تميز الحضور السعودي في مهرجان كان السينمائي الذي اختتم أعمال دورته السنوية رقم 76 قبل أيام، بتسجيل سقوطا مدويا جديدا ومبالغ مالية ضخمة تم بعثرتها.
والحضور السعودي الثالث في المهرجان (والذي وصفته وكالة الأنباء الفرنسية بأنه لم يعد مستغربًا) كان مختلفًا وأكثر وضوحًا هذه المرة وحمل دلالات وإشارات عدة على الاهتمام الحكومي المتزايد في صناعة السينما والأفلام.
وقد مثّل المملكة وفد ضخم إعلامي وفني واستثماري، ضمّ صندوق التنمية الثقافي ووزارة الاستثمار ومهرجان البحر الأحمر السينمائي وإدارة فيلم العُلا وشركة نيوم ومهرجان أفلام السعودية واستديوهات MBC، فضلًا عن ممثلين ومخرجين وعاملين في القطاع السينمائي.
لكنّ اللافت كان إيفاد رجل “الاستخبارات” وأحد رموز العائلة المالكة تركي الفيصل الذي لم تمنعه لا شيبته ولا مناصبه المرموقة من حضور “حفل سينمائي” يضم ممثلين وممثلات.
ورغم أن تمثيل الفيصل للمملكة فيه استهانة به وبتاريخه إلا أنه ابن سلمان أراد إرسال رسالة مباشرة عن اهتمامه بالسينما.
والمشاركة السعودية لم تكن كغيرها من الدول، بل أرادت من خلالها عكس دبلوماسيتها الناعمة وتسويق اسمها في عالم السينما.
إذ موّلت المملكة 6 من الأفلام المشاركة في المهرجان بمبالغ ضخمة تجاوزت ملايين الدولارات.
بل فرضت حضورها بتمويل فلم الافتتاح الفرنسي Jeanne du Barry بمبلغ 20 مليون دولار.
وأشادت مخرجة الفيلم مايوان، بدعم المملكة للفيلم وقالت بأن “العقليات تتطور حيث لم يضع السعوديون أي شرط لدعم الفيلم”.
ومع أن الفيلم يروي قصة “مومس” وظّفت جسدها لتصبح عشيقة الملك لويس الـ 15، إلا أن محمد التركي الرئيس التنفيذي لمهرجان البحر الأحمر أعرب عن فخر المملكة بدعم الفيلم.
ومن الأفلام التي شاركت بها المملكة، فيلم: أغنية الغراب الذي يتناول قصة مريض تتحول حياته لجحيم بعد إصابته بالسرطان.
وتدور أحداث الفيلم حول كيفية إخراجه من يأسه واضطراب نفسيته، فيجد ضالته في وقوعه في “عشق” فتاة، ليُلهمه هذا الحب القوة لمواجهة المرض والموت.
ولم يقتصر العبث الأخلاقي السعودي على أفلام العشق والعهـر التي موّلها نظام ابن سلمان، بل تجاوز ذلك للانحلال الأخلاقي على أرض الواقع.
إذ أقام الجناح السعودي في المهرجان العديد من الفعاليات من بينها حفلات “دي جي” قُدمت فيها الخمور واستُضيفت ممثلات وعارضات أزياء مثل ناومي كامبل.
من جهته محمد عبدالعزيز التركي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي تجاوز كل الحدود والأعراف بلقطات صور بين عناق وتلاصق مع ممثلات عاريات وذلك خلال حفلة “أمفار” الخيرية، وكذلك في حفل خاص لتسليط الضوء على إنجازات المرأة في عالم صناعة السينما.
ولم يفوت النظام السعودي فرصة المهرجان فبعثر مئات الملايين لتلميع سمعته ولنشر المزيد من الانحلال عن طريق قطاع السينما.
إذ أُعلن عن برنامج استثماري بميزانية 80 مليون دولار يستهدف صناعة الأفلام و 100 مليون دولار أخرى لإنشاء صندوق استثمار سعودي للأفلام حسب مجلة فارايتي الفنية.
وهذا الإنفاق المتزايد في قطاع السينما سبقته تسهيلات حكومية كبيرة أبرزها قرارات الإعفاء الضريبي للإنتاج السينمائي الذي يعتمد بنسبة 40% على طواقم ومواهب سعودية حسب مجلة فارايتي.
فضلًا عن فتح أبواب المملكة لشركات الإنتاج العالمية لتصوير الأفلام والسعي لجعل العلا مقرًا إقليميًا.
ولسنوات معدودة خلت، كانت المملكة مركزًا تُناقش فيه العديد من هموم المسلمين وقضاياهم وكانت رمزًا للإسلام ومعقلًا للتوحيد فيما اليوم يُريد المفسد محمد بن سلمان أن يجعلها مركزًا لنشر الخنا والفجور واستقطاب الساقطين والساقطات ليجعل منها “سوليوود” الشرق على غرار هوليوود وبوليوود!.