تواصل جماعة الحوثي تنفيذ هجماتها العسكرية على مواقع ومناطق سعودية حساسة وخطيرة، وذلك في إطار الحرب الدائرة منذ سنوات.
وأعلنت جماعة الحوثي تنفيذها هجوماً على مواقع للجيش السعودي بمنطقة جازان جنوب غربي المملكة، قرب الحدود اليمنية.
وأفادت قناة المسيرة الفضائية الناطقة باسم الحوثيين، في وقت متأخر من ليل السبت/الأحد، بأن عناصرها نفذوا “غارة على مواقع للجيش السعودي” ومن أسمتهم “المرتزقة” (في إشارة إلى قوات يمنية)، في وادي جارة بجازان، دون الحديث عن خسائر.
وتحدثت القناة عن تقدم لمسلحي الحوثي “في عدة مسارات بعد تمشيط مواقع للجيش السعودي بالأسلحة الثقيلة”، دون تقديم تفاصيل.
وتكتمت سلطات آل سعود عن انفجار وقع يوم الجمعة الماضية في ناقلة نفط قبالة سواحل اليمن.
ويأتي الانفجار بعد أيام من انفجار مماثل ووقع في ناقلة نفط كانت تتواجد في مرفأ سعودي.
وقال مصدر أمني إن “انفجارا عنيفا وقع في ناقلة نفط، أحدث كتلة نارية كبيرة، وأحدث رعبا في المرفأ”
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن “السعودية تشعر بالحرج من فشلها الأمني أمام قدرات جماعة الحوثي التي تهاجمها برا وبحرا وجوا”.
ورغم تكتم سلطات آل سعود على الانفجار، إلا أن هيئة بريطانية للنقل البحري أعلنت لاحقا وقوع الانفجار في المرفأ.
وأعلنت هيئة للنقل البحري مقرها المملكة المتحدة، أن سفينة تجارية تعرضت لهجوم قبالة سواحل اليمن الذي يشهد نزاعا مدمرا، وذلك بعد أيام على انفجار هز ناقلة نفط كانت راسية في مرفأ سعودي.
وقالت إن “عمليات التجارة البحرية للمملكة المتحدة” (يوكمتو) نقلا عن تقارير من سفن في الجوار أخذت علما بهجوم في ساعة متأخرة الجمعة استهدف سفينة تجارية، من دون تقديم أي تفاصيل أخرى.
فيما أعلنت لاحقا انتهاء الهجوم في بيان تضمن ما يلي إن “الحادثة انتهت والسفينة والطاقم بخير”.
يذكر أن هذا الهجوم يأتي بعد عشرة أيام على انفجار هز ناقلة تشغلها شركة يونانية كانت في مرفأ الشقيق السعودي، في هجوم حمّل التحالف الذي تقوده السعودية المسؤولية فيه للحوثيين.
والانفجار الذي استهدف في 25 تشرين الثاني/نوفمبر السفينة “أغراري إم تي”، التي ترفع علم مالطا، أعقب سلسلة من الهجمات التي شنها حوثيون على منشآت نفط سعودية، ما يبرز المخاطر المتزايدة لحملة عسكرية مستمرة منذ خمس سنوات بقيادة المملكة في اليمن.
وسبق للجماعة التي تحظى بدعم من النظام الإيراني، استهداف منشآت رئيسية تابعة لشركة أرامكو السعودية.
ويشهد اليمن حرباً منذ أكثر من ست سنوات، أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية، فمنذ مارس 2015، ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء.