مشاريع محمد بن سلمان في مهب الريح بسبب انخفاض النفط
تواجه مشاريع ولي العهد محمد بن سلمان في إطار رؤية 2030 معضلة وخطرا شديدا وتبدو في مهب الريح بسبب انخفاض أسعار النفط ما يكرس فشل خطط الحاكم الفعلي للمملكة وفريقه.
وأبرزت وكالة بلومبيرغ الأمريكية أن محمد بن سلمان يحتاج لأن يكون سعر برميل النفط 81 دولاراً، لموازنة ميزانية الدولة، وتنفيذ مشاريعه الخاصة، لكن يبدو أن رغبته لن تتحقق، لأن سقف السعر الذي يطالب به، مرتفع جداً.
وذكرت الوكالة أن أوبك بلس سوف تتصارع مع سوق النفط، خلال اجتماعها القادم في فيينا، لأن أسعار النفط أصبحت على المحك، بعد أن تراجعت بنسبة 17%، مع المؤشرات الاقتصادية الصينية المخيبة للآمال، والمخاوف من حدوث ركود في أمريكا.
وأشارت الوكالة إلى أن أوبك بلس عالقة بين المطرقة والسندان، لأن أسعار النفط ليست منخفضة بما يكفي لإنعاش الأسواق؛ كما أنها ليست مرتفعة بما يكفي لتوفير الراحة المالية للدول أعضاء أوبك.
ونبهت إلى أن روسيا تحجب أرقام إنتاج النفط، وتظهر بيانات تتبع الناقلات أن صادراتها ارتفعت بنسبة 8% منذ بداية 2023، وتصدّر حوالي 3.6 مليون برميل يومياً، وهذه دلائل على عدم التزامها بخفض الإنتاج.
وبحسب الوكالة فإن صادرت النفط الروسي إلى الهند؛ تستحوذ على حصة المملكة، وتزيحها من المرتبة الأولى، بزيادة 15%، عبر 1.96 مليون برميل يومياً، ومن المرجح ارتفاع صادرات موسكو خلال الأشهر القادمة، على حساب صادرات أرامكو.
ونقلت الوكالة عن كبير المحللين في شركة أبحاث سانكي الأمريكية إن “روسيا تهدد صادرات السعودية النفطية، لأنها ترسل نفطها الرخيص إلى آسيا، مما أدى إلى تآكل حصص المملكة، بسبب فارق الأسعار الذي تفرض الرياض هناك”.
من جهتها أوردت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن السعودية وبعض أعضاء أوبك اشتبكوا بشأن حصص انتاج النفط قبل اجتماع المجموعة المثير للجدل اليوم الأحد في مؤشر على تنامي التوترات داخل المنظمة وسط مخاوف من ضعف الطلب العالمي على الطاقة.
وطالبت السعودية، الزعيم الفعلي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، صغار المنتجين الأفارقة بخفض حصصهم، وفقًا لما ذكرته المصادر، التي قالت ايضا إن المملكة تجري في الوقت نفسه محادثات مع الإمارات، العضو القوي الآخر في المجموعة، للسماح لها بإنتاج المزيد.
قال المصدران إن وزير النفط السعودي عبد العزيز بن سلمان استدعى بعض المندوبين الأفارقة إلى جناحه بالفندق في فيينا يوم السبت وأبلغهم أنه سيتم تخفيض حصص إنتاجهم داخل المجموعة.
وأضافت تلك المصادر أنهم انسحبوا من الاجتماع دون اتفاق.
غالبًا ما كافحت البلدان الأفريقية مثل نيجيريا وأنغولا لتحقيق أهداف إنتاجها الحالية لأسباب مختلفة، بما فيها عمليات الإغلاق الوبائية التي ثبت صعوبة عكسها وسنوات من نقص الاستثمار.
وقال مندوبون إن خفض الإنتاج بما يصل إلى مليون برميل يوميا مطروح على الطاولة مع اجتماع أوبك وحلفائها بقيادة روسيا، المعروفين باسم أوبك بلس، نهاية الأسبوع في فيينا لاتخاذ قرار بشأن خطة الإنتاج.
تمثل المجموعة الأوسع المكونة من 23 عضوًا أكثر من نصف إنتاج النفط في العالم وقال المندوبون إن من المتوقع أن يؤدي خفض الإنتاج إلى دعم أسعار النفط الخام وسط مخاوف من أن يؤدي تباطؤ الاقتصاد العالمي إلى إعاقة الطلب على الطاقة.
لكن بالرغم من ذلك، لا يرغب معظم الأعضاء في التخلي عن حصص الإنتاج المخصصة لهم لأن ذلك يؤثر على عائداتهم الإجمالية.
في حالة الموافقة، سيكون خفض الإنتاج يوم الأحد هو الثالث من قبل أعضاء أوبك بلس منذ أكتوبر، عندما خفضوا الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا، ثم في أبريل قاموا بخفض انتاج بعض أكبر أعضاء المجموعة، بما في ذلك السعودية وروسيا، بنحو 1.6 مليون برميل يوميًا.
أثار قرار الخفض توبيخًا من الولايات المتحدة، التي طلبت في ذلك الوقت من المملكة وأوبك زيادة الإنتاج للمساعدة في كبح جماح التضخم، وأدى ذلك إلى اتهامات أمريكية بأن الرياض تقف إلى جانب موسكو في الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفقد خام برنت، خام القياس العالمي للنفط، أكثر من 20 بالمئة من قيمته منذ أن هز قرار أوبك وحلفاؤها السوق لأول مرة بتخفيضات الإنتاج في أكتوبر تشرين الأول.
ومن غير المتوقع أن يثير خفض آخر للإنتاج يوم الأحد أي رد فعل كبير من واشنطن حيث يتوقع معظم المحللين أن تستمر أسعار النفط في الانخفاض.