مع إسرائيل.
تعينات وتنقلات
وشهدت الساعات الأخيرة قرارات مفاجئة داخل قناتي “إم بي سي” و«العربية» السعوديتان اللتين تتخذان من دبي مركزاً لهما.
ويمكن القول أن “إم بي سي” عرفت ما يشبه «انقلاباً» بعودة سام برنيت إلى موقعه كرئيس تنفيذي لـ «مجموعة إم بي سي» وإزاحة مارك أنطوان داليوين.
بينما «العربية» استغنت فجأة عن عدد من موظفيها وتم تعيين موالين لبن سلمان مكانهم.
وبعد عام على استقالة برنيت وتعيين داليوين مكانه، فوجئ الموظفون برجوع برنيت إلى كرسيه من دون سابق إنذار.
ويمكن وصف المشهد في أروقة “إم بي سي” بأنه تبادل أدوار بين برنيت وداليوين، بتوجيهات من بن سلمان.
فالأول قدّم استقالته العام الماضي بعد تدخّل فريق ولي العهد في قرارات الشبكة على اثر وضع بن سلمان يده عليها.
ففضل ترك المحطة بعد نحو 17 عاماً من العمل فيها، وعُين داليوين مكانه.
وبات معروفاً أن داليوين جاء بمهام الاستغناء عن عدد من الموظفين آخرهم المتحدث الاعلامي باسم المحطة مازن حايك.
وفك الشراكة بين الشبكة السعودية وشركة «شويري غروب» بعد قرابة 14 عاماً من العمل معاً.
بهذه الخطوة، مهّد داليوين الطريق أمام سعودة القناة إعلامياً وسياسياً.
وبالتالي تسلّم برنيت المهام قبل ساعات ليضع النقاط الأخيرة على انتقال “إم بي سي” إلى الرياض، ولاحقاً تعيين ماجد بن عبدالعزيز آل إبراهيم مديراً للقناة.
وماجد هو ابن شقيق وليد آل إبراهيم مؤسس الشبكة، وهو مقرّب من بن سلمان، ويتم حاليا التحضير له وتعزيز دوره عند انتقال الشاشة التي تأسست في التسعينيات من القرن الماضي، إلى الرياض بشكل نهائي خلال العامين المقبلين، وربما قبلهما.
التطبيع السعودي
كما سيكون ماجد واجهة للتغيرات السعودية التي تترافق مع عملية التطبيع مع العدو الاسرائيلي التي تشهدها الدول الخليجية.
في المقابل، من المعروف أن سام برنيت يملك مفاتيح وأسرار الشبكة، أكثر من داليوين، وهو الأقدر على تحضيرها للانتقال إلى الرياض وترك الامارات.
وعلى الضفة الأخرى، يهمس موظفو قناة «العربية» في الامارات عن احتمال حدوث تغييرات ستصيب الشاشة السعودية التي تأسست عام 2003.
بعد القرارات التي اتخذت قبل عام وأبرزها تعيين السعودي ممدوح المهيني مديراً لقناتي «العربية» و«العربية الحدث»، شاءت الظروف أن يستلم مهامه مع تفشي فيروس كورونا، فتوقفت الأنشطة والتغطيات.
كما أن بعضهم وجد أن التغيرات التي تشهدها قناة “إم بي سي” – المنضوية مع «العربية» تحت عباءة «الشبكة العربية للأبحاث» – كانت مؤشراً إلى تعديلات في أقسام القناة لضمان موالين أكثر لبن سلمان.
جناح بن سلمان
رغم أن القرارات الادارية في «العربية» و”إم بي سي” منفصلة عن بعضها، فلكل قناة ذراع سعودية، ولكنهما تصّبان في النبع نفسه وهو تحت جناحي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
في هذا السياق، برزت أول القرارات باستغناء «العربية» عن عدد من موظفيها القدامى.
من دون سابق إنذار، أبلغت الشبكة مجموعة من العاملين بصرفهم، ومن بينهم اللبناني جميل ضاهر الذي عمل أكثر من 26 عاماً فيها، ورافق انطلاقة القناة من لندن إلى دبي وكان يشارك في تقديم الفقرة الفنية في برنامج «صباح العربية».
وتتوقع مصادر أن سبحة الاستغناء عن الموظفين في «العربية»، بحجة الأزمة المالية التي سبّبها كورونا.
كما يجد بعضهم أن عودة عبدالرحمن الراشد إلى «العربية» منذ عام بعدما شغل منصب مدير عام القناة منذ تأسيسها، وإستقال منها عام 2014، لم يكن على قدر التوقعات.
إذ ينشغل الاعلامي السعودي بانطلاقة قناة «الشرق برس» التي تعتبر أحد أجنحة بن سلمان الاعلامية، ووضع الراشد اهتمامه بـ «العربية» جانباً.
وجاء خبر انطلاقة المحطة السعودية الشهر الماضي، بعد تأجيل مرات عدةّ.
وأمر بن سلمان بتأسيسها بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي (1958-2018) في تركيا، وضعف الاعلام السعودي في تلميع صورة ولي العهد الذي اتهم بجريمة مقتل الصحافي.
باختصار، تتوجه الأنظار في الأشهر المقبلة نحو وضع قناة “إم بي سي” وعملية انتقالها إلى الرياض حيث بُنيت الاستديوهات، وكذلك لاحتمال خطة استغناء عن عدد من الموظفين من «العربية».